أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حروب غيومية تمهيداً للحرب المائية ..














المزيد.....

حروب غيومية تمهيداً للحرب المائية ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حروب غيومية تمهيداً للحرب المائية ..

مروان صباح / أبداً ، لا نهاية للنهفات ، بالطبع ، بفضل عبقريات أهل المشرق ، بات المشرق مسرح متنقل ، لا يتوقف عن إصدار السخريات واحدة تلو الأخرى ، وهنا بالطبع ، جميع النهفات السابقة في كفة ونهفة الإيرانيين الجديدة بكفة أخرى ، بالفعل دون إنذار مُسبق فاجأ أحد أدميرالات الحرس الثوري العالم ، عندما وضع النقاط على الحروف وقدّم تفسير للأسباب الجفاف الذي يجتاح البلاد ، ويُكمل مسؤول الأسطول الغيومي ، بأن اسرائيل سرقت وتسرق تباعاً الغيوم بهدف حبس الأمطار عن جمهوريته ، إيران الثورة وداعمة المقاومة ، طيب ، إذا كانت اسرائيل سرقت أرض فلسطين والقدس والاقصى ، جميع المسروقات حصلت على الأرض وايران ومليشياتها لم تحرك ساكناً ، اللهم إلا ، بالصراخ والضجيج والشعارات ، فهل يعقل للمواطن الايراني أن يتوقع وفرة قربية في المَاء ، طالما السرقة هذه المرة من السماء ، بل حال الادميرال تماماً كالمتزوج الذي صعد على سطح خزانة الملابس في غرفة النوم ومن فوقها أشبع زوجتَه الملقى على السرير هتافات ، اليوم سيكون الجنس الأكبر الذي سيتحدث عنه البشرية ، وعندما سرقها النعاس واطمئن أنها أخلدت إلى النوم ، تسلل طرازان الخزائن كالحرامي ، وإنضجع بجانبها ، وفي سياق متصل ، ننبه قائد قوات الغيُمومية الإيرانية ، الأخذ الحيطة والحذر ، ربما تقوم قوات السراويل المسروقة الاسرائيلية بسرقة سروالك وانت نائم ، عبر شفاطات هوائية عن بعد ، والله أعلم ، يبدو في هذا الوقت كل شيء ممكن ، طالما يسود في إيران حالة من الغياب الجمعي .

من المؤسف أن يصل التضليل إلى هذه الدرجة ، لكن ، في مراجعة عميقة لأصل البنيويات التى بني عليه التضليل ، يجد المراجع ظاهرة خطيرة في إيران ، ليست جديدة بل عتيقة وتتخمر بعد كل مدة من الزمن ، يقع عليها تعديلات ويضاف لها كثير من الخيالات ، هي الأسطورة ، وقد تكون الصفوف الأول في الحرس الثوري أو في الوظائف المدنية متوغلة بالفساد بنوا أمجادهم وتضخمت جيوبهم على هذه السرديات ، إلا أن ، ما يلفت النظر في الحقيقة تقديم المبررات ، وهذا يعكس عن حجم تسلط الأسطورة داخل الذهنية الجمعية للشعب الايراني ، بغض النظر ، كونها مذهبية أو قومية ، جميعها بُنيت على شخصيات خرافية ، تطورت هذه الهياكل وتحولت إلى صور راسخة، وهذا على الأقل ، يفسر لجوء الساسة أو رجال الدين إلى مثل هذه التحليلات أو التبريرات ، بالطبع ، بعيداً عن جموع كبيرة من الشعب الايراني باتت تتحرك لاسقاط النظام وتبادر في فكفكت واظهار حجم الفساد ، لكن النظام الايراني ، يعتمد على شرائح أُنشئت بين دوائر وعوائل تسيطر الأساطير والخرافات عليهما ، الذي يُمكن النظام من تمرير ما يريده بارتياح ، كما حصل مع أدميرال الأسطول الغيوم ، بل في مراجعة تبسيطية ، لوحظ اثناء تفنيده للاسباب الجفاف ، حالة الوثوق التى يتمتع بها ، وهنا يفتح للمراقب باب ، ينبثق من تشقوقاته نور ضعيف ، لكنه يفسر أسباب غياب المنطق لدي جموع كبيرة ، يبدو وهكذا أظن ، الحركة الإعلامية بجهاتها المختلفة ، محصورة في إعلام النظام ، ليس لأنه بالكفاءة التى تمنع من تسلل الإعلام النقيض ، بل ، لعدم قدرة الأغلبية التحدث اللغة العربية او الأجنبية ، فعدم معرفة لغة اخرى هي التى تحكم على الناس مشاهدة والاستماع لإعلام النظام ، وأي شخص يمتلك لغة غير الفارسية ، يتحول إلى معارض في الداخل أو لاجئ في العالم ، لأن باختصار ، يصبح لديه إمكانية التمييز بين ما يطرح من تضليلات ، تماماً كما حصل في مسألة جفاف الأمطار .

تطل إيران على جبهتين بحريتين ، وتمتلك ما يقارب 40 نهر ، لكنها ، تعاني نقص من الأمطار ، وهذا أمر لم يعد معقد ، بل الجدير بالدول التى تتمتع بمرونة في الانتقال ومواجهة التحديات ، أن تقوم بتحلية مياه البحار واستخدامها في الزراعة والخدمات والإبقاء على مياه الأنهر والسدود للشرب التى تبلغ أكثر من 500 سد ، والحال ، أنه يصعب على دولة مثل إيران ، أن تعطي أولوية لخدمة ورعاية المواطن ، لأن في نهاية المطاف ، النظام قائم على سردية واحدة لا تشاركها سرديات اخري ، آلا وهي ، عسكرة المجتمع ، وهنا للأمانة المهنية ، نجح النظام في احداث تغيرات كبيرة وجذرية في التصنيع والتطوير والتقليد ، لكنه فشل في المجال الاقتصادي والمشاركة في السوق العالمي ، في النهاية ، دولة مثل ايران قائمة ومستمرة على ايرادات النفط وأي حرب ستخوضها في المستقبل ، ستكون أشبه بالانتحار ، وهذا إذ يفسر ، سيفسر عن الغاية الأولى والأخيرة للنظام ، تأمينه من السقوط ، وهذا ايضاً يتيح للمراقب فهم هبات متقطعة للإيرانيين ، لكنها ايضاً مستمرة ، بالفعل ، هناك ضيق في العيش وايضاً ، المجتمع يخزن شعور بالمظلومية ، بل للحقيقة ، هناك شعور لدى الأكثرية ، بأن ايران دولة عدائية .

ولكي يكتمل المشهد للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية على نحو أكثر تظهيراً ، لقد درس المستشرقين المذهب الشيعي الايراني ، على الأخص ، وجد عناصر تكوينه يحمل دمج بين الروح الخطابية العالية في المظلومية المذهبية وايضاً القومية ، وعلى هذين الوترين ، سهل الغرب للإيرانيين ، في إظهار تعتطشهم لتدمير الوطن العربي وسفك دماء أبناءه ، وبهذه الحالة ، وقف الإيراني أمام عجز في المواجهة الفعلية مع الاسرائيلي وتورط في سفك دماء أبناء المنطقة ، لهذا ، الوقوف في نصف الطريق ، جعله يبحث عن حرب مع الغيوم . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في مقال ( 5 )
- بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..
- سعد الحريري ليس سوى سليل آباءه ..
- خواطر في مقال ( 4 )
- خواطر في مقال ( 3 )
- معارك كلامية بين كاوبوي البيت الأبيض وطوبرجي طهران
- مي سكاف والرسالة القاتلة ..
- خواطر في مقال ( 2 )
- خواطر في مقال
- تلاميذ المدرسة ومديرها ...
- الرحباني من خشبة المسرح إلى أرصفة الفتاحات ...
- الخطاب الثوري التضليلي ، إيران بين الأداء الخفي والطموح الكو ...
- من سيكون الحاكم الفعلي للعالم ...
- حان وقت رحيلك بوتفليقة ...
- أين يكمن الفشل بالإدارة أم القدم ...
- من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..
- العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
- رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..
- الحرية والخبز ...
- من يحدد الرحيل أو البقاء


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حروب غيومية تمهيداً للحرب المائية ..