أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية بن حورية - العلم المستورد















المزيد.....

العلم المستورد


فوزية بن حورية

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلم المستورد
بعد قيام الثورة اصبحنا نسمع كثيرا عن عدم الاحترام لكفاءاتنا التونسية و لقدراتنا الفكرية ولصناعاتنا المحلية و عدم الرضا بمنتجاتنا الفلاحية . تزرع هكتارات من خيرة عباد الشمس و يحصد منها الاطنان ونستهلك منها الكثير الكثير لجودتها و لحلو مذاقها لكن بعد الثورة اصبحت لا تروق للمستهلك لانها غير مستوردة مثل قلوب عباد الشمس التركية التي اكتسحت اكشاك الفواكه الجافة و مخازن باعة الجملة...
وكذلك الثياب الجاهزة هي الاخرى بعدما كانت الثياب التونسية المحلية ذات الجودة العالية والتي بدورها تصدر الى الخارج المحبذة لدى المستهلك التونسي هي الاخرى تقريبا فقدت من المغازات التونسية و التحقت بركب قلوب عباد الشمس المحلية وعوضت بالثياب المستوردة التركية على شتى اصنافها و انواعها...واحتلت الصدارة في التوريد و المبيعات وغيرها الكثير اما الاواني واكسسوارات بيوت الاستحمام و مواد التجميل وكل ما هو اقتصادي اصبح مستوردا...لان منتوجاتنا لم ترض المستهلك و هذا حسب تفكير التجار و بعض رؤوس الاموال وبعد كل هذه السنوات بعد الثورة نصعق بخبر استيراد قماش مكلف جدا لست ادري ان هو من الحرير الهندي او كما كانت تقول جدتي "حرير دودة" وهي ما تعنيه حرير دودة القز او الحرير يستورد من تركيا هو الآخر يا للهول حتى رايتنا استوردت من تركيا هذه الدولة التي استعمرتنا اقتصاديا...اين معامل النسيج التي نعرفها في تونس؟ اين الكفاءات العاملة في قطاع النسيج؟
اين مهندسي النسيج الذين تخرجوا من الجامعات التونسية؟ اين واين واين...هؤلاء النساجون هل تراهم عجزوا عن نسج راية تونس... هل معاملهم لا تستطيع نسج راية بهكذا طول و عرض !!!
انها لمعضلة كبرى ان يستورد علم تونس في عيد استقلالها المجيد من دولة استعمارية الا وهي تركيا وما السبب الذي دعا لصنع العلم في تركيا؟ كما انه لو حظت ظاهرة العشق الكبير لتركيا و الايمان بمتوجاتها و كفاءاتها مع ازاحة كفاءاتنا من طريقها بطرق ممنهجة ومختلفة كغلق المصانع وتعبئة السوق المفتوحة بالواردات التركية على جميع الاصناف و الانواع و الاشكال كبديل لمنتوجات مصانعنا و معاملنا المحلية حتى الاحذية لم تسلم من التوريد من تركيا وغيرها...تونس غمرتها المنتوجات التركية بالدرجة الاولى ثم الصينية بالدرجة الثانية. عل سبب صنع علم تونس بمصانع نسيج تركيا راجعا لعرضه الا وهو 14 متر ولطوله وهذا سبب غير كاف وغيرمقنع بالمرة. هل هذا العلم مرصع بالالماس و الدر و الياقوت مع خطوط من الذهب الخالص عيار 24!!! انه لفساد المال العام وهدره مع التصغير و التحقير لكفاءاتنا التونسية المادية و المعنوية.
الناس تتلظى من غلاء المعيشة و من الفقر المدقع الذي اكتسح الطبقة الكادحة و الطبقة الدنيا حتى اجتاح الطبقة الوسطى التونسية و الفقراء و المعوزون و سكان الرصيف وقارعة الطريق منتشرون تقريبا في كل مكان بل لنقل في تزايد مطرد، ولم تفلت منه سوى الطبقة المخملية الوصولية و الطبقة الثرية. اليس من الاجدر ان نكتفي باحدى الساحتين، اما بساحة الحكومة الا وهي ساحة القصبة، ساحة تاريخية، شاسعة و تامة التهيئة زيادة على ذلك موقعها الاستراتيجي ورمزيتهاوهي إحدى ساحات تونس العاصمة الشديدة الاهميةيحيط بها قصر الحكومة بالقصبة وجامع حمودة باشا، وقصر بلدية تونس،واشتهرت ساحة القصبة في الثورة التونسية بالاعتصامات. اوبساحةالاستقلال المهيئة والتي توجد بقلب العاصمة المدينة العصرية في مدخل شارع الحبيب بورقيبةبصرف النظر عن اهميتها ورمزيتها القومية والتاريخية و التي تعد من احدى اهم الساحات التونسية بتونس العاصمة، هي الاولى حقا بان يوضع بها العلم، الم يصنع بمناسبة الذكرى الواحد و الستين لعيد الاستقلال وهي الشاهدة على جميع الاحداث القديمة و المستجدة بالبلاد.لا ان يوضع بمنتزه البلفيدير الذي أشرف على تصميمه "جوزيف دو لافوركاد" المهندس والأخصائي في تجميل الحدائق بمدينة باريس. ولقد تم الإنتهاء من أعمال التهيئة والزراعة في سنة 1897، وبقي منتزه البلفيدير مغلقا أمام العموم لمدة عشر سنوات من أجل ضمان أفضل الظروف لنمو كساءه النباتي. ووقع تدشينه بصفة رسمية في سنة 1910 ، ويحتوي المنتزه على أكثر من 230.000 شجرة، . ان كانت الساحة التي هيئت خصيصا لتنصيب العلم المستورد بالبلفيدير كما قال المصدر كلفت اجماليا ربما يعني شقف و سلعة وهي العلم و القاعدة التي قد تكون من الرخام الايطالي المستورد العالي الجودة و السارية قد تكون هي الاخرى من المرمر المستورد او الذهب الخالص او طعمت بالذهب الخالص لذا بلغت كلفتها 300 الف دينار اي نحو 122 الف يورو هنا نتساءل لماذا ذكرت الكلفة المالية بالعملة الاوروبية ؟؟؟
هل القماش الذي استورد من تركيا عجزت مصانعنا عن ايجاد و تنفيذ المواصفات المطلوبة ؟؟؟
فما هي هذه المواصفات الغير متوفرة في تونس؟؟؟ !!!
كيف حرص نفس المصدر على التاكيد بان العلم "تمت حياكته في تونس" ان كانت الحياكة حقا تمت في مصانع تونسية اذا ما الذي استورد من تركيا؟؟؟ الخيوط ام القماش؟؟؟ ولماذا كل هذا التناقض ان كان القماش جلب من تركيا بعد ان رست عليها المناقصة الدولية بعد ثبوت الغلو المشط للعرضين الايطالي و الفرنسي مقارنة مع العرض التركي فما الذي حيك في تونس مع العلم ان فعل حاك يحوك حياكة في العربية يعني نسج ينسج نساجة... عل المصدر يعني خياطة العلم . ليرفرف العلم ذو التكلفة المادية المشطة جدا واللامعقولة على 230.000 شجرة وعلى حديقة الحيوانات الزاخرة.
هذا العلم المكلف للغاية هو علم الوطن الذي يجمع كل التونسيين على حد السواء كان من الاجدر والاحرى ان يستظل بظله الظليل الشعب، فتصرف هذه الاموال على بناء مآوي خاصة تستر الحال حتى و ان كانت متكونة من غرفة واحدة و مرافق صحية فقط لكل عائلة فاقدة السكن و لفاقدة السند ولاولائك الفقراء و المعوزين والمساكين و سكان الرصيف تاويهم من القر و الحر و من قلة ذات اليد ومن اراقة ماء الوجه و من التشرد في الشوارع...ولفتحت لهم موارد رزق بسيطة للغاية كاكشاك او ما شابه ذلك او حسب ما يطيقونه... للاسف هذا العلم الذي ظهر ممزقا بسبب الرياح الشديدة التي شهدتها العاصمة عوض ان يصمد ويقلع بنا كان مآله التمزق عله يكون من الحرير الناعم... حرير دودة تركية لا هندية. اليس العلم التونسي القليل الكلفة الذي عهدناه يضل مرفرفا خفاقا صامدا امام الرياح العاتية و العواصف الهوجاء و الاعاصير دون ان يثلب او يتكمش يرفرف منتصبا في زهو و انتشاء و فخر و عزة و اباء انه العلم التونسي الخام الصافي حياكة ونسيجا و صناعة و خياطة صنع بايادي ابناء الوطن لذا يبق الصامد ابدا.
المصادر: نسمة و العرب
الاديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية



#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيادة في الاجور
- سنظل
- مؤامرة الكامور مؤامرة على الوطن وخيانة عظمى
- المشاعر المتلظية
- تبق العراق عراق
- متيم
- سعادة الحياة العدالة و المساواة بين المراة و الرجل
- ابوالهول
- الظالمة المتجبرة
- سفهت
- ثورة المتقاعدين
- ارحل ايها العيد
- تطفل
- تحية لكل الصائمين في كل انحاء العالم بمناسلة حلول الشهر الفض ...
- إدانة سقوط الصواريخ على اسرائيل
- اليد الاماريكية المطلقة
- الامم المتحدة لا تجد الحل
- تآزروا و تراحموا وكونوا لحمة واحدة
- المتجرة بقفة الفقير
- الربيع العربي


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية بن حورية - العلم المستورد