أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لحسن وزين - الصهيونية من هيرتزل الى بشار قمة في التوحش















المزيد.....

الصهيونية من هيرتزل الى بشار قمة في التوحش


لحسن وزين

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يصح حقا ان نتحدث عن نوع من المأساة القهرية التي تتكرر في التاريخ العربي الاسلامي؟ أنا لا اتحدث عن الماضي، بقدر ما يهمني الآن هذا القدر الجهنمي الذي كتب على سوريا ان تجمع في محنتها المأساوية بين التجربة الفلسطينية والتجربة البوسنية في سراييفو و التجربة العراقية..، أي بين الاحتلال والتهجير القسري، والابادة بمختلف الاسلحة العسكرية والسياسية المحلية والاقليمية والدولية الى جانب الاسلحة الاعلامية و الصمت المتواطئ للمؤسسات والمنظمات القانونية والانسانية الدولية. وتكبر المأساة حين تحضر بقوة تجربة سراييفو في كل بلدة او مدينة من المدن السورية وهي تواجه عزلاء هذا الشكل البشع الذي لم يعرفه التاريخ للتدخل الاجنبي الحيادي الكاذب والمضلل، والارهابي في الخلفيات والاليات والوسائل المستعملة للاحتلال والسيطرة في صورة عدم التدخل، امام صمت عام يذكر بما حدث في التجربة الفلسطينية والبوسنية، حيث كانت أنواع مختلفة من الحصار و التجويع والانتهاك الفادح لحق الانسان في الحياة، بالاسلحة التقليدية والكيماوية، بالاضافة الى المجازر المروعة، عاجزة عن خلخلة الصمت العام لكل الشرائح المجتمعية عبر العالم، خاصة في صفوف النخبة المثقفة الفكرية والسياسية والاعلامية، بما في ذلك النخبة المثقفة السورية المتطفلة على الحداثة واليسارية سواء في الداخل او في الخارج، علمانيين بأقنعة دينية ، أو متدينين بأقنعة علمانية.
عشقنا للماضي اللاهوتي وعداؤنا للتاريخ في منهجياته النقدية جعل منا شعوبا بلا ذاكرة الى درجة صرنا نعاني من فقر الدم التاريخي لان ما حدث، من طرد وتقتيل وتهجير عدواني للفلسطينيين من طرف الاحتلال الصهيوني في فلسطين بحماية استعمارية بريطانية وأوربية امريكية، وفي ظل مناخ سياسي عسكري وثقافي عربي رجعي ومتخلف بما يقارب المشاركة بشكل مضمر احيانا وصريح غالبا في احتلال الارض و قتل وتهجير الفلسطينيين، عاد وتكرر بشكل بشع وبحماية غربية في البوسنة، أي تحت حماية عسكرية وسياسية دولية لعملية التطهير الانساني وليس الديني او العرقي لان"اورشليم الصغيرة"كما كانت تسمى سراييفو لم تكن للمسلمين فقط، كما هو الشأن بالنسبة للقدس، بل كانت رمزا للتنوع والتعدد والاختلاف لكل الحضارات والثقافات.
لقد خربت بريطانيا جميع المقومات التي تسمح للشعب الفلسطيني بالمقاومة والنهوض، وهي بذلك كانت تقدم خدمة عظيمة في صنع النصر الصهيوني في الاستيطان والتدريب العسكري، وفي التنظيم و التسليح، وفي الوقت نفسه كانت بريطانيا تهدم الاسس الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي يمكن ان تشكل خطرا كحركة تحرر ضد الوجود الصهيوني والاستعمار البريطاني. لقد كان الوضع المحلي والاقليمي العربي والدولي يخدم المخططات الاستعمارية والصهيونية، مع العلم ان الفلسطينيين صدقوا الكثير من العروض و الاوهام الغربية والعربية"ان السلطة القمعية التي مثلها الاحتلال البريطاني كانت السبب الرئيسي في اتخاذ القيادة الوطنية الفلسطينية منحى التطلع الى الخارج بحثا عن دعم عربي، وبالتالي زيادة اضعاف روابطها بالجماهير الفلسطينية. فقد اصبحت وعود الحكومات العربية بتقديم الدعم هي البديل عن التعبئة الداخلية التي لم تستطع القيادة الوطنية تحقيقها بسبب الوجود البريطاني وكذلك بسبب محدودية كفاءتها. وقد كان تدخل الحكومات العربية في الازمة الفلسطينية يتماشى بالفعل مع المصالح البريطانية والصهيونية حيث انه عمل على ايجاد وسائل جديدة في التلاعب بالحركة الوطنية والسيطرة عليها"1. ما اشبه الامس باليوم ونحن نتابع ما يحدث في العراق ثم في الثورة السورية منذ اندلاعها وكيف تم القضاء عليها و تدمير وتخريب المدن والقرى بنوع من التحالف بين اصدقاء سوريا واعدائها من العرب والقوى الاقليمية والدولية وبمباركة من الدولة الصهيونية في فلسطين وامتدادها السياسي العسكري في الاستبداد المحلي للعلوية السياسية. وترك الشعب السوري وحيدا يدفع الثمن غاليا بسبب رغبته الطبيعية في الوجود السياسي كشعب يملك حريته واستقلاله في تقرير مصيره وصنع مساره المستقبلي. واكتفت القوى العظمى بالتفرج على تهجيره وقتله بمختلف انواع الاسلحة وفق مسرحيات تم توزيع فيها الادوار بالوكالة بين ماهو محلي وعربي واقليمي ودولي، دون ان تدرك المعارضة المشلولة الارادة والمفتقرة الى سلطة القرار داخليا وخارجيا أن الامر يتعلق باغتيال الثورات التي انطلقت من تونس، من خلال الهدر السياسي و الوجودي للشعب والوطن، و تدمير ذاكرته الثقافية الحضارية. وهذا ما يذكر بما حدث للشعب الفلسطيني في ظل ظرف تاريخي دولي واقليمي عربي ظالم وقاس في حق نضاله وثورته "بحلول اواسط 1948لم تكن الهيئة العربية العليا تحاول بذل أي جهد تقريبا بهدف تنظيم القتال ضد الصهاينة، مع انها استطاعت في الشهور الستة الاخيرة من الانتداب ان تجمع من الفلسطينيين مبلغ 167الف جنيه فلسطيني من اجل شراء الاسلحة وقامت بجولة مركزة في الدول العربية بغية الحصول على الاسلحة. ولكن هذه المساعي لم تتكلل بالنجاح. فقد كانت كل محاولة يقوم بها الفلسطينيون للحصول على دعم عربي ملموس تواجه من جانب الحكومات العربية بالتهرب والتفاخر، فالرئيس السوري حينها قال لاحد القادة الفلسطينيين: ان جيشنا ومعداته، من الطراز الاول، وهو قادر تماما على التعامل مع بضعة يهود. وقال له رئيس الوزراء العراقي ان كل ما يلزمنا من اجل رمي اليهود في البحرهو بضعة مكانس. اما المسؤولون السعوديون الذين كانوا على صلة وثيقة بالملك ابن سعود فقد اعربوا عن ثقتهم المفرطة واعتمادهم على علاقتهم الخارجية : عندما يعطينا البريطانيون الضوء الاخضر، نستطيع طرد اليهود بسهولة. وهكذا لا غرابة في ان يستنتج الفلسطينيون بعد حلول النكبة ان رفض الانظمة العربية اعطاءهم الدعم الكافي قبل 15مايو عندما انسحب البريطانيون نهائيا من فلسطين ودخلت اليها جيوش مصر والاردن وسوريا، لم يكن ناجما عن مجرد قصر نظر هذه الانظمة او عن غبائها. وقد استنتج العديد من الفلسطينيين ان الانظمة العربية او بعض المسؤولين فيها كانوا شركاء في مؤامرة امبريالية / صهيونية تستهدف اخراجهم من ارضهم."2فما الذي يمنع اليوم مثل هذا الاستنتاج تجاه ما يحدث للشعب السوري، خاصة وان الكثير من الوعود البراقة التي قدمت للمعارضة في بداية الثورة الى جانب التصريحات النارية بالدعوة لرحيل الاسد، والتي لم يعد لها من معنى الا معنى الضحك على الدقون والمساهمة بشكل او باخر في تقتيل و تهجير الشعب وتدمير البلد؟
ودائما كان الدعم العربي مخجلا ومقززا وباعثا على الغثيان لانه لا يختلف كثيرا عن النظام السوري في وطنية القتل والتدمير، كلما انتفضت الشعوب لاعلان ميلادها السياسي والقانوني السيادي على الارض والثروة والسلطة والثقافة. هكذاهيأت الوعود والخطوط الحمر الامريكية الارضية المناسبة لاغتيال حضارة شعب بكامله، وهي حضارة فيها الكثير من الاسس لقيمة الانسان أولا، ثم التراث الانساني الذي ينبغي حمايته والدفاع عنه وفقا لما شرعه الضمير الاخلاقي والقانون الانساني الدولي.
وبسبب هذا الصمت القاتل كحصانة دولية سيطرت على الارض حالة من التوحش بظهور نوع من الهاجانا السنية الداعشية المدعومة من اصدقاء سوريا واعدائها في لعبة قذرة تحكمها المصالح الخبيثة لادارة اقتصاد التوحش في النهب والسطو وضمان هيمنة جيوسياسية، الى جانب الشكناز الشيعية المحلية واللبنانية والعراقية والروسية، هدفهم جميع ليس فقط القضاء على الميلاد السياسي للشعب في ثورته ضد الاستبداد المحلي، بل ايضا تهجير الانسان و اغتيال التاريخ والارث الحضاري للشعب السوري المتنوع المتعدد المختلف و الممتد في الزمن وفي باقي الحضارات البشرية.
نحن نعتقد ان شكلا سياسيا من الايديولوجية الصهيونية يتخفى وراء كل هذا، وليس بالضرورة ان يكون يهوديا، فوعد بلفور في الاساس بريطاني تحكمه السيطرة والهيمنة والامتداد الجيوسياسي في المنطقة. وكل فعل سياسي يسير في هذا الاتجاه ويخدم الاهداف نفسها لا يمكن بحكم الضرورة السياسية الا ان يكون صهيونيا، لسبب واضح هو انه في الموقع النقيض لمصالح وطموحات وتطلعات، ليس فقط شعوب المنطقة، بل ايضا لمحيطها العربي الاسلامي. ولذلك من الصعب ان نقول عن نظام عربي اسلامي تورط في الرؤية نفسها للاحتلال الصهيوني، و للسيطرة والهيمنة الغربية على انه نظام وطني. ان الاغتيال الانساني والحضاري الذي تتعرض له سوريا اليوم يذكرنا بالاغتيال الفلسطيني شعبا وأرضا وذاكرة تاريخية، ويدكرنا أيضا بالاشكال المختلفة من الارهاب الصهيوني في بقر بطون النساء والاعدامات الميدانية للرجال العزل واغتصاب النساء لترهيبهم قصد دفعهم نحو الهجرة. وقد تم كل هذا بموافقة الضمير الاخلاقي الغربي وهو يزود الصهاينة بالتدريب والسلاح والحماية القانونية، كما يذكرنا كل هذا بما فعله الصرب. "يقول خوسيه ماريا مينديلوثي:شاهدت اطفالا تحت جنازير الدبابات، اجبرهم على ذلك رجال اقوياء ينفذون اوامر اولئك الذين يحكمون سيطرتهم عليهم ويوجهونهم كيفما شاؤوا. فهؤلاء يتبعون استراتيجية صارمة. هدفها زرع اقصى رعب ممكن بين السكان المدنيين، وتدمير اكبر قدر من الممتلكات وممارسة ابشع اصناف العنف ضد النساء والاطفال."3واستكمالا لجزء من الفظائع الوحشية تقول مواطنة من سراييفو: "الشكناز ينفذون الاوامر كالالات المبرمجة تماما، يقتلون ويسلبون ويحرقون دون ادنى شعور بالشفقة. اكثرهم مرتزقة من روسيا او من المجرمين الذين اطلقهم ميلوزفتش من السجون. يريدون ان يزرعوا الكراهية بيننا، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك. سنعود لنعيش معا في يوم من الايام"4. أليس هذا ما فعله النظام السوري في تجسيده لشعاره"الاسد او نحرق البلد"حيث اطلق الته القمعية الرهيبة مدعمة بالارهابيين المرتزقة من الروس و الشيعة السياسية من لبنان والعراق وايران بالاضافة الى الدواعش الذين اطلق سراحهم من السجون ووفر لهم الارضية المناسبة مع الاخرين، خاصة تركيا و الامريكان والخليجيين...، الذين يتشدقون في اللقاءات والمؤتمرات بكونهم اصدقاء سوريا، وبالفعل ثبت انهم اصدقاء للتوحش والتدمير والتقتيل والتهجير؟ ألا يذكرنا هذا الارهاب البشع والمتوحش بما حدث في فلسطين. "يصف المحقق البريطاني ريتشارد كاتلنغ مدى الصعوبة التي واجهها في اقناع البنات والنساء المرعوبات والمذلولات بان يصفن له ما حل بهن وبغيرهن ممن لم تكتب له النجاة: قابلت العديد من النساء بهدف جمع بعض المعلومات باية فظاعات يمكن ان تكون ارتكبت في دير ياسين ولكن غالبية هؤلاء النساء خجولات جدا، ويترددن في رواية ما حدث معهن وخصوصا الامور المتعلقة بالاغتصاب وهم بحاجة الى قدر كبير من المواساة قبل ان يكشفن عن اية معلومات. كما ان تسجيل الافادات تعترضه الحالة الهستيرية التي تعيشها النساء حيث ينهرن...اثناء تسجيل الافادة، على انه مما لاشك فيه ان اليهود المهاجمين اقترفوا العديد من الفظائع الجنسية. فقد جرى اغتصاب العديد من بنات المدارس ثم جرى ذبحهن. كما جرى التحرش بالنساء المسنات. وتنتشر في اوساط الناس قصة تتعلق بصبية شقت نصفين. كما ذبح او قتل العديد من الصبيان"5.
سنظل الى الابد ندفع ثمن عدائنا للتاريخ، فما لم نتخلص من هذا المرض الخطير، أي من فقر الدم التاريخي حتى ندرك من جهة، النفايات السامة، أي الشر الداخلي الذي نحمله في اعماقنا كشفرة وراثية نفسية اجتماعية ثقافية ودينية بالاساس، حيث تلبس هذا الشر الايمان المقدس وابعدنا كثيرا عن الانسان وقربنا من التوحش البدائي، ومن جهة اخرى ان ندرك ونعي شر جدلية التاريخ في علاقتنا بالاخر كمستعمر وامبريالي يسعى للاحتلال والسيطرة والهيمنة، فإننا سنخرج نهائيا من اﻻنتظام اﻻجتماعي السياسي البشري في التاريخ.
وهذه السيرورة التاريخية من الاغتيال الذي عاشته وتعيشه فلسطين في تاريخها الحديث والمعاصر، والتي انطلقت بشكل جنوني رهيب ومروع في سوريا سبق وشاهدنا فصولها في التاريخ البعيد اﻻسباني عندما احرقت المخطوطات، والقريب في سراييفو، "و يمثل معهد الدراسات الشرقية القديم الذي يضم مكتبة سراييفو الشهيرة اكثر مشاهد الدمار بشاعة. فقد قام المتطرفون القوميون الصرب يوم 28اغسطس1992باطلاق وابل من الصواريخ الحارقة على مبنى المكتبة فحولوا في ساعات قليلة كل محتوياتها الثقافية الثمينة الى رماد. و يصف مكتب اعلام حكومة البوسنة والهرسك هذا العمل بانه اكثر الاعمال الوحشية التي ارتكبت ضد الثقافة الاوربية منذ الحرب العالمية الثانية. وفي الحقيقة يمكن وصفها بدقة بأنها اغتيال للذاكرة."6
وفي هذا السياق لعلنا نتذكر ما حدث للمتحف العراقي حتى ندرك الابعاد الخطيرة لكل انواع الحروب التي تمزق وتدمر المنطقة، وهي تستهدف العمق العربي الاسلامي، في اسسه الثقافية الحضارية وداكرته التاريخية، لدلك يجري التفكيك الاجتماعي الاقتصادي، والتغيير الديموغرافي قصد خلق واقع تاريخي اجتماعي جديد بدون عمق تاريخي سوسيولوجي ثقافي، وبالتالي حضاري. دون ان ننسى التهويد المستمر الدي تتعرض له فلسطين ارضا وتاريخا وثقافة.
لكن المرعب اليوم هو ان تجتمع وجوه المأساة القهرية كلها، خاصة الفلسطينية والبوسنية، في سوريا وبمبادرة من "نظام وطني"استبدادي هاجم بشكل مستميت تكريسا للسلطة الاستبدادية التي يتملكها بالحديد والنار مخلصا لشعاراته اﻻستئصالية للسياسة والشعب، وللداكرة التاريخية الحضاريةللبلد والمجتمع والثقافة. والمرعب ايضا اجماع القوى الدولية الكبرى في انتصارها لصالح اﻻحتلال الصهيوني في فلسطين، والصربي في سراييفو، سواء على مستوى التعتيم اﻻعلامي والسياسي، او على مستوى منع حق التسلح والحصول على التسليح النوعي, هدا الوجه اﻻجرامي الدي ﻻ يخلو من دﻻﻻت ارهابية عاد وتكرر اﻻن في سوريا بنفس السيناريو ، بل اكثر من دلك تم تمزيق البلد والديمغرافيامن خلال حروب ظلامية وحشية مسنودة ومدعومة من طرف اﻻستبداد المحلي واﻻقليمي مع تحكم غربي في الية الحرب القدرة. كما نظر هدا الاجماع الدولي الى الشعوب من فلسطين وصوﻻ الى سوريا، ومرورا بسراييفو ، على انهم مجرد ﻻجئين في أمس الحاجة الى مساعدات انسانية، ويا للوقاحة اﻻخلاقية عندما تتاجر قوات الحماية الدولية بهده المساعدات. « المععونات اﻻنسانية؟ انها مزحة نحن ﻻ نحصل على خمس ما نحتاج اليه، انها صدقة مهينة، يأكون صريحا ومباشرا في حديثي معك، انهم يرسلون الينا الحثالة والكميات المخزونة التي ﻻ تصلح للبيع سواء المﻻبس او الاطعمة المحفوظة. واولئك المتوحشون الدين يطلقون علينا قدائفهم بلا تمييز يقتلوننا ﻻننا نعيش معا ونريد ان نواصل الحياة معا. اما الحديث عن التهديد الاسلامي فانها فريةمن أكاديب ميلوزفتش. فالمتطرفون الحقيقيون هو وعصابته".7واستكماﻻ للصورة نقول بان شعوب المنطقة في العراق وسوريا من سنة وشيعة واكراد وباقي الفئات المجتمعية تريد تحقيق وجودها السياسي في الحرية والعدالة والديمقراطية...،اما المتطرفون الحقيقيون فهم الهاجانا والشكناز المستحدثون الدين اشرنا اليهم سابقا.
والغريب في اﻻمر ان ينتصر المثقف التقدمي اليساري عبر العالم للروس والصرب في ابادتهم للانسان والتراث الثقافي الحضاري في سراييفو بتبريرات مخجلة وغير اخلاقية وﻻانسانية وبعيدة عن التحليل العلمي للصراع السياسي والجيو سياسي ضد اﻻمبريالية كما تدرعوا وقتئد. واليوم المثقف نفسه واليساري نفسه سواء من اﻻجانب او من بني جلدتنا عادوا الى استهلاك الخطاب نفسه ضد اﻻمبريالية اﻻمريكية. وازاء هده المأساة المتكررة، والقوى المثقفة واليسارية المتطورة في التخلف بتعبير سمير امين يمكن ان نستخلص بعض اﻻفكار التي تشرح لنا لمادا اسئلة النهضة، بالموازاة مع اسئلة التحرر التي تولدت عنها ظلت تطرح نفسها بالحاح كأن جدل تفاعلات السيرورة التارخية اﻻجتماعية لشعوب المنطقة ظلت غارقة في الزمن الطبيعي المتكرر,
الهوامش
1- روز ماري صايغ الفلاحون الفلسطينيون ترجمة خالد عايد مؤسسة االابحاث العربيةط1س1980ص 71
2- المرجع نفسه ص 80
3- خوان غو يتيسولو "دفتر سراييفو "ترجمة طلعت شاهين نشرك الفنك1994ص46و47
4- المرجع نفسه ص 50
5 - روز ماري صايغ الفلاحون الفلسطينيون مرجع مدكور ص94
6 - خوان غو يتيسولو "دفتر سراييفو "مرجع مدكور ص 55
7 – المرجع نفسه ص 59



#لحسن_وزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبد والرعية لمحمد الناجي : من الترضيات إلى التفكير المؤلم
- النساء والشريعة
- الاستثقال الديمقراطي
- القحبة والخرقة البالية
- انهيار سد الفم..من تداعيات قطع لسان حكاية الراس المقطوع
- العذراء ترش قليلا من افيون الساعة على الخبز الحافي
- القديس محمد شكري
- مجنون الحياة
- حفلة التلقي قراءة في رواية عبد الرحمان منيف الان ..هنا ج1
- حفلة التلقي ج2
- رن الهاتف..انا قادم
- استراتيجية الاسئلة
- الشيخ والمريد


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لحسن وزين - الصهيونية من هيرتزل الى بشار قمة في التوحش