أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن وزين - الاستثقال الديمقراطي















المزيد.....

الاستثقال الديمقراطي


لحسن وزين

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


الاستثقال الديمقراطي
والرئيس إذا هوى...
جوع وفقر ودعارة وتسول في الطرقات، نساء في المنفى وطفولة مغتصبة، وأمراض تفتك بالأجساد، وموت يهزم الصغار في عنق الرحم، ويتعب الشباب في مقتبل العمر. ثروات الوطن وأموال الشعب تهرب إلى الخارج. والرئيس يلبس أخر موضة، يركب أخر ماركة، ينكح أصغر وأجمل طفلة، والشعب ما آن الوجع في كفيه من كثرة التصفيق .. يعيش يعيش فخامة الرئيس.عائلة الرئيس هي أم الدنيا وأم الدنيا هي لعائلة الرئيس، والشعب ضيف ثقيل كعابر سبيل قذفته الأقدار، أو مومس تخلى عنها الأزواج بعد أن تكلم الزمن في جسد جمالها المترهل، و زالت ثمالة لذة النكاح والوطء من عقول الغزاة ..ما أصغر الشعب وما أكبر دولة عائلة الرئيس. جوع وقمع وسجن ونفي وقهر ودين يزين إحباط النفوس بلوم الوسواس القهري للكفر بقسمة الأرزاق، و حكمة الله في تدبير شؤون الخلق. أفلا أقسم بالنفس المرهقة، المتعبة، الحزينة، المقهورة... ؟ عيش في الزبالة وحياة متعفنة تنفر منها القطط، فهل هذا وحي من الله أم صناعة إنسان؟ جهل وتخلف وهدر في البشر والثروات والعقول، مع القدح، السب، النبذ، التبخيس، النقص، القهر والحرمان من القيمة والسواء والاستواء للذين لا يعلمون.
وجد الشعب لسنة الله تبديلا...
رصاص في الصدور العارية، وصراخ في الحناجر: ارحل ارحل، ورمي بالأجساد في وجه الزبانية، ثورة تصرخ هل من مزيد؟ الشباب لا يبخل بالقرابين. وجماعة " تيوس" تتلون كالحرباء بين إدانة الخروج على الحاكم، وبين الدعوة إلى الإصلاح ودرء الفتنة. دماء، قتل، سفك وعائلة الرئيس تصرخ في وجه الزبانية: حاصروا الشعب المندس في دولة عائلة الرئيس، أقتلوه حيث ثقفتموه، هدموا منازلهم وأكواخهم، ابحثوا عنهم ..دار دار، زنقة زقة، بيت بيت. أخرجوهم من جحورهم، وأمسكوا الجرذان، واسحلوا الغوغاء. دم مسفوح وشهداء على الأكتاف، وتلاوة فقهاء جماعة " تيوس" لسياسة الذكر الحكيم في قصر الفرعون المخلوع، فرحا بنكوص المحظور، وإطلالة ترخيص الكلام المباح لسيف شهريار السفاح. كل امرأة تتحسس رقبتها فالتنوع والتعدد على الأبواب. يكاد نور برق الثورة المفاجئ لجماعة " تيوس" يخطف أبصارهم، وهم لا يصدقون أنها ثورة وليست فتنة. وإذا الثورة سئلت بأية صفقة فتنة غدرت. علمت جماعة " تيوس" ماخربت وطيفت ومذهبت. هكذا اشتروا ضلالة السلطة بالثورة، فما ربحت صفقة تجار الدين. يعمرون الأرض بتقويس اللحى، بالحجاب والنقاب ودم الحيض والنفاس، دون التساؤل عن نواقض العيش الشنيع والبشع التي لعبت في أمعاء أتت منها ضرطة نواقض الوضوء. يقمقمون الأفواه، يختمون على القلوب بالتحريم، والعقول بالتجريم، والنفوس بالتأثيم، وما تبقى جنازة وفتاة مائدة اللئام . والثورة متممة نورها ولو طغت جماعة " تيوس".
الإسراء والمعراج..من حكم العائلة إلى حكم الجماعة...

حدثنا " توت عنخ أمون " عن رجل قدم من قرية العدوة، سمع الناس فيها يتحدثون عن شيخ غريب الأطوار، لا هو بالقصير ولا بالطويل، له سحنة المدرسين، وقد قال فيه أحد الخبثاء: إن حياته كانت أقرب إلى يوميات طفيلي في الأرياف. وأكد بعض الذين عرفوه عن قرب، أنه عاش حياته في سبات الممنوع والمحظور إلى أن استفاق يوما على المباح الحلال، فاقسم اليمين أنه المختار المنتقى والموعود بالفرعنة. عندها استغرب الملأ والعامة كيف استغفلهم واستغباهم، وكيف تمسكن حتى تمكن من الصندوق السحري لصهوة البراق الذي قدموا من أجل نصبه آلاف القرابين والشهداء. اختلف الناس عن الزمن والظروف التي تسلل فيها الشيخ، فسطا على البراق حيث الرئاسة هي المأوى. لكنهم أجمعوا أن ذلك قد حدث في جنح الليل، كما يفعل أهل الدربة وحرفة اللصوص. والشيخ الوقور لا ينفي ليلة الإسراء والمعراج بل يصر و يشد بثقة على مخارج الحروف، وهو يحكي وجعه المحموم من القرية إلى الرياسة، ومن منزل واطئ إلى قصر الفرعون. لا يمل من وسواس هذيان هول سفر الإسراء من ترديد القول المختوم بالسحر المبين: سبحان الذي أسرى بي من القرية إلى مهبط الفراعنة، من دروشة الفهلوة وتدبير حال الشطارة إلى مجلس الشعب، ومن الثوب القصير إلى مراسيم الرياسة. هناك عند سدرة المنتهى رأيتهم واحدا واحدا، كانوا هناك جميعا لم يتخلف واحد منهم. عرفوني بقدر ما عرفتهم، إلا أن واحدا منهم أثارني وضعه، وهو ملقى على ظهره شاردا عما يدور حوله غير آبه ولا مهتم، وكأنه ممسوس بطمع امتلاك الدنيا وحب المال، كما خمنت وضعه لكن أسأت الظن بالرجل، إذ قيل لي وأنا ألح على السؤال بأن الرجل أنهكه الكمد والغم والكآبة، بعد أن تركته أو تخلت عنه مومس اسمها سلطانة، جارية في الأصل ابتاعها من تاجر يهودي يكنى ابن غريون حط رحاله كعطار نوى ترميم سوق القدس و النبش في أسفل مقدس العبادة بحثا عن رفات الهيكل المزعوم. قفزت بغتة من سماء شرودي، أو بالأحرى جرني واحد من الفراعنة من لحيتي بقوة لا تخلو من تحذير ممزوج بالشدة والغلظة، إن لم تخطئه عيني وذاكرتي فهو "الفرعون نختنبو" ، فهمس في جوف أذني اسمع يا "تيوس " إن ذلك المنبطح أرضا يعرف هنا بالفرعون المخلوع الذي تجاوز حده بحلم الخلود. ضيع هرمه في عز برد يناير القارس، فاستحال دمية تتقاذفها عدسات المصورين لغرض في نفس يعقوب. تغير الزمان وأحوال البشر تلك حكمة وسنة البشر في مصير قدرهم. شعرت ببعض الخوف لكنه لكزني و زجرني من حيث لا أدري فيه نقطة ضعفي وهو يهددني أن أستفيق أو يقوم بإلغاء مادة: مثنى وثلاث...
فجأة لا أعرف كيف باغتني " خوفو" وهو ينظر إلي بعنف مرهب لا يخلو من قسوة تبدو على محياه أهبة الهجوم أو القتل، وكأن رؤوسا تتساقط بفعل قطع بحد السيف، تتقاذفها الأرجل في مستنقع موت العدل، فقال بصوت زافر من الأعماق فيما يشبه انفجار حمم اللاﭭا من فوهة البركان: نريدك فرعونا عظيما يحقق الاستثقال الديمقراطي، من حكم العائلة إلى حكم الجماعة، و حصن نفسك بالقداسة، وأتلو عليهم ما تيسر من كلام الفرعون الذي لا يسأل وهم يسألون، وليكن الإعلان الجديد للدستور فاتحة حكم الجماعة ولو كره أهل مصر الطيبين.
هوامش
أسماء الفراعنة = تيوس- خوفو- توت عنخ أمون- الفرعون نختنبو- والفرعون المخلوع



#لحسن_وزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القحبة والخرقة البالية
- انهيار سد الفم..من تداعيات قطع لسان حكاية الراس المقطوع
- العذراء ترش قليلا من افيون الساعة على الخبز الحافي
- القديس محمد شكري
- مجنون الحياة
- حفلة التلقي قراءة في رواية عبد الرحمان منيف الان ..هنا ج1
- حفلة التلقي ج2
- رن الهاتف..انا قادم
- استراتيجية الاسئلة
- الشيخ والمريد


المزيد.....




- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن وزين - الاستثقال الديمقراطي