أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - هذه نتائج فسادكم














المزيد.....

هذه نتائج فسادكم


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المظاهرات التي تشهدها المدن العراقية هي نتيجة حتمية للفساد المستشري في البلد والسياسة الفاشلة والمدمرة التي اتبعها المتحكمين بزمام السلطة بعد 2003 لحد يومنا هذا، فحرمان المواطن من حقوقه وقوته وبالمقابل نهب ثروات البلد وسلب حرية وارادة المواطن في التعبير عن رأيه وعدم تحقيق، ولو جزء يسير، من مطاليبه المشروعة ادت الى تراكم وتكدس الغضب والسخط الشعبي على الزمرة الحاكمة وحاشيتها.
الوضع العراقي المزري والمشين يشبه كثيرا وضع اهل تلك القرية الذين خسروا البقرة ووعاء الفخار معا عملا بحكمة وقرار مختارهم الحكيم، حيث يقال انه كان هناك قرية صغيرة وكان فيها بقرة يعيش سكانها من حليبها الوفير، وفي يوم من الايام كانت البقرة تشرب الماء من وعاء فخاري، ولما ادخلت رأسها وانتهت من شرب الماء لم تستطع اخراج رأسها من الوعاء، فالتم حولها اهل القرية جميعا وحاولوا جاهدين ان يخرجوا راس البقرة من الوعاء بروية وليونة للحفاظ على حياتها وفي نفس الوقت الحفاظ على الوعاء حتى لا ينكسر لكن كل جهودهم كانت بلا جدوى، وبعد ان يئسوا من محاولاتهم لجؤوا الى مختار القرية الحكيم ليحل معضلتهم، فحضر المختار الى مكان الحادث ونظر الى البقرة والوعاء طويلا وبعد تفكير عميق قال لهم: اقطعوا رأس البقرة! فقطعوه وهم صاغرين، ثم قالوا يا مختار ما زال رأس البقرة في الوعاء فماذا نفعل، فاجابهم قائلا: اكسروا الوعاء فكسروه... بعدها ذهب المختار بعيدا وجلس لوحده حزينا يبكي فجاءه اهل القرية يواسونه وقالوا له: يا مختار لا تحزن ولا تبكي فداك البقرة وفداك الوعاء ايضا، فنظر اليهم شافقا وقال: لست حزينا لا على البقرة ولا على الوعاء ولكني حزين عليكم فماذا ستفعلون لو لم اكن معكم!!
حكام ( مختاري ) العراق الجديد ومسؤوليه الكرام لا يفرقون عن مختار تلك القرية بشيء، فهم لم يبخلوا على الشعب بشيء فقطعوا الرؤوس ومزقوا النسيج الاجتماعي ودمروا الوطن الجميل لينهبوا ما يمكن نهبه وعند فوران الغضب وغيلان الالم يأتون متظاهرين بالحزن والبكاء على مآسينا ومعاناتنا وبكل وقاحة يقولون لنا ماذا كنتم ستفعلون لو لم نكن معكم!!!.
ماذا كنا نفعل لو لم تكونوا معنا؟ كنا سنبني العراق من جديد بمئات المليارات التي نهبتموها، كنا سنرسخ المحبة والسلام بين ابناء الشعب بغض النظر عن انتماءاته، كنا سنزرع الامل في نفوس اليتامى الذين فقدوا ذويهم واهلهم في الملاحقات والحروب السابقة، كنا سنوزع خيرات البلد على عموم الشعب وليس على حفنة من اللصوص، كنا سنعيد للعراق هيبته الدولية ومكانته التي هو جدير بها، كنا سنصون سيادة العراق ونمنع التدخلات الاجنبية التي تعتبر العراق كقرية من قراها!، كنا .... وكنا، كنا يا سادتنا الكرام، وبكل اختصار، ننبذ العقلية القديمة في ادارة البلد ونبتعد عن الاسلوب القديم المبني على احتكار السلطة والملاحقة والتصفية الجسدية في التعامل مع المقابل ايا كان انتمائه الديني والطائفي والقومي والفكري للاحتفاظ بالكرسي والتصرف باموال الشعب كملك شخصي.
مطاليب المتظاهرين ومطاليبهم المشروعة في توفير الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات، والغاء الرواتب التقاعدية والمخصصات المالية الخيالية للرؤوساء والوزراء واعضاء البرلمان والحاشية كلها، والقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين وسراق المال العام..... ليست مستحيلة التحقيق في وطن يطفو على الخيرات، لكن بدلا من الاستماع الى صوت الشعب والعمل على تقليص معاناته وانهائها قابلتم مظاهراتهم بالرصاص والملاحقة والتعذيب والتخويف والترويع وهذا يثبت لنا وللعالم اجمع بانكم لستم بافضل من اسلافكم في الحكم، بل ما ان اشتد عودكم في الحكم حتى بانت حقيقتكم وزيف اهدافكم وادعائاتكم وشعاراتكم قبل استلامكم لكرسي الحكم اللعين.
خمسة عشر عاما من الحكم بميزانية خيالية كانت كفيلة في ارضاء الشعب واسكاته، لان جزء صغير من الاموال المنهوبة كانت كافية لبناء محطات كهربائية، لا تغطي الاستخدام الوطني فقط بل بفائض للتصدير ايضا، وبناء محطات لتحلية الماء وتصفيتها، وتخصيص مبلغ مالي مناسب لكل مواطن عراقي، وتقديم افضل الخدمات لشعب عانى وسحق لعقود طويلة....، لكن بدلا من ذلك انشغلتم بالنهب والسلب وتذليل الشعب وتصفية المعارض والصراع على الحكم وترضية دول الجوار ناسين او متناسين ان للصبر حدود وان الظلم والخداع والتضليل مهما استمروا فلا بد ان ينتهوا يوما ما.


همسة:- اتعضوا من السوابق، فلو دامت لغيركم ما وصلت اليكم.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما احوجنا الى قائد مثل انجلينا جولي
- كوتا لتدمير المسيحيين
- الانتخابات العراقية وجريمة بيع الاصوات
- وتبقى نار العراق مشتعلة
- عظمة الاستقالة
- مؤتمر لاعادة اعمار العراق ام لتذليله؟
- حوار ام مماطلة وتخدير؟
- الخطاب التحريضي ضد المسيحيين الى متى؟
- ماذا تعلمنا من درس داعش؟
- محاربة الفساد، دعاية انتخابية ام خطوة لتصحيح المسار؟
- يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم
- حوار ام فرض للذات؟
- اوقفوا تدمير العراق
- مهزلة التمثيل المسيحي في المفوضية العليا اللا ( مستقلة ) للا ...
- المشكلة العراقية ليست في الاعلام
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة


المزيد.....




- الحرس الثوري يكشف بماذا استهدف إسرائيل بأول هجوم بعد الضربة ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصاروخ -خيبر شكن- لأول مرة.. ماذا نعلم ...
- هل تنهي الضربة الأمريكية على المواقع الإيرانية الصراع أم تُط ...
- صباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطه ...
- بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت ف ...
- حقائق عن قاذفات -الشبح- الأمريكية بي-2 بقنابل خارقة للتحصينا ...
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تؤكد حاجة سكان القطاع -إلى مزيد من الم ...
- الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
- الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة
- خبير عسكري: الضربة الإيرانية تؤكد أن إسرائيل لا تزال ضمن الا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - هذه نتائج فسادكم