أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كوهر يوحنان عوديش - يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم














المزيد.....

يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 11:32
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يمر الانسان منذ الولادة حتى الوفاة بمراحل عديدة متتالية حيث يتم بناء وتكوين كل مرحلة بالاعتماد على ما تم بناؤه في المراحل السابقة، وبهذا يمكن اعتبار فترة الطفولة من اهم المراحل التي يمر بها الانسان لانها تعتبر الاساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد وتحدد سلوكه وميوله مستقبلا، لذلك نرى ونسمع ما تقوم به الدول المتحضرة والمتمدنة من اهتمام ورعاية بالاطفال يفوق كل تصور ووصف، وتنفق في سبيل تربيتهم وتكوينهم وتأهيلهم مليارات الدولارات وسنوات كثيرة من التعب والانهاك الجسدي لايمانهم بان هؤلاء هم ثروة البلد وقادة غده.
يعتبر العراق واحدا من البلدان الكثيرة في المنطقة الذي ضاعت فيه الطفولة وحقوقها وكل معانيها دون ادنى التفاتة من المسؤولين والمتربعين على العرش، ففي بلد نهشته/تنهشه الحروب ذاق الطفل العراقي كل انواع العذابات من يتم وحرمان وتشرد، فمع نشوب الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا، خصوصا ما بعد 2003، لم يعش الفرد العراقي طفولته فاما كان يتيما فاقدا لحنان الابوة والامومة الذين كانا ضحية الحروب والسياسة العوجاء التي انتهجها المسيطرين على مقاليد الحكم، او كان مهجرا او مشردا بسبب الانفلات الامني، او ملاحقا بسبب اراء ومواقف عائلته السياسية فكان ضحية التقلبات السياسية في البلد وكثيرا ما دفع حياته ثمنا لذلك،او كان باحثا عن لقمة خبز بين المزابل، او يتوسد الارصفة ويشحذ في الشوارع......الخ.
معاناة الاطفال في العراق الجديد كانت كبيرة الى حد يصعب فيه، بل ويستحيل، وصفها لانها ليست من نوع او صنف واحد بل شملت كافة نواحي الحياة، ولو كان البرلمان العراقي والحكومة العراقية مهتمين بمستقبل الوطن كان عليهم العمل بجدية لوضع حد لمعاناة الاطفال والتفكير بمستقبلهم الذي هو مستقبل الوطن وعدم تركهم هكذا اميين ينبشون القمامة ليصبحوا سلعة سهلة بيد تجار الجنس وتجار الاعضاء البشرية، او اعتبارهم مكسبا ماديا لبعض العوائل الفقيرة ماديا التي تضطر الى بيع اطفالها ببضعة الاف من الدولارات لتغطية نفقات عيشهم، لذا كان على البرلمان تشريع قوانين حضارية تتلائم وتتناسب مع العصرالذي نعيش فيه تراعي الطفل والطفولة وتعاقب كل من يتاجر به لاي غرض كان، وفي نفس الوقت تخصص لكل طفل عراقي مخصصات مناسبة تبعده عن العمل او التسول في الشوارع وتعيده الى المكان الذي يستحقه الذي هو دفأ البيت ومقاعد الدراسة لتمكينه من بناء مستقبله المشرق والمشرف بدلا من الانحراف الى الجريمة بسبب الضيق المالي وحياة الشوارع التي تصنع منه مجرما او سفاحا في كثير من الاحيان.
ان مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 الذي اقترحه مجلس النواب للمصادقة عليه يعتبر صفحة سوداء اضافية الى التاريخ الاسود لتاريخ العراق الجديد ( نقصد بالعراق الجديد عراق ما بعد 2003 )، حيث لم يكتف البعض من اعضاء البرلمان الى تشريع قوانين تكرس الطائفية وتطلق العنان للمرجعيات الدينية للتدخل في قوانين الدولة بل تمادوا في وقاحتهم وتجرأوا لتقديم قانون يعيدنا الى عصور ما قبل التاريخ من ناحية انتهاك حقوق المرأة والطفل وتشجيع لنشر العهر والفساد الاخلاقي في المجتمع العراقي، اضافة الى كونه دعوة صريحة لاغتيال الطفولة ومحوها من فترات عمر الفرد العراقي.
كان على البرلمان العراقي، وخصوصا الاعضاء الذين اخذوا على عاتقهم مهمة تقديم مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية، بدلا من جعل العراق مسخرة امام الرأي العام الاقليمي والدولي التفكير ومحاولة تقديم مشاريع قوانين جديدة تنهي معاناة اطفال العراق وتحد من ظلم المرأة، لبناء وطن مؤسساتي دستوري يحكمه القانون يتساوى فيه الجميع من حيث التمتع بالحقوق واداء الواجبات بغض النظر عن جنس وانتماء وطائفة المواطن العراقي، لذلك فان الواجب الوطني يدعو كل المخلصين من ابناء الشعب العراق مواطنين واعضاء برلمان ومسؤولين حكوميين ورجال دين....الخ الى العمل واجبار البرلمان على تشريع قانون يجرم الاتجار بالاطفال، وتخصيص ميزانية مناسبة لدور رعاية الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة مع مراقبة دورية لكشف المواهب الدفينة لهؤلاء الاطفال ومعاقبة المقصرين بادائهم من المدراء والمشرفين، اما الاهم فهو تغيير النظام التربوي والتعليمي بما يتلائم مع الفكر الانساني متجاهلا الاحقاد والمواريث الدينية والقومية والطائفية التي تزيدنا جهلا وخرافة.

صرخة:- لا تغتالوا الطفولة بسن قوانين مجحفة وجائرة تبيح تزويج القاصرات اللواتي بلغن التاسعة وتعامل المرأة كعبدة جنس خلقت فقط لارضاء شهواتكم، بل تشجعوا واعطوا كل ذي حق حقه.



كوهر يوحنان عوديش
[email protected]



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ام فرض للذات؟
- اوقفوا تدمير العراق
- مهزلة التمثيل المسيحي في المفوضية العليا اللا ( مستقلة ) للا ...
- المشكلة العراقية ليست في الاعلام
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!
- الفساد في العراق قمة المهازل
- شجرة الميلاد العراقية وقبلة يهوذا
- البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كوهر يوحنان عوديش - يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم