أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كوهر يوحنان عوديش - الخلل في الدستور ام في العقول؟














المزيد.....

الخلل في الدستور ام في العقول؟


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5664 - 2017 / 10 / 9 - 12:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتبر الدستور القانون الاعلى والاسمى ولا يمكن لاي قانون اخر مخالفته في البلدان المتمدنة والمتحضرة التي يسودها القانون، فهو يحدد شكل الدولة فيما اذا كانت بسيطة او مركبة ونوعية نظام الحكم كونه ملكي او جمهوري وشكل الحكومة رئاسية ام برلمانية، اضافة الى ذلك فان الدستور ينظم السلطات العامة من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الاساسية للافراد والجماعات، وسلطة الدستور هذه تأتي من كونه يعبر عن ارادة الشعب الذي غالبا ما يعبر عنها بالتصويت المباشر على نصوصه.
ككل شعوب العالم التواقة للحرية صوت الشعب العراقي على الدستور الجديد في 15 تشرين الاول 2005 املا في بناء بلد حضاري متمدن يسوده الدستور ويحكمه القانون بعيدا عن الحروب وملاحقة المعارضين والحكم عبر الاهواء والنزوات الشخصية من قبل الشخصيات الحاكمة او افراد عوائلهم او تابعيهم من الحواشي، لكن الذي حدث ولا يزال مستمرا لحد اليوم هو ان الدستور الديمقراطي الذي يتباهى به ( ويحتكم اليه ) السادة حكام العراق الجديد لم يكن سوى حبرا على ورق ولم يتم التعامل به الا في ما ندر.
من ابرز الانتقادات التي توجه الى الدستور العراقي هي كتابته والتصويت عليه بسرعة بمقاطعة سنية واضحة، لكن رغم ذلك فان الدستور اقر بموافقة 78% من المصوتين ودخل حيز التنفيذ عام 2006، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لم يكن الدستور سوى وسيلة لتجميل الوجه القبيح للعراق الجديد واداة لقمع واسكات المعارض كما يحدث الان مع اقليم كوردستان بسبب الاستفتاء على الاستقلال، لان الدستور الذي يحتكمون اليه ويتحججون به في الازمات لم يطبق منه حرف واحد منذ دخوله حيز التنفيذ حتى يومنا هذا، ولتأكيد قولنا سنتخذ من بعض مواد الدستور مثالا.
ينص الدستور في المادة (6) : ( يتم تداول السلطة سلميا عبر الوسائل الديمقراطية المنصوص عليها في هذا الدستور. )، نحن كعراقيين نعرف جيدا ان هذه المادة رغم وضوحها في الدستور فانها لم تطبق ابدا، بل بالعكس من ذلك فان الصراع على السلطة والتشبث بها واحتكارها كلفا العراق ما لا يقدر من اموال وارواح ( تصريحات حكام اليوم تؤكد ان السلطة اصبحت من الميراث لذلك لا يمكن تسليمها بسهولة ابدا )، فلو كان ساسة وحكام العراق الجديد يؤمنون بهذه المادة ونصها ما كان رئيس الوزراء السابق يهدد ويعرقل نقل السلطة بعد انتهاء مدته وما كان نواب رئيس الجمهورية اصبحوا ثلاثة بدلا من اثنين.
وكذلك ينص الدستور في المادة (7) اولا: يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون)، لم تطبق هذه المادة الا جزئيا وتم التعامل بها بكل دهاء ومكر وازدواجية، فمن ناحية حزب البعث والبعثيين ( حتى المؤيدين والمتعاطفين ) طبقت عليهم بكل صرامة، اما من ناحية الحكام واقربائهم وابناء طائفتهم فلم يكن لها وجود اصلا، لانه وامام مرأى ومسمع كل مسؤولي وقانونيي العراق الجديد تعرض المسيحيين وبقية الاقليات الدينية الموجودة في العراق منذ الاف السنين الى الخطف والقتل والتهجير والتكفير والتحقير والاذلال بصورة علنية دون ان نتلمس اية اجراءات قانونية او قضائية بحق القائمين بذلك!، وكأن هؤلاء ( غير المسلمين ) ليسوا ابناء العراق الاصلاء بل عشبة ضارة يجب اقتلاعها لذلك لا يحميهم القانون والدستور لا يعنيهم هم بالذات.
وفي المادة(9) : ثانيا ينص الدستور على :- ( يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة. )، لو كان الدستور سيدا واحتكم اليه بصورة صحيحة لكانت هذه المادة قد انقذت ارواح عشرات الالاف من ابناء شعبنا التي زهقت من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لاصحاب السمو في العراق الجديد، واذا كان الدستور واضحا في حظره هذا فكيف اذا اصبحت الميليشيات تسرح وتمرح في الوطن دون مسائلة؟ ( المضحك المبكي ان قادة الميليشيات المحظورة دستوريا تهدد اقليم كوردستان علنيا! ).
وينص الدستور ايضا في المادة (18) رابعا على :- يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا التخلي عن اية جنسية اخرى مكتسبة، وينظم ذلك بقانون. )، قبل تطبيق بنود الدستور على الشعب كان من المفترض ان يحتكم الى نصوصه حكام ومسؤولي العراق الجديد ليكونوا مثالا يحتذى لكن بدلا من ذلك كانوا هم اول من اغتالوه وهو في المهد، فكم من مسؤول عراقي طبق هذه المادة او طبقت عليه؟.
بالاضافة الى كل ذلك ينص الدستور في المادة (140) على مسؤولية السلطة التنفيذية على انجاز وبصورة كاملة ( التطبيع، الاحصاء وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد ارادة مواطنيها ) في مدة اقصاها 31/12/2007، فلماذا لم تحرك السلطات التنفيذية ساكنا ازاء هذه المادة منذ ذلك الوقت لحد يومنا هذا؟.
ان الخلل ليس في الدستور المولود ميتا كما يروج، بل في العقول التي تدير البلد بعد 2003، فبالرغم من الاخطاء المميتة التي ارتكبتها الحكومات السابقة لازالت حكومات العراق الجديد تدير البلد بنفس العقلية مرتكبة نفس الاخطاء ( ان لم تكن اسوأ )، وهذا دليل على ان العراق يرجع الى الوراء بدلا من التقدم الى الامام ونسيان الماضي الدامي والمؤلم.


همسة:- ايها السادة ( الدستوريين ) الدستور لا يمكن تجزئته او انتقاء المناسب منه، فاما ان يطبق كاملا او يرمى في سلة المهملات كونه قناعا لم يعد ينفع لاخفاء البشاعات.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!
- الفساد في العراق قمة المهازل
- شجرة الميلاد العراقية وقبلة يهوذا
- البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!
- هكذا هوى العراق
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح
- محمية لشعب ينقرض!
- تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كوهر يوحنان عوديش - الخلل في الدستور ام في العقول؟