أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!














المزيد.....

الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 02:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إذا أردت أن تصنع نهضة شعبية من القاعدة، فاجعل القاعدة تتولى التغيير، وحينئذ تتحقق النهضة بعد يوم القيامة.
لا نهضة على قاعدة شعبية في العالم الثالث، ولو التف المثقفون والمتنورون والعلماء والخبراء والأكاديميون والخطباء والفقهاء ورجال كل الأديان حول جمهرة شعبية ترفع جبلا ما تمكنت من تحريك صخرة؛ ولو أن قائدا واحدًا أمر الجبل أن يتحرك فلن يعصي للجماهير أمرًا.
الثورات والتطور والصناعات والحروب والسلام والاتفاقات والتدمير والبناء والتعليم والمشروعات والتحفيز و .... كلها لا تستطيع الجماهير في عالمنا الثالث أن تقوم بها ما لم يقم على رأسها رأسٌ مستقل يحركها ذات اليمين وذات الشمال.
منذ عامين تولى الحُكمَ في أفسد دولة آسيوية رجل غاضب، ثائر، عاشق للعدل، فقرر أن يُغيّر شعبا بأكمله، ويحرك سلوكه نحو النهضة.
رودريجو دوتيرتي فيليبيني في كرامة معجونة بغضب على كل صور الفساد؛ فارس يعرف كلمة السر التي لا تسير بدونها الشعوب في العالم الثالث، فحزم، وحسم، وقرر، وأخاف، وأرهب كل المفسدين من تجار المخدرات .. إلى العصابات، ومن بلطجية الاستيلاء على السكن، إلى شبّيحة أزقة مانيلا.
قال: إذا اختفت حقيبة واحدة في مطار مانيلا فسأقوم بطرد كل العاملين في المطار، وكانت السرقات قد أصبحت ظاهرة مخيفة كما كانت في شركة مصر للطيران إبان عهد المهندس الريان.
ارتعش اللصوص الأرانب، وتوقفت السرقات.
أقسم أن يجعل من الفيليبين واحة أمان، فقرر مئات الآلاف منهم العودة للوطن الأم وشراء عقارات ومساكن وأراضٍ، وانتعشت التجارة، وتوارت مافيا سيارات الأجرة.
رودريجو دوتيرتي من مواليد 1945 ويحمل فوق كتفيه خبرة قرون، وفوقها عشق شديد لبلده، ومعرفة بأن الإدارة في العالم الثالث ليست محبة فقط، إنما قوانين تمر من تحتها قيادة تساوي بين الأغنياء والفقراء، الأصحاء والمرضى، المقيمين والمهاجرين.
موقفي لم يتغير على الرغم من دعاة الديمقراطية السائبة، وهو أن دولة في العالم الثالث لن تنفعها الأديان والقوانين والبرلمانات والقضاء بدون أن يحكمها زعيم عادل، محب لوطنه، مثقف، كاره للفساد.
إن الله لم يبعث أناسا للتغيير، لكنه، جل شأنه بعث أفرادًا، فإذا أصبح الفرد اثنين فسيختلفان: وألقى الألواحَ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه، وكان الاثنان، موسى وهارون، مبعوثيـّـن برجاء من الأول، عليه السلام، (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ..).
رجل واحد يصبح فارسا، وثلة من الفرسان يمكن يولون الدُبرَ في ذعر وخوف.
رجل واحد يغير دفة السفينة، وعشرة رجال يجعلونها تصطدم بأول صخرة في المياه.
أتحدث عن مجتمع في العالم الثالث يضحك عليه العالم الأول ويطلب منه انتخابات برلمانية بيضاء لامعة كأنها باروكة القضاة البريطانيين، فيسقط الوطن في خدعة ذكاء الجماهير، مع أن العقل الجمعي للجماهير هو الطريق الأسهل للجحيم.
رودريجو دوتيرتي رفع الفيليبين في عامين، وحرّكها للأمام خمسين عاما، وختمها بكلمة السر: الأمان وتخويف الفاسدين!
كل القرارات الجماهيرية والشعبية إذا لم يلتقطها فارس واحد فستنقطع حبالها، والموضوع ليس دعوة للديمقراطية أو للاستبداد؛ إنما للاستنارة برجل حكيم، وفيلسوف، وإداري، وزعيم، وحاسم، ومحصّن ضد الفساد، ولا علاقة له بأي دين أو مذهب أو طائفة، ولكن بوطن واحد.
مليون مقالة في الثقافة والفكر والرواية والجمال والموسيقى والشعر والحرية والحب والأمن لن تغير شعرة في وطن لم يعثر على زعيم أو لم يعثر الزعيم عليه.
التنوير يبدأ من القصر .. وليس من الثكنة أو المسجد أو الكنيسة أو الحزب.
التنوير يبدأ من مهاتير محمد ونيلسون مانديلا ورودريجو دوتيرتي، لكن الجماهير تركت غاندي ومارتن لوثر كينج وباتريس لومومبا يدفعون ثمن ضعفها الحاشد.
كل ضباط الشرطة في المكسيك وكولومبيا وباكستان وكازخستان وألبانيا ونيجيريا لن يحركوا فاسدا أو مهربا من مكانه، فخلفه مئة آخرون، لكن الزعيم الواحد هو وطن موحد!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟
- مصر تريد!
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!