أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السوق:كفاءة ام خداع














المزيد.....

السوق:كفاءة ام خداع


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 17:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


السوق:كفاءة ام خداع


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

16/12/2015 12:00 صباحا

مد المهندس مصطفى يده وهَم بمصافحتي، وكأنما كان يريد ان يقبض على حبل الحقيقة متسائلاً:ماذا كنت تقصد ايها الرجل بالسوق الاجتماعية في مقالتك الاخيرة؟ وقد بدا عليه الانفعال والحيرة، وارتعشت اطرافه وهو ينفخ بدخان سيجارته، لينقل لي تيار افكاره التي أوقدت في خياله ناراً بعد ان تبعثرت في تضاعيف عقله أشياء من رماد الماضي قائلاً:اذا كانت قوانين السوق الحرة التنافسية قد زودتنا ، منذ ان جاء بها مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكي آدم سمث، بفكرة الرفاهية في تحقيق كفاءة الانتاج وعدالة توزيعه عن طريق اليد الخفية (العرض والطلب) وتوافر عدد هائل من البائعين والمشترين ممن يتاجرون فيما بينهم بصورة مستقلة ولايؤثرون في توازن الاسعار،طالما ان دافع المصلحة الذاتية لديهم يقود الى تحقيق المصلحة العامة المشتركة ومن ثم بلوغ توازن المصالح الكليةعن طريق اليد الخفية. فلماذا ياترى نتحدث اليوم عن الاسواق الاجتماعية؟ توقفتُ هنيهة قبل ان اجيب مصطفى عن تساؤلاته، متذكراً ان سوق العولمة الحرة، التي تُعد اليوم من اكبر الادوات الاجتماعية والاقتصادية على سطح الارض، هي مازالت توفر لمتعامليها عدداً من المعاملات الثنائية المتقابلة الجاهزة باستمرار والتي تقدر بنحو 25 ( كونتليون)اي نضع 18 صفراً امام الرقم 25 آنفاً لكي نبلغ الف الف تريليون او (كونتليون).
انه حقا رقم هائل من المعاملات المتاحة (بيعا وشراءً) حول العالم.ولكنني لم اجب مصطفى عن تساؤلاته قبل ان اعرف: هل ان مثل هذا الرقم الهائل من المعاملات يحَمل مصالح ذاتية للمتعاملين انفسهم و تقود الى مصلحة عامة متوازنة؟ام ان ثمة جشعا يتكاثر هنا وهناك في اسواق العالم؟.
هنا تذكرت ان ثمة عالمين اثنين حائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد وهما (جورج ايكرلوف وروبرت شلر) قد نشرا كتاباً في ايلول 2015 صدر من جامعة برنستون في الولايات المتحدة الاميركية وحمل عنواناُ غريباً هو(خداع المغفلين) مؤكدين في اطروحتهما الرئيسة القائلة: ان النظام الراسمالي الحالي لم يعمل بشكل صحيح ليحقق توازن المصالح بين المتعاملين وبلوغ الرفاهية المنشودة .فالنماذج الاقتصادية للسوق التنافسية تفترض توافر المعلومات التامة للمستهلكين بما في ذلك معرفة النماذج الرياضية التي تجسد حالتي الكفاية وتوازن المصالح.
ولكن الطرق الخفية في ممارسة الخداع وتعظيم الجشع قد تُحول المستهلك الى صيد ثمين ومغفل في الوقت نفسه. فالبطاقة الائتمانية على سبيل المثال بكونها اداة الدفع الرئيسة في تجارة المفرد امسى لها دور في ذلك الخداع.فقد لوحظ انها تشجع المستهلكين على اغراءات الشراء بمتوسط يبلغ 200 بالمئة فوق الانفاق العادي للفرد، محققة في ذلك ارباحاً مضاعفة لشركات المدفوعات جراء استخدام الائتمان المتاح عند الدفع .ختاما، أجبت مصطفى بان السوق الاجتماعية ستوفر لامحالة الادوات الناظمة التي تستعملها الدولة لضمان تنافسية السوق قبل ان تمتد (اليد الخفية) نحو الجشع...!.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العباءة السوداء
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (3)
- المرابي الجديد...!
- النظرية الاقتصادية المفسرة للفساد...الى أين هي؟
- الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)
- الفساد في إطار علم الاقتصاد السلوكي. (1)
- عصر السينما وعبق الذرة
- الاقتصاد السياسي للتلوث
- اوكسجين الفكر
- الخيار العقلاني المستدام
- مفارقة صولو..!
- نخيل العصر الرقمي
- الأدراج الحرة
- بيت لكل أسرة
- جاين أوستن..هدوء العاطفة!
- المال لا ينام....!
- أرصفة الحكمة
- ماسح الأحذية..!
- الدواء المغترب ...!
- غذاء الآلهة !


المزيد.....




- السوداني: العراق يقترب من إنتاج 60 ألف ميجاواط من الكهرباء ب ...
- بعد توقف دام 27 عاما بنين تحيي أحد أقدم حقولها النفطية
- شركة أميركية تعتزم تخصيب اليورانيوم بمنشأة نووية جنوب أفريقي ...
- دليلك إلى صناعة الذهب من رمال الصحراء
- السوداني: صيف 2026 يشهد تأمين منصة غازية مرنة وزيادة إنتاج ا ...
- الذهب والنفط يتراجعان مع ترقب لقاء ترامب وبوتين
- الذهب والنفط يتراجعان مع ترقب لقاء ترامب وبوتين
- من هندوراس إلى زحلة.. رحلة مهندسة أعادت تعريف القهوة في لبنا ...
- انخفاض التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 13.9% في يوليو
- كيف سيغيّر GPT-5 قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السوق:كفاءة ام خداع