أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)














المزيد.....

الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 15:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي
مظهر محمد صالح

الجزء الثاني
—————-
نشأة الفساد النظمي وتجذره

لم تفاجئنىٍ المعلومات التي ساقها ذلك التقرير الذي صدر عن مؤسسة صندوق النقد الدولي في العام 1999 وكان بعنوان: «الفساد حول العالم». عندما اشارفي واحدة من فصوله الى ان طابوراً طويلاً من المتقدمين على وظيفة في دائرة الضرائب في دولة من دول غرب افريقيا، وان كل المتقدمين يرغبون في التعيين بدون راتب. وقتها كان موظفو العراق يتقاضون راتباً شهرياً لايكفي سوى معيشة يوم واحد او لايسد حتى نفقات النقل الشهرية بين المنزل ومكان العمل!!
وهكذا تساوت نتيجة العمل المجاني بين الموظف في العراق وطالب الوظيفة في ذلك الطابور في غرب افريقيا خلال العقد التسعيني الماضي.وقد صار تدهور مستوى المعيشة هو الصفة الغالبة بعد ان بلغ التضخم معدلاً سنوياً تجاوز حاجز الـ 50 بالمئة، ملتهماً مدخرات الافراد من ذوي الدخل المحدود وعلى رأسها فئة الموظفين الحكوميين (الممثلين للطبقة الوسطى) لينضموا الى صفوف الطبقة الفقيرة ويشكلان معاً قوى محرومة من مصادر العيش والحياة ،وهي تمثل في الوقت نفسه نسبة قدرها 85 بالمئة من الامة العراقية المعدمة، التي بات صافي مركز ثروتها (سالباً). وفي خضم الفساد النظمي الذي امسى يدار مجاناً من قوى وظيفية شبه جائعة تمارس الحرمان على نطاق واسع، اباح النظام السياسي السابق في تسعينيات القرن الماضي أمران خطيران في السلوك والتصرف الوظيفي وهما:
- حرية العمل بالاعمال الشاقة خارج ساعات الدوام الرسمي (بالنص :التحول الى عمال طين)كانت دعوة لجميع العاملين في السلك الوظيفي، ابتداءً من القضاة وانتهاءً بالمعلمين.
- السماح للموظفين العموميين بقبول الهدايا من الزبائن لكونها تجمل العلاقات الانسانية في الظرف الصعب.
ان قوة الانحدار والوهن في الجهاز الوظيفي تجسدت في ظاهرة تحول او تبدل سلوك الطبقة الوظيفية يوم ادركت ان الوظيفة الحكومية ومسؤولياتها كخدمة عامة وبدون دخل او اجر مجزي والاستمرارفي هذا الحال الى النهاية، لابد من ان تغير العلاقات والمبادئ الوظيفية. فممارسة الوظيفة العامة كخدمة مشرفة للجمهور و بدون مكافأة مجزية تساعد على العيش واستمرارالحياة، قد حولت حق استمرار الاشتغال في المكان الوظيفي بدون مقابل (من غير وجه حق) الى حيازة وظيفية مدرة للدخل من غير وجه حق ايضاً. إذ صار الموظف الحكومي ينظر الى نفسه عبر الهرم الوظيفي بمثابة حائز على امتياز يبيح له تسيير الاعمال لمصلحته اولاً وعلى وفق شروط الحيازة. وهكذا أشاع الفساد النظمي صراعات داخل الطبقة الوظيفية المحرومة نفسها، وهي تمارس الرشوة والابتزاز على بعضها البعض، فضلاً عن اتساع نطاق الاختلاسات من المال العام. وان مصدرتسويغها هو قوة الحيازة وقدرتها على توليد الدخل من منابعه الوظيفية غير الشرعية. وطالما لايكافئ العمل المبذول الاجر الممنوح، فقد منحت الوظيفة العامة أعرافاً مرنة خلاف العمل والانضباط المؤسسي المعهود عند التعاطي مع المحيط الخارجي، او مايسمى بالطرف الثالث وهم الزبائن والتوسع في تفسير حدود التعامل مع الاطراف المذكورة بمطاطية تُسوغ قبول الرشوة والابتزاز والاعتداء على المال العام. فلكون الموظف يعطي من جهده الذي لايكافئه اجراً يعتد به (اي ان العمل لايكافئ الاجر) فان الامتياز الوحيد المتاح لموظف الخدمة العامة هو التمتع بالحيازة الوظيفية من حيث الزمان والمكان والصلاحية. فالوظيفة العامة اصبحت ليست مهمة مشرفة وخدمة عامة،وانما هي حيازة دون مقابل مجز، تتطلب ان تدر دخلاً مجزياً يتناسب مع الزمان والمكان والصلاحية الوظيفية الممنوحة له سواء في قبول الهدايا او تلقي الرشوة وغيرها. وعدت الحيازة الوظيفية والاحتفاظ (بالزي الوظيفي) البديل السهل لقاء الخيار الذي منحه النظام السياسي السابق لطبقة الموظفين ،وهو العمل في المهن الشاقة(البدلة الزرقاء) خارج وقت الوظيفة (تحديداً اعمال الطين) لقاء الاحتفاظ بمراكزهم الوظيفية باْجور ورواتب رمزية لا تسد رمق العيش.
تغير النظام السياسي في العراق والفساد النظمي بات ارثاً اصاب في تفشيه الجهاز الوظيفي في الدولة الكبيرة التي تعاظمت فيها اعداد الموظفين الحكوميين المعينين من 850 الف موظف في العام 2003 الى قرابة 4ملايين موظف في مطلع العام 2014 ويقال ان اشباح الموظفين ومن يتقاسم الراتب الشهري معهم من الموظفين الحقيقيين الفاسدين،اوشراء الوظيفة الحكومية شيء لايستهان به هو الاخر في تجذر ظاهرة الفساد النظمي!.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في إطار علم الاقتصاد السلوكي. (1)
- عصر السينما وعبق الذرة
- الاقتصاد السياسي للتلوث
- اوكسجين الفكر
- الخيار العقلاني المستدام
- مفارقة صولو..!
- نخيل العصر الرقمي
- الأدراج الحرة
- بيت لكل أسرة
- جاين أوستن..هدوء العاطفة!
- المال لا ينام....!
- أرصفة الحكمة
- ماسح الأحذية..!
- الدواء المغترب ...!
- غذاء الآلهة !
- لعبة الجبناء...!
- العقل الجميل:توازن ناش
- قارب الحرية
- على طاولة الرئيس :ركود ام كساد
- مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية


المزيد.....




- البنك المركزي الياباني يرفع سعر الفائدة لأول مرة منذ 17 عاما ...
- الأرجنتين الأولى عالميا في ارتفاع أسعار البنزين منذ بداية ال ...
- مورغان ستانلي يرفع توقعاته لخام برنت إلى 90 دولارا
- المراعي السعودية تعتزم استثمار 4.8 مليار دولار خلال 5 سنوات ...
- في تحول تاريخي.. بنك اليابان يقرر رفع الفائدة
- النفط يتراجع مع توقعات بزيادة الصادرات الروسية
- البنك الدولي يتجه لمنح مصر تمويلا على مدى 3 سنوات
- الفراخ الامهات بقت ب 88 جنيها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم ا ...
- الحكومة المصرية توجه رسالة إلى التجار: الوضع الحالي لا يمكن ...
- مجلس النواب الليبي يطالب البنك المركزي بتقارير عن الاحتياطي ...


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الفساد في آطار علم الاقتصاد السلوكي (2)