|
طغيان رجال السياسة و الدين جهلٌ ، و قتلٌ للحياة .
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 17:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصراع من أجل السلطتين الدينية و السياسية ، و استبعاد الخصوم بالمكر و الختل و الكذب ، أو القتل إن لزم الأمر ، سمةٌ متوارثةٌ ، و أسلوبٌ مباحٌ لا يمكن الاستغناء عنه ، و لا يعوض ، لتحقيق طموحاتٍ نرجسيةٍ ، بعيداً عن السياق الربوبيِّ أو الوطنيِّ . نمطٌ ثقافيٌ انتقائيٌّ موروثٌ يمنع توجيه أي نقدٍ للرموز الدينية أو السياسية . مرده التحجر الفكريُّ ، و هالة التقديس التي تمنع المساس بالروايات و الخطابات و الأفعال الصادرة منهم .
فلسفة السلطة و التحكم برقاب الناس لدى الفريقين واحدةٌ . المتكلم باسم السلطة وكالةً كالمتكلم باسم الله و وكيله . يعمل أجيراً لدى السيد الذي يرفعه إلى مرتبة الإله . منشغلٌ بموضوعاتٍ يخص القائد دائماً .
فريقان يعملان معاً و مساندان ، يكملان بعضهما كخليةٍ واحدةٍ ، أو رجلٍ واحدٍ .
للتقاليد مرنٌ ، و للأعراف خاضعٌ ، الكذب هوايته لا الصدق ، و عن تخوم النزاهة بعيدٌ ، و ينفر الكبرياء من ذكر اسمه . حاقدٌ و سافلٌ - و غالباً ما يكون جاهلاً - وجهه مسودٌ من غبار الكراهية . القِيَمُ تطرده من ملكوتها ، و مُحَرَّمٌ عليه الدخول . و من عدالة الإنسانية مطالبٌ ، و مجرمٌ هاربٌ . منحوسٌ في مرآة مجتمعه ، و منبوذٌ لدى أصحاب العقول النيرة .
يرقص شاربه فرحاً إذا مدحته ، و يضحك ملء شدقيه ، فيغدو بين يديك سهلاً ليناً كقطعة عجينٍ . و لِمَ لا فقد وجد ضالته في إطرائه ، و مأربه في تملقه ، و حسن انضمامه إلى القطيع .
متعودٌ أن يقود الاتجاهات و الأمور ، بينما يطلب الآخرين الجري خلفه . يتبع اساليب عنيفةٍ لنشر الرعب ، مع تقديم مناصب و مكافأتٍ مغريةٍ ، و تخطيطٍ خبيثٍ لاستغلال النفوس الضعيفة أو الدنيئة ، سنداً و أداةً لتحقيق مصالح ذاتيةٍ .
الجالس على كرسيِّ السلطة ، و المعتلي لمنبر المساجد بلا رؤيةٍ وطنيةٍ أو لاهوتيةٍ . كلاهما يحاصران العياد بالقمع و التنكيل . المخالف لرجل السلطة تهمته جاهزةٌ ، فهو خائنٌ يعمل لحساب قوى خارجيةٍ ، أو إرهابيٌّ يجب سحقه و سحله . أما المخالف لرجل السلطة فهو كافرٌ زنديقٌ و ملحدٌ ، ضرب عنقه واجبٌ شرعيٌّ ، و ضمانٌ لدخول الجنة من أوسع أبوابها ، كما تأمين باقةٍ محرزةٍ من الحوريات الملاح . و الهدف المضمر من ذلك برمجة العقول ، و تحويلها إلى جهاز استقبال الأوامر و النواهي ، لا للإرسال . على اعتبار أن الحقيقة المطلقة هم وحدهم يمتلكونها . و ناهيك عن إذلال الجسد باختزاله إلى آلةٍ جنسيةٍ ملتهبةٍ . أما المرأة فهي وعاءٌ للمتعة الجنسية و إفراغ الشهوة ، ومكافأةٌ لمعتنقي ثقافة الموت ، بنكاح الجهاد للذين يتظاهرون بحب الله طمعاً بالحوريات في الجنة .
فريقٌ باسم الشعب يحكم ، و آخر باسم السماء يفتي ليحرم و يحلل . لم يلحقوا قطار الحضارة ، فعادوا إلى ظلام الكهوف . الكافر المشمول بفتوى القهر الدينيِّ ، يعادل الخائن الواقع في قبضة الاستبداد . للسلطة جائعون ، كما للطمع و الجنس . دعارةٌ في الدنيا ، و في الآخرة أبعد من الدعارة . مع الإدعاء بأنهم كرموا المرأة ، و منحوها القيمة و الكرامة .
مهنةٌ بائسةٌ احترفوها ، تفوقوا في العمالة للخارج ، و برعوا في مهارة فنون أساليب وقف التطور ، و إبادة كل مقومات الحياة . قتلوا الوقت في الخطابات الجوفاء ، و بيع الشعارات الوطنية و الدينية علفاً لقطعانهم ، و الجهل المتحكم بالعقول المتنورة ، و العبث بالأرواح النقية . حتى الشهداء ناقمون عليهم ، و من دسائسهم براءٌ .
لا نهضة و لا تنمية نادوا بها ، ولا عدالة أو أمان وعدوها ، و لا نقاء أو طهارة تفشى في المجتمع ......... كل شيءٍ في غاية السوء . وحده الاحتقان و المزيد من التدهور نحو الهاوية ، و ركام التدمير ، و جثث القتلى ، و دحرجة الرؤوس و الفقر و الجهل و التخلف حقيقةٌ مطلقةٌ ، ولا حقيقة غيرها .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كي لا ننهض من جديدٍ .
-
أيها المعممون : من التاريخ استلهموا الدروس و العبر .
-
نموذجٌ للذي ينسب نفسه للفرد ، لا للوطن أو الدم .
-
طيفٌ جميلٌ يعاندني .
-
أردوغان و لعبة الانتخابات .
-
الغدر دناءةٌ للنفس ، و لها عطبٌ .
-
ابحث في أعماق ذاتك ، ستجد اسماً بها يليق .
-
كل عامٍ و نحن تعساءٌ في أوطانتا .
-
التشبيح مهنةٌ ساقطةٌ مهينةٌ .
-
الطبيعة ربيع القلوب .
-
لماذا الاستخفاف بعقول الناس ؟!
-
عرج دائماً نحو بهجة الحياة و جمالها .
-
لن أعيش في جلبابكم .
-
لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .
-
وطنٌ بالهزائم مثخنٌ .
-
هوس عشقٍ عاصفٍ
-
كشف المستور من وحي صناديق الاقنراع .
-
شتاءٌ يغرد خارج وقته .
-
لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
-
بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه
...
المزيد.....
-
الرئيس الجزائري: البشرية فقدت أمام معاناة الفلسطينيين في غزة
...
-
شاهد: الاحتفال بمراسم -النار المقدسة- في سبت النور بكنيسة ال
...
-
مجهولون يعتدون على برلماني من حزب شولتس في شرق ألمانيا
-
تصاعد الخلافات في جورجيا بعد طرح مشروع قانون مثير للجدل يرفض
...
-
هاليفي يوجه رسالة للجيش الإسرائيلي من وسط غزة
-
الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثق غارة جوية استهدفت بلدة طير
...
-
مسؤول إسرائيلي: التقارير عن صفقة سيتم الكشف عنها يوم السبت س
...
-
جنرال فرنسي: باريس ليست مستعدة الآن للمشاركة في النزاع الأوك
...
-
تقرير عبري: البرغوثي قد يطلق سراحه إلى غزة ضمن المرحلة الأول
...
-
نشطاء يرشقون بالبيض القيادي اليميني المتطرف الفرنسي إريك زمو
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|