أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - حرام نسبي للروائي عارف الحسيني














المزيد.....

حرام نسبي للروائي عارف الحسيني


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


"حرام نسبي" للروائي عارف الحسيني
يختار الكاتب عارف الحسيني عنوان "حرام نسبي" لروايته الثانية، هذه العبارة لها دلالات متعددة متناقضة ما بين الغموض والانكشاف، تحمل معان فلسفية وأبعادا فكرية وتجليات الموقف من التاريخ والدين والتحريم والتحليل بمختلف تأويلاته.
وأنا كقارئ ولست ناقدا أردت أن أشفي غليل فضولي في البحث عن رواية جيدة تثير أسئلة عميقة، ولا أطويها كمعظم الروايات المحلية وانتهي منها سريعا.
أقدم اعتراف قارئ بأن هذه الرواية قد سحبتني من بداياتها ركضا وتجوالا ومحاولة لتفكيك رموز اخفاها الكاتب بين ثنايا الحروف والاحداث والشخصيات، التي تسكن هذه الرواية وتسكن مدينة أعشقها، وروحي معلقة بذبالة لا تنظفىء لهذه المدينة، أمسكني من تلابيب ثيابي الروائي عارف الحسيني والحرام النسبي ، عبثا أحاول التأني والتأمل فيها ، توقفت في أزقتها العربية وصد بعباراته ومحبته وكشف المحاولة اليائسة من قبل الاحتلال لتهويدها.
"حرام نسبي" رواية تحمل عنوانا يكتنز غموضا، وبما أن العنوان أحد أهم مفاتيح الروايه لكثير من الكتاب، وهو هنا ليس مجرد مانشيت دعائي، يبين العنوان كمفتاح الرواية أن الكاتب يحمل رؤيا مرتبطة بالمكان والحدث في القدس الشريف بعميق المعاني والتجليات.
تدفع الرواية القارئ للبحث عن هذا الحرام النسبي واكتشاف الدلالة الرمزية الغامضة المتخفية، في قراءة معمقة لكشف أسبار الرواية، ولن تفيدك لغتها وأسلوبه السهل الممتنع في كشف ثنايا الرواية ومفتاحها اللامتناهي الا بعد جهد جهيد.
تتقدم حورية الفتاة الجميلة "الساندريلا السمراء" بكل ما ترثه من الاسم والمعنى للمدينة، تحمل القلق الموروث في مسيرتها من جدتها وصولا لنضجها وتجربتها ، تتماثل هذه الحورية بمعناها شكلا ومضمونًا وإشارة للمرأة الفلسطينية حارسة الحلم كما أراه من النص وسرديته الأنيقة، يسكن أحلامها قلقها ومسيرتها والتي تحفظ المدينة من الإلغاء، ومثابرة في عشقها للمعرفة والعلم تقصد أبواب المكتبة وتتولد حكاية القاريء والحبيب.
يُرمزّ الكاتب للوعي المتناغم مع العشق والسجن للحبيب العائد من براثن القيد، ليحتضن حورية محررا من غيابه القسري المفاجيء، ويصور حالة الانتظار المزدوج للحبيب الحرية.
ولأننا نحمل المناضلين ما فوق طاقتهم من أحلامنا، حورية والمدينة تستحقان فارسا يحمل المدينة ويرفعها فوق أكتافه بعدما أدماها الاحتلال.
تواجه حورية الواقع والحبيب المنضب في ثنايا والسجن والمكبل بالعادات والتقاليد، ما بين الأب الشيوعي الملحد في مدينة مقدسة، وجدتها المؤمنة، وحال الانتظار والمدينة كما حورية المرأة وحورية الرمز في ثنائية الوطن وأحلام العاشقة، نتسلل مع الراوي وحورية لإستراق السمع للعرف المبثوث بين نساء الحي في احتماعاتهن ونميمتهن حول الانوثة والحياة، طقوس نساء القدس القديمة ومسار التمرد عند حورية ما بين التقليد والحياة. وفي زمان أوسلو وما يحمله الثوار من خيبات أحلامهم الكبرى وحورية الجدة القادمة الأصالة والتاريخ ،من القرية لتتشرب حياة اسماعيل أخاها الجد.
تتحول الى امرأة مقدسية تتمسك بميراث المدينة ومراسم نسوتها في طريقتهن للحياه، حورية الفتاة يتيمة الأم وارتباطها بجدتها وتشاركهما في رمزية ما يريدها الكاتب،وهي ابنة الأب الشيوعي والديمقراطي والليبرالي والمحافظ، حورية الجميلة الأنيقة العصرية صاحبة الفستان الجورجيت الأسود وجمالها المثير.
تحافظ على عراقتها وأصالتها وحسبها ونسبها ،هي والمدينة تعيشان معا. ما بين قصة جلجامش وحكايتها يوجد خيط البحث عن الخلود .
يبرز الطارىء والشاذ عن المكان جارتها اليهودية تسفيكا واورنيت ، ومحاولة خلق علاقة جيرة، ولصق التهويد والذي يظهر قبيحا ويمس عراقة هذه المدينة لغة وسكانا وحضارة. وتعلن حورية أن هذا التهويد المحروس بالبنادق لن يفلح.
حورية وحبيبها وطليقها والضحيج المفضوح بينهما جزء من تكسر الأمنيات والأحلام. ورحيلها نحو الاحياء والعودة الى قلب المدينة هو الخيار المشترك للمقدسيين.
في رواية للمكان حضورا طاغيا حيث يصحبنا في الأزقة والأحياء والتاريخ والحاضر، في انهيار المقهى لوحة أخرى تقدمها الرواية وترمز للموت وهدم العراقة والتاريخ ، وبما أن المقاهى المقدسية هي وديعة حكايات التاريخ .
أخيرا أشكر الروائي عارف الحسيني الذي قدم عملا لن ينساه القارىء فور الانتهاء منه، بل أسكنني عشرات الأسئلة.



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغتيال قارع الأجراس وموت المؤذن-
- النظام القيمي في الخطاب الفكري والفلسفي العربي -
- سيدة من الزمن البعيد
- أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ.
- انعتاق
- أنشودة مجنونة
- القدس وقنديل متبتل
- الخنفشاري عودة الذاكرة ونسيان النسيان
- الانعقاد المدهش لأوصياء
- عذابات غريب بن حزين
- كسرت التريث فيك
- محكمة الغرور
- امرأة ترسو على ميناء قلبي
- مكان غير شائع
- ماذا يكتب الروائي العربي في لحظة الدم
- اقترب لا تهب
- الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود
- هتاف وحرية
- -الخنفشاري-: نص الأحلام المغدورة والأمنيات المؤجلة!
- قال الطفل المقدسي : لا شيء يشبهنا اليوم


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - حرام نسبي للروائي عارف الحسيني