أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - الخنفشاري عودة الذاكرة ونسيان النسيان














المزيد.....

الخنفشاري عودة الذاكرة ونسيان النسيان


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 16:26
المحور: الادب والفن
    


"عودة الذاكرة ونسيان النسيان "
قراءة في رواية الخنفشاري لنافذ الرفاعي
بقلم عوني المشني
كيف استطاع الخنفشاري ان يدمج الزمن حاضره بماضيه بمستقبله دون ان يفقد وعيه بحركة التاريخ ، تلك هي الاحجية ، وعندما تمتد الأسئلة وتكبر وتضيئ غموض النفس اكثر من الاجوبة فان الخنفشاري يكون بالتأكيد سيد المرحلة .
لم استطع رسم صورة الخنفشاري دون ان أضع بعضا مني في خلفية الصورة ، وبعضا من نبيل والبرفسيور وبعضا مِن كل الأسماء في قائمة الأحياء والوفيات ومشاريع الأشخاص الذين سياتون عبر موسيقى العزف على أوتار الجسد .
يسقط مرة اخرى ترف الثقافة الأرستقراطية ، سقط موضوعيا في حكايات جيفارا ، وسقط فكريا امام بدائية الخنفشاري الانسانية حتى العشق ، لماذا يعشق الأرستقراطيين قسوة الحياة في مسيرة جيفارا اكثر من أبناء الطبقة العاملة ، وكيف تحب تلك الفتاة الواعدة بالرفاهية والدلال هذه تلقائية الأشياء في الخنفشاري ؟؟
لم يلتزم الكاتب نافذ الرفاعي بتقليدية السرد الروائي ، ولم يضيف كثيرا في لغة التصوير الأدبي، لكنه وبجنون الخروج عن النص أدار حوار انساني امتزج فيه الخاص بالعام في سمفونية نهاية أجمل ما فيها ان الكلمات تزاحم ذاتها ،عسى ان تفك شيفرة الرجل الزمن الخنفشاري.
الخطوط المتعرجة والتداخل في الألوان هي التي تعطي للحياة مسحة من الغموض الجميل ، لم يكن عبثا ان الطبيعة لم تأتي بخطوط هندسية منتظمة ، الخنفشاري انعكاس لعدم انتظام يضيف غموضا جميلا ، هذا ليس تحليل انه صورة تحتاج لأكثر من كاميرا ثلاثية الأبعاد لالتقاطها ، هنا كانت لغة الكاتب ، كاميرا أكثر من ثلاثية الأبعاد .
احيانا تسارع النص لتكتشف الخنفشاري ، احيانا لا تحتاج لإكمال الفقرة لأنك تحس ذاتك فلا تحتاج الكلمات وأحيانا تتذكر بعضا من رفاق الدرب ، الكاتب وظف القارئ بإحساسه بذاته وبدائرة حركته الاجتماعية لفهم الخنفشاري، وأصبحت كلمات الكاتب شيفرة تفتح أبواب النفس الانسانية وتضيئ الوعد.
الهروب من ضجيج السؤال الى الغربة او الهروب من الغربة الى الوطن كلاهما نقطة النهاية التي تشكل بداية جديدة ، لكن السؤال سواء كان اغتراب او غربة فهو اختصار للزمكان الذي ابتدعه أنشتاين في فيزياء الكون ليصبح بعدا اخر للإنسان يضاف لإبعاده القلقة الاخرى.
يختصر السجن الفروق الطبقية ، ولكنها لا تنسى الفوارق بين الماركات حتى امام الانبهار امام الخنفشاري ، الخيارات صعبة ، والفرق بين الماركات يبدو كالفرق بين الطبقات ، الفقر فقط يزيل هذا الفرق ، الفقر سجن ايضا.
ايجاد مسافات بين الحنين والرغبة مرض أرستقراطي ، الخنفشاري يختصر المسافات ويعيد تنظيم الحنين ويكثفه ليعود الى تكونه الأصلي : رغبة بدون مساحيق أرستقراطية ، انها شكل من أشكال الصراع بين حقيقة الأشياء وجوهرها ، الخنفشاري هو الشكل الذي يعبر عن جوهر الأشياء بلا مكملات جمالية .
من قال ان اخر الموال آه ، ربما اول الموال آه ، وربما ان الموال ليس اكثر من اه ، الخنفشاري يختصر المسافة بين اول الموال وآخره فيطلق آ’ه موجعة ، نحتاج بعدها الى نوم عميق يطل علينا عبره فرويد بمدرسته الموجعة ويستنطق عقلنا الباطن علنا نعيد اكتشاف ذاتنا على حقيقتها. . الحكاية ان الخنفشاري يذكرنا بما نسيناه عمدا وعن سبق اصرار ، وبعد قراءة الرواية نسينا النسيان ، كم كان الخنفشاري موجعا لنا يذكرنا بعجزنا والذي هو جزء اصيل من إنسانيتنا .
النص والخروج عن النص هما شخصية الخنفشاري وهم سمات اللغة وهما تفاصيل الحياة الانسانية النابضة بالعشق والاحلام ، ثلاثية لها لحم ودم ونبض قلب ، ثلاثية حاضرة في اكتمال النص وفي الأحلام المؤجلة وفي الكلمات التي تستنطق الغيم.
لا اكتب نقدا هنا ولا أعيد القراءة ، احاول ان أستظهر ما فهمت ، والمعنى دوما ليس في النص وانما فيما يفهم منه لذلك كنت في الرواية حاضرا لا قارئا . وهذه قدرة ابداعية استطاع الكاتب ان يجعل القارئ داخل النص وليس خارجه .
الخنفشاري قصيدة يكبر فيها الانسان ليصبح بحجم الوطن ويصغر فيها الوطن ليصبح خلجات قلب ، للوطن هنا اكثر من علم ونشيد وطني واسم ، الوطن هنا إنسان ، انها سريالية تضيئ الجدلية الابدية بين الانسان والمكان لا يجيد تكثيفها الى فكرة سوى الخنفشاري مؤلف رواية الخنفشاري .
ربما قرأت نفسي اكثر من النص ، ربما ، لكن هكذا هي الاعمال العظيمة والتي تستلهمها الى حد التماهي.



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانعقاد المدهش لأوصياء
- عذابات غريب بن حزين
- كسرت التريث فيك
- محكمة الغرور
- امرأة ترسو على ميناء قلبي
- مكان غير شائع
- ماذا يكتب الروائي العربي في لحظة الدم
- اقترب لا تهب
- الخنفشاري و مصباح ديوجين المفقود
- هتاف وحرية
- -الخنفشاري-: نص الأحلام المغدورة والأمنيات المؤجلة!
- قال الطفل المقدسي : لا شيء يشبهنا اليوم
- قراءة رشماوي للخنفشاري
- حلقة في الشفة السفلى
- قبل أن أصيح بعالي الصوت
- الخنفشاري اندغام المكان والزمان في هوية واحدة
- عابر الوهم يهدم الحدائق المعلقة
- الى امرأة عبرت المحيط الاطلسي
- ما زلت وشما
- بلا موعد قادمة اليك


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - الخنفشاري عودة الذاكرة ونسيان النسيان