أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الطربوش العثملي يجدد نفسه بالانتخابات














المزيد.....

الطربوش العثملي يجدد نفسه بالانتخابات


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 03:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الطربوش العثملي يجدد نفسه بالانتخابات في سياق مرحلة سياسية مليئة بالتحديات والاشكالات داخل تركيا وفي حدودها وفي الاطار الاقليمي والدولي خاصة وان الاتحاد الاوربي اعاق رغبة وطموح اردوغان في الدخول الى النادي الاوربي بكل امتيازاته .. تجد الاشارة الى ان اردوغان اجاد بناء تحالفاته السياسية تكتيكيا وصك برنامج انتخابي يخاطب المواطن في قضاياه الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن شعارات الاسلام السياسي السائد في المحيط العربي والذي لم يستطع رغم تأييده للتجربة التركية ونشر الدعاية لها - لم يستطع ان يتعلم من تجربة اخوان تركيا وفق ممارسات سياسية تعتمد فلسفة البراكسيس من منظور الاسلام الليبرالي الذي يتوافق مع متطلبات العولمة ونمط التفاعلات والعلاقات بين تركيا واوربا وامريكا ..ونقطة تميز تركيا عن محيطها العربي تكمن في منظورها السياسي الذي يبتعد عن التخشب الايدولوجي السائد عربيا ..نجح اردوغان من الدورة الانتخابية الاولى رغم تاكيد كثير من المراقبين واستطلاعات الراي استحالة فوزه .وهؤلاء اعتمدوا عينة غير ممثلة واحيانا متحيزة بنوا عليها تاكيدات تجاوزتها الواقائع العملانية ..اردوغان وحملته الانتخابية اتصفوا بثلاث صفات ايجابية هي ..اعتماد برنامج انتخابي يخاطب معيشة المواطنين وقضاياهم دون الشعارات ،بناء تحالفات وفق براجماتية سياسية ، استغل فشل المعارضة وتشتتها ..وسلبيا استخدام حضور اجهزة الدولة لصالحه ..
ويرجع فشل خصومه في احد الاسباب الى انهم تشتتوا وانقسموا دون وحدة الموقف وهو امر يتكرر لدى كثير من الاحزاب المماثلة في غير دولة ومجتمع ..امام اردوعان تحديات كبيرة في الداخل تعزيز الاستقرار خاصة وان حزب الشعوب الديمقراطية الممثل للاكراد حصل على اكثر من عشرة بالمائة بعدد 66 مقعد في البرلمان وهو امر يجب ان يدفع بهم الى العمل السياسي وهنا على اردوغان الامساك بيدهم سياسيا ليخرجوا من دائرة العنف المسلح ..ولان بلادنا العربية تعاني من الضعف والفوضى فلايستطيع اردوغان ان يكون لاعبا رئيسيا مقابل منافسة ايران التي تغلغلت داخل عدد من العواصم العربية واصبح لها صوت ويد تتحرك بفاعلية ومن ثم فان استمرار الدور الاقليمي التركي لن يكون ناجحا الا بمزيد من التنسيق مع امريكا او بمعنى اخر ان يلعب دورا مخصصا له وفق الاجندة الامريكية ثم ان يلعب بالتنسيق مع اروبا عامة وبالتركيز التنسيق مع فرنسا والمانيا ..
هنا يجب الاشادة ليس بالاسلام السياسي التركي بل بالدولة التركية ودستورها العلماني الذي تمكن الاسلاميون في اطاره من العمل والتغلغل داخل المجتمع واعتماد رؤية ومنظور ليبرالي يبتعد عن الدروشة السائده في بلدان اخرى ..منذ عشر سنوات تحدثت في مقابلة مع صحفي جيد له حضوره في حزب اسلامي كبير في بلادنا (حاليا دكتور في كلية الاعلام يعمل خارج اليمن)وقلت له الرهان يكمن في تزايد العمائم الليبرالية داخل حزبه واعتماد منظور جديد لحزبه اي اعتماد فكر ليبرالي يحرر الحزب من الايدولوجيا السابقة وجمودها و يجدد من حضور الحزب وتحالفاته مع مخاطبة المجتمع وفق معيشته بعيدا عن الاوهام والمتخيلات التي تحرك عواطف الناخب ولا تستجيب لحقوقه وقضاياه .. اردوغان نجح في الانتخابات لكنه سيثير اشكالات وفقا لتحول طبيعة النظام السياسي نحو جعله رئاسيا تتمركز كثير من الصلاحيات في يده مع ان الاتجاه عالميا هو نحو توزيع السلطات
وليس تركيزها في مكتب واحد ..وهذا امر سيدخله في صراع مع البرلمان الذي تحظي المعارضه فيه بمقاعد كثيرة تمكنها من الوقوف امام اردوغان ومناقشته بل وتحديه ايضا . تجربة تركيا لايستفيد منها الاسلامين العرب ولا اصدقاء تركيا من الحكومات .. في هذا السياق يمكن القول ان حضور تركيا وايران اقليميا في منطقة الشرق الاوسط يستدعي حضور عربي عام او مصري وسعودي او تكتل عربي يعتمد منظور سياسي جديد يعزز من الاستقرار والتنمية ويتجه للداخل العربي وليس نحو الخارج الامريكي ..بل جعل العلاقات الخارجية في خدمة الداخل .. وهو امل وتمني اكثر من كونه تعبير عن واقع سياسي عربي ..فالنظام السياسي العربي منقسم على نفسه يعاني من التشتت والتصدع وعدم الثقة بين مكوناته والخروج من هذه الاعراض والامراض يتطلب وقتا
مما تتسع معه فراغات الزمن واللحضور السياسي لتركيا وايران كلاعبان رئيسيان وفق الاجندة الامريكية وفي اطارها اجندة خاصة بالقومية الطورانية والقومية الفارسية .. خلاصة الامر التحدي الاكبر لاردوغان كيف سيتعامل مع امريكا في المرحلة المقبلة ضمن ملفات ساخنة في سوريا والعراق وتجاه القضية الكردية .. وما مصير القاعدة الامريكية في تركيا .. هل سيساوم بها دعم عسكري واقتصادي خاصة وان تركيا تعاني من ارتفاع الديون وخدماتها ناهيك عن ضعف النفقات الاستثمارية عدا المطار الجديد ذو العوائد المنخفضة .. هل سيقود اردوعات بلاده لتكون ذات نظام مدني ديمقراطي يمكنها من الولوج الى النادي الاوربي ..هل امريكا ستسعي لتحقيق توازن بين الدور التركي والايراني ام ستقلل من حضورهما لصالح الدولة الرخوة عربيا لتكون رافعة لتمرير صفقة القرن وهو تصور لايزال غائما بتفاصيله .. لكنه اصبح معلوما باهدافه وغاياته ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في مونديال روسيا مثل حضورهم في مونديال البيت الابيض
- حين يقود التغيير السياسي مناهضون له
- بلدان الربيع العربي .. وعد بالتغيير واعاقته بل واختطاف مساره
- التغيير السياسي باعتماد منظور اقتصاد السوق الاجتماعي
- اليمن ..ازمات وخيارات ..!
- تراجيديا المسألة اليمنية :
- قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية
- لعبة سياسية لتعميم الفوضى في اليمن
- حوار في مقهى سياسي حول الشأن اليمني
- نعم للاحتفال براية الجمهورية وعلمها
- العشاء الاخير للمسيح في اليمن
- المشهد السياسي اليمني في خمس ملاحظات
- ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي
- الفكر البري وازماتنا العربية
- ست ملاحظات حول المشهد السياسي في اليمن
- المصارعة الرومانية في منطقة الشرق الاوسط
- حوار ثقافي في مقهى سياسي
- حاجة اليمن الى روح وطنية جديدة
- اليمين السياسي يحكم امريكا
- الفلكلور السياسي في لبنان


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الطربوش العثملي يجدد نفسه بالانتخابات