أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - بلدان الربيع العربي .. وعد بالتغيير واعاقته بل واختطاف مساره















المزيد.....

بلدان الربيع العربي .. وعد بالتغيير واعاقته بل واختطاف مساره


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 01:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


جميع هذه البلدان كانت تعاني من ازمات بنيوية شاملة بنية النظام والدولة والمجتمع ..فهناك دول رخوة - ضعيفة- من حين البناء المؤسسي المدني ونفاذ القانون وقوية في اجهزة الجباية والقمع الامني مع احتكار مختلف دوائر صنع القرار من نخبة متعددة الجماعات تتحالف مع بعضها لتشكل نخبة مغلقة لا يمكن الدخول اليها الا بمعرفة احد رموز النخبة ولان لم تحقق نجاحات كبيرة في التنمية حيث تتزايد معدلات الفقر والبطالة والتفاوت الاجتماعي منعكسا في تفاوتات طبقية وما ينجم عنها من فواصل في اساليب المعيشة والتعليم والسكن والترفيه الامر الذي يجعل 80% من السكان في تصنيف محدودي الدخل وغالبيتهم تحت خط الفقر ..
اضافة الى تشوه مسار العمل السياسي من خلال تزوير الانتخابات وشراء الاصوات وعدم حصول تناوب على السلطة وفق تنافسية شفافة رافق ذلك ضعف شديد في حضور ونشاط المجتمع المدني فالأحزاب هشة في تركيبها وحضورها العام وغالبيتها تابعة تدور في فلك الحاكم الرمز والنظام اما المنظمات الاهلية في ذات نشاط فلكوري تارة و نشاط موسمي تارة اخرى عدا القليل منها لهم حضور ونشاط جيد ولكنه محدود الفاعلية والتأثير ..
ولأن هذه هي صورة الدولة والمجتمع فان مجمل الازمات افرزت تداعيات ومظاهر خطيرة منها استدعاء الهويات الفرعية السابقة للدولة لتكون واجهة لصراعات تم نقلها من الفضاء السياسي الى الفضاء الجمعوي وغياب تشكل كتلة تاريخية لتقود النضال السياسي وفق اهداف واضحة معلنة ..هنا جاءت ثورات الربيع التي هزت النظم السياسية ومؤسساتها كما هزت الاحزاب والمؤسسات التقليدية خاصة ونزول الشباب الى الساحات وتزايد الاصطفاف الشعبي اظهر حركات احتجاجية واسعة ارتفع سقف مطالبها نحو تغيير النظام ورحيل الحاكم ..
هنا ظن البعض لوهلة ان هدير الساحات واصوات المتظاهرين ستكون هي الناظمة للتغيير ومساراته وهو ظنا اغلبه اثم لان المسار الثوري يبدا بالساحات والاحتجاجات وهدير المتظاهرين لكنه لا يستمر الا بقيادات نخبة وروافع تنظيمية تفرزها الساحات لتكون تعبيرا عن اهدافها وشعاراتها ومع غياب هذا النخب والروافع الشعبية والثورية تلقفت الاحزاب التقليدية والنخب السابقة هذا المد الشعبي لتسبح في فضائه معلنة دعمها له ولأنها اكثر تنظيما كانت جاهزة لإدارة مرحلة ما بعد التغيير بل احدثت مسارات فرعية تشتت معها المسار الثوري ليصب في الاخير مع رموز واحزاب وجماعات كانت جزء من النظام السابق قدمت خطابا جديدا فيه ايحاء بانها مع الثورة لكن واقع الحال اظهر واكد انها كانت ولاتزال جزء من الماضي بفلسفته وممارساته وعلاقاته والدليل تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية والاحتجاجات كما في مصر وتونس وانهيار الدولة وتدمير المجتمع كما في ليبيا وسوريا واليمن اضافة الى العراق ..
جميع هذه الدولة لم تحظى برئيس وطني كتجدد في ثقافته وعلاقاته وتوجهاته ولم تحظى بمنظور سياسي واقتصادي يعكس اهداف الثورات وشعاراتها بالانحياز اجتماعيا نحو الفقراء ومحدودي الدخل من غالبية الشعب ولا خارجيا باعتماد منظور وطني لا يسمح للخارج بتدخلات فاعلة وصانعة للسياسات والتوجهات ..في هذا السياق قدمت دراسة تحليلية شاملة بعنوان انموذج اقتصادي افضل لدول الربيع -يتضمن التعبير السياسي الاجتماعي لنموذج اقتصاد السوق الاجتماعي ..والدعوة لتغييرات شاملة في النخبة السياسية باعتماد قانون العزل لمن عمل في النظم السابقة خلال العشر السنوات الاخيرة حتى عشية ثورات الربيع ..لكن الصوت الاكثر قوة وتأثير كان للنخب التقليدية وتحالفاتها الخارجية بل واصبح للخارج الدور الرئيسي والاول في اعادة بناء هذه النظم واسباغ الشرعية عليها دونما احترام للغالبية الشعبية وما المظاهرات والاحتجاجات الراهنة في مصر وتونس وحتى المغرب وغيرها الا دليلا على صحة رؤيتنا ومنظورنا المشار اليه ..اليوم يعيش المواطن العربي في هذه الدول تحت وطأة جملة من الاكراهات المادية والمعنوية وصولا الى اقتحام خصوصياته وتجاوز كل التقاليد والقيم والقوانين مما اظهر حالة من الانفلات المعياري وشيوع الفوضى والعبث السياسي وغياب كل المؤشرات نحو الامل المنظور بل تتزايد مؤشرات البؤس والفقر والصراعات المذهبية والقبلية وتعميم الفوضى .
وباعتماد منظور الاقتصاد السياسي تشكل سوق اقتصادي موازي تقود جماعات ورموز من داخل النظام او من جماعات متحالفة معه هنا تجمعت كل الات التدمير والفوضى والتجارة بغذاء الشعب ودوائه ونهب مدخراته الامر الذي اظهر قهرا ماديا ومعنويا غير مسبوق تعاني منه الغالبية من السكان وهو مؤشر خطير على الانهيار الشامل لكنه احد اهداف النخب الراهنة وحلفائها من الخارج لان هذا المسار من الاكراهات هو من يجعل الشعب قابلا لأي رئيس واي جماعة او نظام حاكم بل واي صفقة تعتمدها اطراف الصراع خاصة وانها جميعا وفي عموم بلدان الربيع تعتمد منهجية المحاصصة والغنيمة دونما اهتمام بمنهجية البناء الوطني ومعايير الكفاءة والخبرة ..
تزايد قمع الحريات العامة والتطبيل للنظام في مصر مع تزايد معدلات الفقر والبطالة والتبعية للخارج ومثلها تونس التي تتجدد المظاهرات والحركات الاحتجاجية في الريف التونسي بل وداخل العاصمة والمغرب ليست بعيدا عن المظاهرات المرتبطة بمطالب فقراء الريف ومحدودي الدخل ومع ان الجزائر دولة نفطية ففيها اعلى معدلات الفساد كما الفقر والبطالة دولة رخوة وصولا الى التقنين للطائفية والمذهبية في العراق وما يصاحبها من فساد واهدار للمال العام مع وضع اليد الإقليمية داخل العراق وتسيير النظام وتوجهاته لصالحها كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا حيث الخارج الإقليمي والدولي فاعل وناظم للسياسات والممارسات ومشارك في العدوان على الشعب ..
ورغم كل ذلك تبدو في الأفق ومضات صغيرة يمكن التقاطها لتكون مدخلا لوضع معالجات وحلول سياسية تضع هذه الدول في اول الطريق –اول المسار – للخروج من نفق الازمات وتداعياتها الخطيره في الدولة والمجتمع .. وفي عموم المنطقة حيث ارتداد تلك الفوضى والعبث السياسي شمل كل المنطقة حتى الدول التي كانت تتوهم انها بعيدة عن الازمات مثل السعودية ..وهذه الأخيرة أصبحت محاطة بطوق إيراني من حدودها في اليمن والعراق والمنامة ناهيك عن فقدانها حضورها التقليدي في لبنان مع ضعف فاعليتها في عمان والكويت زد على ذلك تفوق ايران العسكري التقليدي والتفوق النووي كل ذلك ضاعف الحضور الإيراني في سوريا واليمن ولبنان واحرج السعودية التي حاولت ولاتزال ان تؤسس لتكتل عربي إسلامي بقيادتها وهو فاشل حتى هذه اللحظة ..اضافة الى تزايد الحضور التركي وهنا أصبحت تركيا وايران اكثر حضورا بالمنطقة العربية وازماتها من الدور السعودي .
وميض الامل يرتبط بالشباب العربي وهو الأكثر قطاعا في عموم المجتمع تطلعا نحو المستقبل وتطلعا للتغيير وظهور فاعلين في المجتمع المدني وإعادة تشكل الخريطة الطبقية لصالح قوى التغيير ناهيك عن تدفق مسارات التغيير وفق حركة العولمة ومتغيراتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والتي تتطلب حركية وفاعلية لامحدودة من الافراد والمؤسسات والدول حتى تستفيد من مسارها العام ..من هنا تتجمع نقاط التغيير لتشكل وميضا يساعد قوى التغيير على المرور في درب ومسار متجدد يرنو الى المستقبل مع احداث قطيعة مع الماضي وهو امل طالما انتظرته جموع الشعب في بلدان الربيع بل وفي عموم الوطن العربي خاصة وان التغيير كان وعدا لم يتحقق لسنوات طوال واليوم تتوافر كل الظروف الذاتية والموضوعية للتغيير السياسي وروافعه التنظيمية والبنيوية ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير السياسي باعتماد منظور اقتصاد السوق الاجتماعي
- اليمن ..ازمات وخيارات ..!
- تراجيديا المسألة اليمنية :
- قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية
- لعبة سياسية لتعميم الفوضى في اليمن
- حوار في مقهى سياسي حول الشأن اليمني
- نعم للاحتفال براية الجمهورية وعلمها
- العشاء الاخير للمسيح في اليمن
- المشهد السياسي اليمني في خمس ملاحظات
- ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي
- الفكر البري وازماتنا العربية
- ست ملاحظات حول المشهد السياسي في اليمن
- المصارعة الرومانية في منطقة الشرق الاوسط
- حوار ثقافي في مقهى سياسي
- حاجة اليمن الى روح وطنية جديدة
- اليمين السياسي يحكم امريكا
- الفلكلور السياسي في لبنان
- مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - بلدان الربيع العربي .. وعد بالتغيير واعاقته بل واختطاف مساره