أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمين السياسي يحكم امريكا














المزيد.....

اليمين السياسي يحكم امريكا


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يبدو ان المزاج الامريكي غير مهيأ لان تكون امرأة في سدة الرئاسة وان المجمع الانتخابي وهم نخبة متعددة ومتنوعة يمثلون الكارتل الصناعي ومراكز الضغط يميل لتعظيم مصالحه ونزقه من خلال اليمين السياسي واعتماد اجندته في استمرار اثارة الخوف داخل المجتمع وخارجه من اجل عسكرة المجتمع والضغط على دافعي الضرائب باستمرار تمويلها للاجندة العسكرية ..وبدلا من التطلع لرؤية سياسية منفتحة داخليا وخارجيا يصر اليمين على جموده الفكري مع نزقه نحو تعظيم المنافع المالية وفق مشروع عسكري واسع المدى ..هنا ذهبت مراهنات بعض العرب على الحزب الديمقراطي ادراج الرياح وعليهم اعتماد اساليب اخرى براجماتية للتعامل مع الادارة الجديدة حال الاعلان عن فوز ترامب .. حتى لو فازت كلينتون فالقاعدة ان امريكا ليست صديقة للعرب باي حال من الاحوال وان المصالح وحدها من تحرك امريكا والكارتل الصناعي والعسكري خصوصا ..بشكل عام هذه الانتخابات تعكس عمق الانقسام داخل المجتمع المريكي وعمق المخاوف التي اثارها ترامب في حملته الانتخابية ..؟
واذا كان العرب مذعورين من فوز ترامب بالرئاسة الامريكية فهو درس يجب ان يتعلموه من حيث عدم الارتهان للمشروع الخارجي خاصة الامريكي ..وسيزيد ذعرهم قريبا بالانتخابات الفرنسية واخرى في بعض دول وسط اوربا حيث اليمين السياسي الاوربي المناوئ للعرب وللمهاجرين سيصل الى السلطة وفق متغيرات كتبت عنها سابقا اهمها ماحدث في بريطانيا وانتخاب ترامب وظهور قوى لليمين السياسي (احزاب وقوى ) وفق متغيرات اقتصادية وسياسية ووفق متغيرات دولية ..هنا على العرب ان يعيدوا التفكير مائة مرة باهعمية ارتهانهم للخارج وعليه يجب تعزيز التكامل العربي والتقارب والتنسيق بغية خروج العرب من الازمات الراهنة التي لابد من حلول سريعة تعيد الاعتبار للدولة ودعم مسار التغيير ..وان لاينخدع العرب بالاصطفاف مع امريكا في محاربة الارهاب لانه لابد من ربط ذلك الاصطفاف بمواقف وممارسات امريكية داعمة للحقوق العربية وللاستقرار في عموم المنطقة ..
المثير للسخرية هنا عشرات المحللين العرب خلال اكثر من شهر وهم يؤكدون هزيمة ترامب اتمنى ان يأخذوا اجازة طويلة لان تفاهاتهم لم يعد لها سوق بعد هذه الفضيحة وحتى مراكز البحث الامريكية التي كانت قريبة من الحزب الديمقراطي اوالتي تدعي انها مستقلة اصيب بالخيبة والانكسار وفق فشل اكاذيبهم التحليلية ....
اخيرا لن يكون هناك تغيير كبير في السياسة الخارجية الامريكية ربما التغيير في الداخل لكن السياسة الخارجية لن تظهر متغيراتها قبل عام من الرئاسة الجديدة وهو مسار ستظهر مؤشراته في مدي تطور العلاقة الامريكية الروسية والصينية ومدى توافق ترامب مع الطموح الاوربي واخير مدى تغيير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الاوسط ..؟
الجدير بالذكر ان الرئيس الامريكي القادم لا جديد معه تجاه العرب وقضاياهم لان السياسة الامريكية يتم صناعتها استراتيجيا لسنوات طويلة ووفق مؤسسات ومراكز ضغط فاعلة لامجال لتجاوزها من اي رئيس ..ولافرق بين ترامب او كلينتون في حال ان فازت بالانتخاب لان ملفات هامة مثل دعم اسرائيل والحوار مع ايران وبيع الاسلحة لدول الشرق الاوسط وعدم احترام رغبة الشعوب في التغيير السياسي كلها محل توافق بين الحزبين في الادارة الامريكية كما انه لامجال لان تكون السياسة الخارجية لامريكا مرتبطة اخلاقيا بمنظومة حقوق الانسان ..من هنا يكون الجديد فقط في متغيرات السياسة العربية ووجود موقف قوى من العرب اما كتلة موحدة او مواقف متعددة متقاربة - هذا امر لادليل على حدوثه- لان العرب يتعاملون مع امريكا بشكل منفرد لكل دولة ودون رؤية استراتيجية بل باعتماد مقاربات انية ومؤقتة ..
المستفيد من الرئيس القادم هو المواطن الامريكي الذي يتم استقطابه وفق امتيازات اقتصادية واجتماعية .. مع العلم ان فوز ترامب له تداعيات كبيرة في اوربا خاصة فرنسا من خلال مخاطر دعم اليمين الفرنسي وتشجيعه في الانتخابات القادمة ومباركة انفصال بريطانيا عن الاتحاد اولاروبي لتشجيع دول اخرى بان تحذو مسلك بريطانيا .
اليمين الاوربي المتطرف سينتعش ويبلور حضوره بدعم اليمين الامريكي هنا يخسر العرب كثيرا داخل اوطانهم وفي المهجر خاصة وان اليمين المتطرف في امريكا واوربا يعتمد اجندة عدائية على اساس من مخاوف الهوية وتضخيم النزعة القومية ضدا من هويات اخرى مهاجرة او خارج بلدانهم وفق تصور صامويل هانتجتون باعتماد صدام حضاري تعزيزا لرؤية فوكوياما بنهاية التاريخ والاقرار بالنموذج الراسمالي بنسخته الامريكية .. ومع كل ذلك فنحن ننتظر اولى الخطوات العملية للادارة الامريكية الجديدة ليكون للعرب ومختلف دول العالم ممارسات ندية مواجهة للادارة الامريكية .وربما تكون اولى القضايا الخلافية بين ترامب ودول العالم اتجاهه نحو خروج امريكا من اتفاقية باريس حول المناخ واتخاذ خطوات عملية تجاه الهجرة من المكسيك ناهيك عن مضايقة ملايين المهاجرين الذين لم يتم تسوية وجودهم القانوني داخل امريكا ..؟
ختاما المتغيرات الامريكية في الادارة لاتمنح اشارة واحدة بالاهتمام نحو تجميد بؤر نزاع الشرق الاوسط وفق حلول ومعالجات تعيد الاعتبار الى الدولة الوطنية ونشر حالة الاستقرار ..بل العكس هو الصحيح كل المؤشرات تعكس توجها نحو مزيد من تعميم الفوضى والتشظي وهو مشروع رسم سابقا ويتم تنفيذة حاليا وفق معطيات موضوعية وذاتية اهمها ان قوى متعددة من الداخل العربي تعمل جاهدة في تعميم الفوضى والاتجاه نحو تمزيق للعرى الوطنية التي تشكلت وفق وعي ونضال في خمسينات وستينات القرن الماضي . وتعزيز الارتباط جهويا ومذهبيا ...اليمين الليبرالي في امريكا واوربا لن يهتم الا بدعم مصانع السلاح ومصالح الراسمالية المتوحشة ونشر مزيد من الفوضى حتى تتشكل عربيا نخب وطنية مؤمنة ببلدانها وشعوبها اولا واخيرا وهو امر لابد وان يكون حاضرا ومتبلورا فدون دون ذلك استمرار الفوضى والعبث السياسي خاصة و الواقع الراهن يظهر وكلاء للخارج وليس قيادات محل ثقة من شعوبها ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلكلور السياسي في لبنان
- مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا
- التحول من الدولة الى القبيلة الى الطائفية
- ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...
- القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمين السياسي يحكم امريكا