أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي














المزيد.....

القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 11:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الوجودية تيار فلسفي يميل إلى الحرية التامة في التفكير بدون قيود ويؤكد على تفرد الإنسان، باعتباره صاحب تفكير وحرية وإرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه خارجي ايا كان . انتشرت كحركة ادبية وفلسفية وحركة ثقافية في ثلاثينات القرن الماضي، .ابرز ممثلينها فلسفيا وادبيا جان بول سارتر ..ففي مرحلة المقاومة الفرنسية إبان الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية كثر الموت وأصبح الفرد يعيش وحيدا ويشعر بالعبثية أي عدم وجود معنى للحياة فأصبح عند الفرد حالة تسمى القلق الوجودي وبمشهد الحرب نشأ شعور باليأس والقلق فأصبح هناك حاجة فكرية لمناشدة الإنسان بأن يلتفت إلى ابراز قيمة الوجود وأهميته ..
ويبدأ فهم معنى الوجود بمعايشة الواقع وجدانيا أكثر منه عقليا ثم يبرز اكتشاف المعاني الأساسية في الوجود الإنساني العدم أو الفناء أو الموت اليأس القلق الوجودي وهنا تتكشف القيم الإنسانية الخالصة دون موجهات خارجية لاهوتية او ميتافيزيقية ..هنا ظهر ثلاث انماط من الناس، الاول يعيش للمتعة واللذة منفلت عن المسؤلية الرفدية والجمعية (تمتع بيومك) (حب ما لن تراه مرتين) . الثاني يعيش تحت لواء المسؤولية والواجب نحو المجتمـع والدولة والإنسـانية. الثالث يعيش حالة متجردة عن اللذة والمتعة اقرب الى الزهد الصوفي .
ويمكن مشاهد المسارات الثلاثة في شخص واحد حيث يتقلب ويتغير في تفكيره وسلوكه ومواقفه . الثابت في هذا التيار الفلسفي ان الإنسان لابد وان يحل مشاكله بارادته وحريته (الإنسان مجبور ان يكون حرا) ويطلب الوجوديون من الإنسان ان يكون نفسه .. بمعني ان يلتزم بطريقة يرضاها مع التأكيد على قيمة العمل. هنا يكون المرض النفسي عند الوجوديين (موقف انفعالي) تجاه الوجود والعدم، وهو بالأحرى ليس مرضاً مستقلاً بل تحولاً وجودياً ويكون العلاج بالزمن اي ان ينسى الفرد الماضي ويتطلع إلى المستقبل كحل لمشاكله ...
هذا المشهد بتجلياته ومضمونه اصبح حاضرا في دول الربيع وفق ما يعيشه الشباب وعامة المجتمع من الحروب والفوضى المتعددة وغياب الشعور بالاقرار وانهيار الدولة وظهور واضح لاهتزاز القيم الاجتماعية والدينية وما رافق كل ذلك من حضور يومي لمشاهد الموت (القتل) بطريقة عبثية لم تعرفها هذه المجتمعات في تاريخها الحديث والمعاصر وانعكاسات كل ذلك على سيكولوجية الافراد صغارا وكبارا اباء وامهات زاد من هذه الصورة التراجيدية عبثية القتل (الموت) في عرض البحار حيث الهروب الكبير نحو الخارج بغية الامان كقيمة وجودية للفرد وعائلته ..
في هذا السياق بكل مظاهره تبرز مظاهر وجودية في تعبيرات ثقافية وادبية وفنية ناهيك عن مساءلات فكرية لمعنى الوجود والعدم داخل مجتمعات شكلت الانظمة وجماعات مليشاوية مصدرعداء نحو الداخل الشعبي والمجتمعي وكان الخارج داعم لهذا العداء بل وناظم له من خلال جماعات وتنظيمات تم تصنيعها لتكون اداة في نشر ثقافة الكراهية والقتل ومن هنا جعلت ارادتها في التوحش وهو الصورة الكاملة للعبث الوجودي الذي عطل مفهوم الحياة ودلالاتها كما في قصة الخلق العظيم ليكون التوحش قتلا وتدميرا وانتهاكا لكل الحقوق المتعارف عليها انسانيا حتى في مراحل البداواة الاولى .. ...هل هناك املا في المستقبل ..واملا بعودة الانسان الى ذاته وماهيته في كينونتها المتشكله ضمن نزعة الانسنة التي كانت ولاتزال مرجعا لتتميم النوع الانساني في طور مدني تعاقدي تتأسس معه مجتمعات ودول تعلي من الانسان وترتقي بتفكيره واختياراته وارادته الحرة ليتشكل واقعا وجوديا جديدا ،هنا يكون الدين في مدنيته كخطاب وممارسة دافعا لتشكل واقع مجتمعي جديد وانسان بماهيته الوجودية الجديدة..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..
- البديل السياسي القادم ..2..
- اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها .. ...
- الممارسة السياسية الخاطئة افرزت واقعا طائفيا وجهويا ..؟
- الكويت وتونس وفرنسا وموعد مع الارهاب المصنوع غربيا وعربيا..؟
- هروب هادي بين ايجابياته وسلبياته ..؟
- ملاحظات اولية في الحملة العسكرية على اليمن ..1..
- ملاحظة اولية في الحملة العسكرية على اليمن .. 2 ..
- لعرب اكثر الشعوب حاجة لمسيرات تحت شعار الجمهورية
- مشهد سياسي عبثي في اليمن ...؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي