أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن














المزيد.....

مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 17:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في توصيف امريكا لنهجها الجديد( ليس جديد في شيء ) تجاه الازمة اليمنية تستخدم الخارجية مصطلح الاقلية للاشارة الى الحوثيين مما اثار جدلا واسعا اوساط النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي ويستغرب بعض النشطاء من هذا التوصيف مع ان كل المجتمعات فيها اقليات متنوعة وفق مرجعياتها في الثقافة أوالدين أو المذهب أو العرق وهو ملمح انتربولوجي لصيق بتكوين المجتمعات وأحد اهم مكوناتها وعنصر ثرائها ..فلا توجد مجتمعات نقية ذات عنصر واحد في تكوينها ..ووفقا لذلك كان اهم ابداع انساني في اعتماد الديمقراطية والمدنية لتؤسس معا هوية سياسية تقوم على المواطنة اولا واخيرا وتبقى الخصوصيات الجهوية والمذهبية والعرقية في مسارها الثقافي الاجتماعي دونما تطابقها مع العمل السياسي ..لان المجتمع الحديث يتسم بكونه مفتوح في التعدد والتنوع ومؤسساته الحزبية والمدنية والنقابية تضم في اطارها كل الافراد ومن مختلف الوانهم وهذا المجتمع ديمقراطي في نظامه السياسي وهو امر طالما نادى اليمنيون بالوصول اليه من اجل بناء نظام تكون السلطة التنفيذية والبرلمانية بالانتخاب هنا تظهر الصفة لهذا المجتمع بانه مجتمع مفتوح في اطار تعدد وتنوع الافراد والجماعات بمرجعياتهم الثقافية والدينية يعيشون في اطار دولة ونظام يحقق لهم هوية سياسية واحدة تعبر عنهم وتمثلهم وتبقى الانتماءات الاهلية ذات صفة ثقافية وفلكلورية ..كل المجتمعات الغربية تعرف تعدد الاقليات بمختلف مرجعياتها ..الخطير عندما تحاول واحدة من الاقليات الاستناد الى اوهام سياسية تجعل منها محتكرا للفضاء السياسي واقصاء الاخرين او عندما تتحول التعددية الحزبية الى مطابقة للتعددية الاجتماعية ، لان الاصل في الاحزاب ومختلف مؤسسات المجتمع المدني انها تنظيمات مفتوحة لكل افراد الوطن وولذلك فهي عابرة للجهويات بكل الوانها ..منطق الدولة لايقوم على الاقلية والاكثرية بل على مبدا المواطنة المتساوية ، لكن واقع المجتمع تظهر فيها تعقيدات سياسية ناجمة عن الاستحواذ على السلطة او عبر استملاكها وفقا لاساطير مؤسسة لنزعات الاستملاك السياسي ، مثل احقية الرئاسة في البطنين او في حاشد او العلويين او تكريت اوغيرها ..وللعلم هناك ثلاثين دولة فيدرالية في العالم لا توجد دولة واحدة قالت جماعة او قومية انها الاحق دون غيرها بالسلطة ولنا في الهند افضل مثال حيث مئات الاديان والعرقيات والجهويات والمذاهب لا احد فيهم يقول انه وحده من يحق له السلطة او ان اجداده ورثوه سلطة لا تنازع ..كل المجتمعات فيها اقلية واكثرية من حيث الاعداد الكمية للسكان ..واليمن لست استثناء فاجمالي السكان لايقول بتساوي المكونات الاجتماعية فالمناطق الزيدية لاتصل الى 20% وهذا امر مدرك احصائيا وحسابيا واليهود اقلية والاسماعليين اقلية والبهائيين اقلية والمهمشين اقلية ... ولاقيمة للاغلبية بدون هذا التعدد والتنوع ولا ميزة تضاف لهم .. فالأصل في المجتمع هو المواطنة .. وهنا الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وفي المشاركة السياسية وحق التعبير وتكوين الاحزاب بل وفي حق الوصول الى الحكم عبر الانتخابات الحرة ..اذا ..من الطرف الذي يبحث في الاحجام والاوزان ؟ ومن الذي يقول بمظلومية تاريخية يدعو الخارج ليشكل له سندا ضد اخوانه في الداخل او ضد حقوق الاخرين في الداخل ؟ ..الجميع عانى من المظلوميات -القهر والقمع ونهب الثروات والتهميش السياسي والاقتصادي- وكان النظام على الاقل في السنوات الثلاثين الاخيرة يسند جماعات وافراد لهم مرجعية الرئيس قبليا ومذهبيا لكنه ايضا كان ينتقي اخرين من مختلف المحافظان ليكونوا ازلام واتباع في مختلف الدوائر والانشطة والفعاليات ..السؤااال مرة اخرى عندما يأتي الخارج ليقرر بوجود اقلية فهو حتما يريد فتنة في المجتمع ليتدخل بطريقته لدعم الاقلية في مشاريع جهوية ضدا على مصالح الوطن ..واذكر ان تقارير الخارجية الامريكي (تقرير سنوي) للاعوام 2000-2004 استمر بوصف الاخدام اقلية عرقية وفي احداها وصفهم اقلية عرقية تدين بالمسيحية وكنتُ ممن ناقش هذه التقارير بدعوات من المنظمين ، وقدمت مداخلات تفند هذا الطرح المغلوط وتكشف عن جهل في استقاء المعلومات واقرارها ثم الكشف عن الدوافع السياسية لزعزعة الاستقرار في اليمن ..هنا يكون الاقرار بالاقلية خطيرا اذا ما ارتبط بمشروع سياسي جهوي او مذهبي مسنودا من الخارج .. وللعلم لا احد في اليمن ينكر مظلومية الاخدام او كما نسميهم في الادبيات الاكاديمية المهمشين . لكننا لم نسمع منهم يوما صراخا يلوذ بالخارج لانصافهم .. اما المظلوميات التي ارتبطت بنظام صالح فكل المحافظات تعرضت لها بدرجات مختلفة ..وتاريخيا الاقليات المذهبية اكثر عرضة للانتقاص من مواطنيتها مثل الاسماعيلية حد ان بعض الائمة احرقوا مساكنهم ناهيك عن الموافقة على تهجير اجباري لليهود ضمن لعبة سياسية لم تكن غائبة عن الانظمة الحاكمة في اليمن ..لابد من كشف الدوافع الامريكية من توصيفاتها لأقلية ما ولطبيعة الازمة في اليمن .. فاجندتهم في تعميم الفوضى وهدم الدولة الوطنية تذهب نحو استحداث اقليات جهوية ودعمها في تسويات سياسية ان لم تسندها في عملية دراماتيكية لتكون وحدها في سدة الحكم .. بشكل عام كل المجتمعات فيها اقليات واغلبية وليس مبررا للاغلبية اقصاء الاقليات وليس من حق الاقلية استدعاء الخارج بل الجميع يعتمدون نظاما ديمقراطيا تشاركيا ليؤسسوا معا دولة ومجتمع يحقق الحضور لكل الجماعات والجهويات والتكوينات في اطار مفهوم الوطن والمواطنة .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا
- التحول من الدولة الى القبيلة الى الطائفية
- ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...
- القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها
- الاحتلال على يد سعد ولا الاستقلال على يد عدلى
- عندما يكون القرار السياسي بيد التافهين
- السياسة وعالم الجريمة متشابهان واحيانا متطابقان
- سنة أولى حرب وخمس سنوات عبث سياسي
- عن الاحزاب التي اعاقت مسار التغيير السياسي
- حتى اليوتوبيا ضاعت في بلاد العرب
- الاتفاق النووي يمنح ايران تفوقا عسكريا على دول الخليج
- البديل السياسي القادم ..1..
- البديل السياسي القادم ..2..
- اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها .. ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن