أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!















المزيد.....

وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5913 - 2018 / 6 / 24 - 22:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالصف التاسع لما الأستاذ كان يسألني شو بدك تصير يا معاوي لما تكبر؟.. أجاوبه بدي أصير دكتور أسنان .. كنت شاطر بالرياضيات والإنكليزي وكان حلمي أصير دكتور ، ما كنت أعرف ولا حتى أستاذي بعرف شو راح أصير لما أكبر لحد يوم الثلاثاء 10/11/2015 ..
بهذا اليوم كنت أنا وابن عمي اسمه "علي" بمحطة القطار الخفيف لمنطقة "بزغات زئيف" بالقدس المحتلة ، أنا كان عمري بهذاك الوقت 14 سنة وعلي عمره 11 سنة ، فجأة ما شفنا إلا طخ وصوت وكركبة وعجقوة .. علي وقع ع الأرض وكان بينزف دم من بطنه ، وأنا إنقضّوا علي جنود من وحدة كتيبة أليسام المختصة بالقمع، بطحوني ع الأرض وشلحوني البنطلون والبلوزة والبوت وضليت بالأواعي الداخليه ، وقلبوني ع وجهي وفي جندي قعد على ظهري ورجلي وكلبشني من ايدي .. علي ابن عمي نقلوه ع مستشفى هداسا عين كارم وأنا أخذوني بأواعيي الداخلية ع سجن المسكوبية غرفة رقم 4 ، غطوا وجهي بنايلون وضليت بالبرد يمكن 6 ساعات لحد ما نشف دمي وصار جسمي أزرق وبلشوا تحقيق معي وأنا مش عارف شو في أصلا ، بس اللي فهمته إنهم يدعون أني أنا وعلي ابن عمي كان بدنا نطعن مستوطن أو جندي من اليسام والجنود مسكونا !!!
وتهمتنا محاولة طعن جندي من وحدة أليسام ، وهذا الحكي مش صحيح وهاي تهمة لبسوني اياها باطلاعلي عملوله عمليتين وكان بجسمه 3 طلقات ببطنه وبالحوض وبإيده ، شالوهن منه ونقلوه بعدها على معهد داخلي "بيت نقوبا" وهو معهد تحت الشرطة الصهيونية للأطفال الصغار لإنه عمره 11 سنة وقانون الصهاينة تحت 15 سنة ما بينسجن ، ع أساس أنا عمري 14 سنة كبير!! ضلوا يماطلوا فيي عشان يصير عمري 15 سنة ويحاكموني ع قانونهم ، قعدت 10 أيام بالمسكوبية وتحقيق وضرب وقلت نوم ، نشفوا دمي وكانوا يسبوا أهلي ويوقفوني بالبرد بدون أواعي لحد ما دم جسمي نشف وصار أزرق... كبرت سنة بعد المماطلة وصار مسموح إنه أتحاكم حسب قانونهم المطاطي ، وصار وزني نتيجة الحرمان من الطعام والتعذيب والبرد 20 كيلو ، وصرت ألبس نظارة طبية لإنه نظري ضعُف من التعذيب ، لبست جاكيت أكبر من جسمي مصنوعة للرجال ؛ وأنا كنت رجل وبستاهل هالجكيت إللي هي وسام وفخر للأسرى .. ما كنت أقدر أنام بالسجن وكنت أنام بالمحكمة من التعب ، القاضي بحكي ما كنت باسمعو لأني نايم ، بشهر 7/2016 حكموني بعد مماطلة 6 سنوات ونصف وغرامة 26 ألف شيكل يعني 6.700 دولار ، والتهمة حيازة سكين ومحاولة تنفيذ عملية طعن ضد جندي من وحدة "أليسام" ، بس سمعت الحكم صرت أضحك ساخرا من حكمهم.. وقته كنت طفل وما بصدق أن في بهالعالم ناس بتحكم ع أطفال بهيك أحكام قاسية وفي الباطل .. حكيت للقاضي :
- مفشي أقل من هيك حكم !! أقل من 6 سنين مفشي ؟
وقعد يوجه لي لائحة الإتهامات اللي كلها كذب وأنا بضحك باستهزاء، و مني مصدق لبقولو، وبحكيله :
- مش فاهم ... مش فاهم شو عم تحكي !!.
المحامي بسألني : إنت موافق ع الحكم ؟
جاوبته : أنا شو عملت لآخذ هيك حكم ؟!
بالأخير إنسجنت وأنا مش فاهم شو في؟ ولا ليش ولا حتى وين أنا؟ كنت بفكر أنو ممكن بعد شي اسبوع او اسبوعين، وبعد علقة ساخنة مثل ما تلقيناها يمكن يطلقوا سراحنا زي ما بتعمل العالم مع الاطفال لي بيعلقوا في حوادث الشغب..
بالسجن ما قدرت أتأقلم مع الوضع المخزي لي ما يليق بالبشر ، بس كونه ما في حل ولا في أي اشي ممكن يخفف عليك بدك تضل مبتسم وتضحك في وش جنود الاحتلال عشان تقهرهم وتخفف عن حالك ، أدركت وبإلهام من الله أنه ضحكتي وإبتسامتي في وجوه السجانين هي سلاحي الفتاك لي مالهم قدرة ع مواجهته، وأن ابتسامتي أقوى من رصاصهم ووسائل تعذيبهم، وبتحول سجنهم لملهاة ما لهاش أي تأثير علي..
أول زيارة لأبوي إلي بتذكر إنه كان واقف بعيد وبتخيل كيف رح يكون شكلي من ورا الزجاج وأنا مكلبش ، أول ما شافني أنا ضحكت وإبتسمت وهو ما قدر يضل واقف قعد ع الأرض ورجليه ما حملته ، أنا حشرت دموعي وهو حشر دموعه وأكيد هو بس روح عيط كثير وأنا كمان عيطت كثير بالحمام مشان ما حد يشوفني ، أنا بدي أخفف ع أبوي وإلا هو يخفف علي ما كنت عارف ، وحتى أمي كمان بتذكر بسجن مجدو بس إنتهت الزيارة أغمى عليها ونقلوها ع مستشفى ، كانت تيجي تزورني مرة كل أسبوعين أو كل شهرين أو كل سنة ، والله ما بعرف الوقت بالسجن اليوم بيمرق كأنه سنه ، كانت تجيبلي أواعي معها وكل مرة ترجع تروحهن معها ويمنعوها تفوتهم ، بدي مصروف شهري 1600 شيكل مشان أقدر أشتري حاجاتي ، مش قادر أتأقلم ولا أتعود ، شغلوني بكانتين السجن لأن شاطر بالحساب وأمين وما بسرقش ، أمي عملت 3 عمليات وقعدت فترة ما تزورني وبس اسأل عنها بحكولي إنها مشغولة مع إخواني ، مرة سمحولها تشوفني بدون زجاج وتتصور معي ، عبطتني وحضنتني وعيطت كثير والمرة اللي بعدها ما قدرت تتحمل وتيجي تزورني وتشوفني من برا الزجاج ، شو أعمل ؟!!!
السجن مليان أسرى بتجرب عليهم إبر وأدوية ، وأسرى مرضى ، وأطفال ، مليان شغلات ما بتنحكى ومحدش داري عنهم ولا حد مهتم إلهم ، أنا طفل إنحرمت من ألعابي من بسكليتي من طفولتي حتى حلمي بإني أصير دكتور بيختفي شوي شوي !
أصحابي أولاد جيلي قربوا يدخلوا ع الأول ثانوي ويدرسوا جامعات ويكبروا ويحققوا أحلامهم حلم حلم وأنا لساتني مش فاهم !
صورتي انتشرت والناس بتحكي يا الله كيف كبر بسرعة معاوي؟!! ، هم ما بعرفوا شو شفت بالسجن مشان أكبر هيك بسرعة ، ما بعرفوا إنه ما فيا أميز بين ليل ولا نهار ، ما بعرفوا إني باخذ أواعي السجناء اللي معي بلبسها لحد ما تنشف أواعيي من الغسيل لإنه بقدرش أشتري أواعي ، ما بعرفوا إنه جسمي أزرق من برد الشتاء ووزني وصل 20 كيلو ، الناس ما بتعرف أن مقولة السجن للرجال مقولة كذابة ولازم تتعدل وتصير "السجن لمعاوية علقم قاهر السجان" زي ما حكالي أبوي أصبر وأضحك وأقهر سجانك .. هيني بضحك وصابر وربنا بعرف شو في جوا السجن ، بس اللي لازم الكل يعرفه إنه أنا مسجون من 3 سنين وإنه من حقوق الإنسان بفلسطين بند أول بحكي :
رضاعة المقاومة ، هيك إحنا بنرضع المقاومة من أمهاتنا وبنكبر مقاومين ، الصغير فينا شهيد والكبير شهيد وحتى الصغير شهيد والكبير أسير ، كل أبطال فلسطين شهداء بالقبور أو أسرى بالسجون مش فاهمين ، ومش متذكرين إلا كلمة: بهمش ..كل هذا يهون من أجل استعادة حريتنا وتحرير ارضنا...
-------------------
* هذه قصة لواحد من أصغر الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني ارسلها لي صديقي عصام ساحوري من الارض المحتلة ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزة غزة، شاربفيل صهيوني يدشن لزوال -اسرائيل-
- الكتاب والقراءة في ظل الحرب.. وجهة نظر(*)..
- مشاعل لا تنسى.. في يومهم العالمي
- ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!
- خدعة الأرقام.. حبة قمح تغرق عرش ملكي..
- قراءة في كتاب.. الدولة مغامرة غير أكيدة..
- سيناريو رعب نووي على الأبواب..
- منابر مخطوفة
- منابر في خدمة تهويد القدس
- سطوة الكلاب (2/2)
- سطوة الكلاب (1/2)
- شحرور يحيي القرآن في العقول..
- -لعبة الشيطان.. دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي ...
- جمهورية ابناء العم.. عرض مدهشة لتاريخ المرأة على حوض المتوسط
- الجلاء رؤية واقعية
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (3 / 3 )
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (2 / 3 )
- هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (1 / 3 )
- التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!