أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..














المزيد.....

هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القواعد العسكرية في متحف التاريخ..
يبدو أن الخرف السياسي قد أخذ من بعض رموز أو أشباه رموز انتفاضة فبراير الليبية المسروقة مأخذا خطيرا، ودفعهم تعلقهم بالأوهام - رغم وصول هذه الانتفاضة الى نهاية مفجعة - حد الحلم بالاحتماء بالاحتلال وعرض حرية الوطن وكرامته في سوق نخاسة لم يعد له اليوم زبائن، وذلك فقط ليبقى هذا الوهم معشعشا في أدمغتهم الخَرِفَة يداعب أحلامهم الميتة المفارقة للواقع..

هذا الحلم بعودة القواعد الأمريكية الى ليبيا الذي جاهر به أحدهم قبل أيام على شبكة المعلومات الدولية وقدمه كمخرج لليبيا من الأزمة المتفاقمة التي تتخبط فيها منذ أزيد من خمس سنوات، لا يزيد عن كونه هروب من مواجهة الواقع المفجع الذي وصلت له فبراير ، والتصاق بالأوهام السرابية التي يرسمها له خياله المتجمد حد الموت. على هذا الحالم الميت الحي أن يدرك أن حلمه هذا قد تجاوزه التطور المحقق عبر العالم في إدارة الصراعات وأصبح من مكونات متاحف التاريخ، و أن إدارة لعبة القوة والصراع قد تطورت الى حدود تتجاوز ظاهرة القواعد العسكرية الثابتة ، وان تقنيات التسلح الجديدة ألغت الحدود واختزلت الجغرافيا الى حدود الصفر بحيث أصبحت الحاجة الى قواعد عسكرية خارج حدود الدول تبديدا للإمكانات وفكرة ساذجة، حيث يمكن لأمريكا اليوم -التي يحلم هؤلاء بالاحتماء بقواعدها- أن تسدد أدق الضربات متى تشاء ولأي هدف تختاره، وبتكلفة لا تساوي أجرة يوم واحد لقاعدة ثابتة في أي بقعة من العالم، وذلك بفعل التقنية الصاروخية وتقنية طائرات بدون طيار تنطلق من أي قطعة بحرية أمريكية في أي بحر ويتم التحكم بها وتوجيهها من خلال حاسوب أمام جندي أمريكي يجلس في خمارة او حتى في بيته بأمريكا!! فما حاجة واشنطن او أي دولة تمتلك هذه التقنية لقاعدة تكلفها مليارات الدولارات وضغوط سياسية مكلفة؟!!

كما ان تسارع التغيرات السياسية وما تفرزه من تحالفات متقلبة يجعل كل التحالفات هشة وقصيرة العمر وهو ما يلغي من الأساس فكرة سعي الدول الكبرى للحصول على قواعد عسكرية ثابتة لها خارج حدودها.. ولنا في التغير الصاروخي في تركيبة التحالفات بين أطراف الصراع الدولية اليوم في سوريا والعراق أوضح مثال، حيث يمكننا رصد تبدلات سريعة في التحالفات لا تدوم لأكثر من شهور بين هذه الأقطاب المتصارعة يفرضها التطور السريع في إدارة المصالح وفق رتم حضارة الموجة الثالثة السريع والمتغير، وهي تغيرات لا تتطلب بل لا تتحمل من حيث عمرها الزمني إقامة قواعد ثابتة على الارض..

ثم إن التحول الصادم في مبعث ودواعي استدعاء أي نظام سياسي لتواجد قواعد وقوات أجنبية فوق أراضيه، والذي سيصدم دون شك المنادين بعودة القواعد الأمريكية الى ليبيا، هو أن مبدأ الاتفاق بهذا الشأن تغير بشكل دراماتيكي حيث تحول من تأجير الأرض للدول الراغبة في إقامة قواعد بمقابل مادي تدفعه الى صاحب الأرض، الى تأجير القواعد بمقابل مادي يدفعه صحاب الأرض لحمايته من أية تهديدات داخلية أو خارجية يتعرض لها.!!

الى كل الحالمين بالاحتماء بالأجنبي والاستقواء به من اجل إعادة الاستقرار الى ليبيا و التأسيس للدولة فيها ان ينسوا إلى الأبد هذا الحلم المجافي للواقع، وان يدركوا أن الحل الوحيد لأزمة ليبيا لن يكون إلا بأيدي ليبية وعلى أرض ليبية، شريطة أن يفكوا ارتباطاتهم بكل القوى والمنظمات والأحزاب والتيارات الأجنبية، القريبة والبعيدة، بما فيها الأمم المتحدة التي تحولت في ظل انفراد أمريكا بإدارة السيطرة على الكرة الأرضية، إلى مجرد مؤسسة لشرعنة الهيمنة الأمريكية على العالم.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (1 / 3 )
- التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة
- العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..
- قراءة في كتاب نظرية الفوضى-الكايوس- .. ثورة ثالثة في مجال ال ...
- الراحلة ذكرى .. قمة في الانتماء و روعة في الأداء
- -الجينة الأنانية- سفر مبهر في علم مثير.. قراءة في كتاب
- مسالك متري التي قادت ليبيا الى وضع الدولة الفاشلة ..
- مدار الفوضى .. تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف(*)
- -الحروب الصغيرة- سلاح امريكي لتفكيك الدول ونشر الفوضى
- سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى
- مشروع الفوضى الخلاقة كارتدادات لزلزال الحرب العالمية الثانية
- المنظومة المصرفية الليبية الواقع والمستقبل
- -المنبع- الذي لم تقدر قيادة -اسرائيل- قيمة معلوماته قبيل حرب ...
- -إفرايم هالفي- رجل في الضلال.. قراءة في كتاب..
- أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!
- قرار لندن بغزو العراق.. خطيئة دولة لا فرد
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. عرض كتاب ...
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. قراءة في ...
- تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!!
- دوستويفسكي في منزل الأموات..


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..