أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!














المزيد.....

ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 22:33
المحور: المجتمع المدني
    



" ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ " .. " لقد خدعوكم ولعبت الجزيرة وعملاء أمريكا من القطريين ودول الخليج بعقولكم وهرولتهم خلفهم" .. "ها انتم تحصدون ما زرعتموه بأيديكم يوم17 فبراير" .. " هذا حصاد ما زرعه القذافي على مدى اربعين عام من حكمه" ..

بمثل هذه العبارات الساخرة والمغرقة في السطحية، يختزل أتباع النظام السابق في ليبيا ، و أتباع هبة فبراير والسائرون في ركبهما بغير وعي مأساة ليبيا اليوم.. فما ان تعبر عن غضبك و شعورك بالإحباط أمامهم مما يجري في ربوع ليبيا من كوارث وجرائم وخيانات وإزهاق للأرواح وهدر للدماء وتبديد للعرق والثروات، حتى يلكزونك بهذه العبارات التي تعبر عن رؤيتهم القاصرة عن إدراك أسباب هذه المأساة، وأبعادها الخطيرة..

لم يطرق وعي أتباع النظام السابق المتمرسين وراء ماض تجاوزته الأحداث، من مشاهد المأساة سوى صورها وحوادثها الراهنة، ولم يكلفوا أنفسهم النظر فيما وراء هذه الحوادث المدمرة من أسباب وعوامل تمتد جذورها الى أربعينية سبتمبر، ساهمت و لازالت تساهم في تأجيجها وإنتاج المزيد من المآسي والكوارث على الليبيين، والتي لن ينجلي ظلامها الكريه إلا بتطهير عقول هذه الأجيال من ثقافة العنف وعدم الانتماء والتقوقع على الذات الجهوية والعرقية والقبلية..

و أنا هنا في نقدي لهذه اللغة الهدامة والمتجاهلة لطرف مؤسس لهذه المأساة، لا ارمي إلى تبرئة الفبرايريين بكل أطيافهم بما فيهم النادمون من تحمل جزء من المسؤولية عنها، بل أود أن الفت انتباه مطلقي هذه العبارات الى أن نظام معمر القذافي الذي يحاولون تبرئته من المسؤولية عن جزء مهم منها، هو الطرف المؤسس لهذه المأساة التي يشكل غياب الوعي والانتماء لوطن اسمه ليبيا في عقول الجيل الذي ولد وتكون في ظل حكمه ، هو الذي خلق البيئة المثالية لاشتعال أتون هذه المأساة ، وكان و لازال المؤمنون به يؤججونها ويوسعون حرائقها بترديد هذه العبارات التي تحصر المسؤولية عنها في طرف واحد هو بكل تأكيد مسؤول عن جزء منها ..

و لكننا اليوم كليبيين؛ إذا كان لدينا ذرة من الانتماء لهذا الوطن وإيمان به وبضرورة تحريره من براثن الارتهان لقوى أجنبية ، وإعادة بنائه على أسس وطنية صلبة ، لابد لنا من التوقف عن تعليق أخطائنا بالكامل على ما أنتجه هذا النظام من أخطاء والخروج من اسر هذه الرؤية القاصرة والمتهربة والبعيدة عن الواقع، لابد لنا من امتلاك الشجاعة والجرأة على نقد ذاتنا والاعتراف بأخطائنا والإسراع بمعالجتها والاستعداد للتضحية بكل ما نملك وحتى بأرواحنا من اجل إخراج بلادنا من هذا الأتون الحارق..

يجب على الفبرايريين والسبتمبريين وكل الأطياف التي تؤمن بليبيا كوطن لكل الليبيين بكل أطيافهم وانتماءاتهم ، وتؤمن بالديمقراطية ومبدأ التداول السلمي على السلطة، وصناديق الاقتراع كوسيلة للوصول للحكم والحوار كمبدأ في التعامل، و وجود الآخر المختلف كضرورة لاستمرار الحياة؛ يجب عليهم الإسراع بفك ارتباطاتهم بكل القوى الأجنبية الإقليمية و الدولية التي تعبث بأمنهم وتبدد مواردهم وتمزق نسيجهم الاجتماعي وتحول ليبيا الى وكر للإرهاب والتخريب، و وضع برنامج مصالحة شاملة تتجاوز كل مرارات الماضي، والتخلي عن تلك القناعات الخاطئة سواء تلك التي تحاول تبرئة النظام السابق من المسؤولية عن جزء من هذه المأساة، او تلك التي تحاول حصر أسبابها فيه والتبرؤ من المسؤولية عن جزء مهم منها..

وإذا لم ننجح في امتلاك القدرة والشجاعة والجرأة الكافية على اتخاذ هذه الخطوات الضرورية للخروج من هذا النفق المظلم ، واذا لم نتمكن من بناء أجيال تؤمن بالانتماء لهذا الوطن متجاوزة لكل الانتماءات القزمية، رافضة للارتباط بأي قوى أجنبية على أية خلفية.. أجيال تمتلك جرأة نقد الذات والاعتراف بكل الأخطاء التي وقعنا فيها .. أجيال تقرر بكل شجاعة القطيعة مع الماضي، تتخذ من المعرفة والتحصيل العلمي وجهة لها لبناء مستقبلها..اذا لم ننجح في إنجاز هذه الخطوات فإننا سنبقى نخوض في وحول هذه المآسي، وسيديننا التاريخ بجريمة ضياع وطننا وتحول أبناءنا الى لاجئين يطاردهم الجوع والقهر والاضطهاد في كل بقاع الأرض، فيما وطنهم يفيض بخيرات تكفيهم شر اللجوء والجوع والاضطهاد..

أيها الليبيون والليبيات بكل أطيافكم وانتماءاتكم، لقد حان الوقت، بل فات منه الكثير للتخلي عن مراراتكم وخلافاتكم والتوقف عن ترديد عبارات " الم نقل لكم" و "هذا حصاد ما زرعه القذافي".. واعترفوا بكل شجاعة بمسؤوليتكم مجتمعين بدون استثناء، عن ما تعانونه ويعانيه وطنكم من ضياع وتدمير، وكرسوا وقتكم وجهدكم لمعالجة أخطائكم وإعادة بناء وطنكم على اسس سليمة تخرجه من هذا الضياع و تضعه على طريق التطور والتقدم يضمن للأجيال القادمة ظروف حياة كريمة تليق بهم كبشر في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء المنتمين الى أرضهم ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدعة الأرقام.. حبة قمح تغرق عرش ملكي..
- قراءة في كتاب.. الدولة مغامرة غير أكيدة..
- سيناريو رعب نووي على الأبواب..
- منابر مخطوفة
- منابر في خدمة تهويد القدس
- سطوة الكلاب (2/2)
- سطوة الكلاب (1/2)
- شحرور يحيي القرآن في العقول..
- -لعبة الشيطان.. دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي ...
- جمهورية ابناء العم.. عرض مدهشة لتاريخ المرأة على حوض المتوسط
- الجلاء رؤية واقعية
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (3 / 3 )
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (2 / 3 )
- هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..
- ثلاثية توفلر.. الفرصة الضائعة (1 / 3 )
- التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة
- العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..
- قراءة في كتاب نظرية الفوضى-الكايوس- .. ثورة ثالثة في مجال ال ...
- الراحلة ذكرى .. قمة في الانتماء و روعة في الأداء
- -الجينة الأنانية- سفر مبهر في علم مثير.. قراءة في كتاب


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!