أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أحمد عبد الله زعيم الطلبة .. النغمة المفقودة














المزيد.....

أحمد عبد الله زعيم الطلبة .. النغمة المفقودة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5908 - 2018 / 6 / 19 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السادس من يونيو الحالي تحل الذكرى الثانية عشرة لرحيل أحمد عبد الله قائد الحركة الطلابية عام 1972، وكان نموذجا فريدا من نوعه في تاريخ النضال الوطني. فقد كانت تحوطه هالة سحرية من شجاعة وكبرياء وذكاء حاد إلي جانب اهتمامه العميق بأحوال بالآخرين وقدرة مدهشة على الخطابة والتألق بين الحشود. وكانت مواهبة تلك كلها تؤهله ليكون زعيما، أو ليكون " الزعيم"، بعد أن ثار الطلاب إثر خطاب الرئيس السادات الذي أجل فيه حرب التحرير متذرعا بالضباب السياسي! فأخذت الجامعة تغلي، وتشكلت اللجنة الوطنية للطلبة بزعامة أحمد عبد الله، بشعارها " كل الديمقراطية للشعب، كل التفاني للوطن"، وطالبت مظاهرات الطلاب بإعداد الجبهة الداخلية لحرب تحرير شعبية، وتسليح الجماهير بما فيهم الطلبة ، ورفض الحلول السلمية، وفرض الضرائب على الدخول المرتفعة ، وقطع العلاقات مع أمريكا، ودعم نضال الشعب الفلسطيني. وفي 24 يناير 1972 شغل الطلاب ميدان التحرير كله، وكتب أمل دنقل: " أيها الواقفون على حافة المذبحة .. أشهروا الأسلحة"! وألقى السادات خطابا أشار فيه إلي أحمد عبد الله بقوله: " الواد أبو كوفية حمرا"! وفي اليوم ذاته تشكلت لجنة وطنية ثانية من الأدباء تناصر مطالب الحركة وضمت : أحمد عبد المعطي حجازي ، رضوى عاشور ، عبد الحكيم قاسم ، عز الدين نجيب ، أحمد الخميسي ، وآخرين ، ودعت لمؤتمر موسع بنقابة الصحفيين ، وأصدرت بيانا موثقا في كتب الحركة بهذا الصدد. وكانت الانتفاضة الطلابية في 1972 امتدادا لدور الطلاب الوطني منذ ثورة 19، ثم انتفاضة 1935- 36 التي برز فيها اسم عبد الحكم الجراحي ، ثم في اللجنة الوطنية العليا للعمال والطلبة 1946 ، وفي مظاهرات فبراير 1968 ، وكان كل ذلك التاريخ يسكن ضمير جيل طلاب السبعينات الذي هب باحثا عن تحريربلاده من دنس غزوة 67 الإسرائيلية. ومع انحسار الحركة بعد ذلك كان أحمد عبد الله هو المتهم الأول في قضايا 73 ، وأدى امتحاناته فى سجن طرة حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية في العام ذاته، ومع انحسار الحركة الطلابية سافر أحمد عبد الله إلي لندن على نفقته الخاصة حيث حصل على دكتوراه العلوم السياسية من جامعة كمبردج (إنجلترا) عام 1984. وعاد إلي مصر وبينما ظل الكثير من قيادات الحركة الطلابية أسرى صور الزعامة الوردية التي غربت، نفض أحمد عبد الله عنه تلك الصور، وراح يؤسس لمركز " الجيل" في حي عين الصيرة ليخدم به أبناء الحي، من دون أن يستسلم لأسى الذكريات الغاربة. وترك عددا من الكتب والأبحاث المهمة منها كتابه " الطلبة والسياسة " الذي أراد به أن ينقل للجميع رسالة مفادها أن الحركة الطلابية الوطنية في مصر لن تموت، وأنها ستبقى، مهما سبحت فوقها الغيوم، وظل وفيا لذلك المركز حتى وافته المنية في السادس من يونيو، وحده، داخل شقته، فانطفأت إلي الأبد صورة الموهبة النادرة لانسان كان يخطب في الطلاب فينصتون إليه مأخوذين به وبإشارات ذراعيه الطويلتين الرفيعتين وهو يخطف الألباب والأنظار بسحره الخاص وقدرته على استثارة الحماسة والأمل.
وقد افتقدت أحمد عبد الله بشدة في انتفاضة يناير 2011التي توفرت لها ظروف مواتية لثورة أعجزها أنها بلا قيادة تحشد الناس حولها وتحصد الغضب وتمضي بثماره للأمام. وكان أحمد عبد الله وحده – من بين عشرات القيادات الوطنية التي التقيتها- يتمتع بهذه القدرة القيادية، التي يبدو أنها قدرة خاصة قلما تجود بها الحياة. بهذا الصدد يقول خالد محيي الدين في كتابه " الآن أتكلم " عن جمال عبد الناصر إن ضباط الثورة خلال اجتماعاتهم الأولى لم ينتخبوا أو يختاروا قائدا لهم، كما أن عبد الناصر لم يطرح نفسه زعيما لهم، لكن – على حد قول خالد- كان هناك شعور ضمني بدهي أن ذلك الرجل هو الزعيم بحكم شخصيته! كذلك كان أحمد عبد الله، يشعر كل من يجلس معه أنه– بداهة– الزعيم، بسحره، وطبعه الحاد ، والطاقة العصبية الحارقة التي تتوهج بها روحه كلها دون توقف مثل قطعة ألماس تشع بنور صاف حاد لا يتكرر. من الذي عرف أحمد عبد الله ولم يحبه؟. لا أحد. ولقد كف المغني عن إلانشاد لكن غنوته مازالت باقية:" كل الديمقراطية للشعب، كل التفاني للوطن"!
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان في طفولتي
- البرادعي لا يفيد ولا يخلو من السياسة
- دار الأوبرا المصرية تنهب إبداع الخميسي ! فضيحة !!
- أمسية في محبة إبراهيم فتحي
- الإبداع ومواسم الخداع
- بيان من المثقفين والأحزاب المصرية تضامنأ مع الشعب السوداني
- صبري موسى .. الكاتب المعروف المجهول
- سلام لسعد الدين إبراهيم وموشى دايان
- عهد الطفولة .. اخرجوا من فلسطين !
- ترامب.. من إبادة الهنود إلي إبادة العرب
- مقتل بائع الكتب .. موت المثقف
- من المنفلوطي إلي يوجين نيدا
- مائة عام على ثورة أكتوبر
- مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !
- إلى متى يُقتل الأقباط ؟
- حرب أكتوبر .. ذكريات للإبداع
- لماذا لم يخرج من الأخوان أديب أو فنان ؟
- كرة القدم .. الحاجة إلى البطولة
- اسم في الليل - قصة قصيرة
- نجيب محفوظ .. حياة الأسطورة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - أحمد عبد الله زعيم الطلبة .. النغمة المفقودة