أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عهد الطفولة .. اخرجوا من فلسطين !














المزيد.....

عهد الطفولة .. اخرجوا من فلسطين !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" عهد التميمي " طفلة فلسطينية، 16 سنة، نحيفة، هزيلة، كعود ثقاب، لكن تحديقها الباسل في أعين جنود الاحتلال الاسرائيلي، وقبضتها المرفوعة تهزأ بالبنادق والموت، والنار التي بعينيها، والكبرياء التي يدور بها رأسها في سماء بلادها، وصيحتها وهي مسكونة بوطنها : " اخرجوا من فلسطين"، كل أولئك أشعل الضمائر وحرك الأمل فتردد اسمها يجوب العالم، طيرا لا يستقر. من قبل قال لهم محمود درويش: " اخرجوا من أرضنا.. من برنا .. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شيء، واخرجوا، من مفردات الذاكرة، أيها المارون بين الكلمات العابرة". وقد اعتقلت سلطات الاحتلال الطفلة الصغيرة، وقيدت يديها، وعصبت عينيها وهي تقودها إلي السجن تمهيدا لمحاكمتها أمام محكمة عسكرية، لأنها تصدت لجنود الاحتلال الذين اقتحموا منزلها مع والديها وطردتهم بعنف. وقد أثارت القضية الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المحامين العرب عرضوا أن يدافعوا عن عهد أثناء المحاكمة. وليس ماجرى لعهد مؤخرا إلا محطة من رحلة كفاح الصغيرة التي بدأتها في الرابعة من عمرها حين شاركت مع والديها في المسيرات رفضا لسياسات الاحتلال، ثم برزت على الساحة الاعلامية وعمرها أحد عشر عاما بتحديها جنود الاحتلال حينما اعتدوا على والدتها ناريمان منذ خمس سنوات، وتعرضت خلال ذلك للاصابة بالرصاص المطاطي ثلاث مرات، وكسرت يدها، لكنها لم تتوقف عن صيحتها: " اخرجوا من فلسطين"، ولا كف رأسها عن الالتفات بكبرياء ليملأ بالأمل سماء بلادها. و" عهد" ابنة الغضب الذي راكمته النازية الصهيونية في علاقتها بالأطفال الفلسطينيين، حينما كانت ومازالت وتقيم لهم الحواجز في الطريق إلي مدارسهم، وتهدم تلك المدارس حتى أن الصحف الأوروبية ذكرت أن الاحتلال هدم في 26 أغسطس 2017 مدرسة وستة مبان تابعة لها شيدت بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان عن قلقه الشديد من ممارسات الاحتلال تجاه المنشآت التعليمية. وتلجأ النازية الاسرائيلية لما هو أشد أي الاعتقال، ومن بين اثني عشر ألف طفل كان معتقلا، مازال في السجون 480 طفلا، تعرض أكثر من تسعين بالمئة منهم للتعذيب وانتزاع الاعترافات بالإكراه، وتهمتهم : القاء الحجارة على قوات الاحتلال. وتمضي النازية من هدم المدارس إلي الاعتقال حتى القتل، وشكلت سياسة قتل وقنص الأطفال وسجنهم سياسة ثابتة، ومازالت صورة الطفل محمد الدرة حاضرة، و صورة الطفل محمد أبو خضير الذي قتلوه وأحرقوه حيا، علما بأن عدد الأطفال الفلسطينيين يقدر بأكثر من مليوني طفل كلهم عرضة إما لتوقيفهم على الحواجز، أو هدم بيوتهم، أو مدارسهم، او حبسهم، أو قنصهم، أو قتلهم. وبالرغم من ذلك فإن المقاومة لا تتوقف إلي درجة اضطرت الاحتلال لسن قانون لم يسن مثله من قبل يسمح لاسرائيل بسجن الأطفال ممن هم دون سن الرابعة عشرة!أي بسجن من هم في السابعة والثامنة من أعمارهم! وقد صادق الكنيست على ذلك القانون في 31 مارس 2016 من القراءة الأولى! وبموجبه يتم احتجاز الطفل في مركز مغلق إلي أن يبلغ سن 14 عاما! وبالرغم من كل ذلك تدوي صيحة "عهد " : اخرجوا من فلسطين، وترج بها أفئدة الاحتلال، وتنشر الأمل، وتشعل الضمائر بالنار التي في قلبها.
قالت جولدا مائير ذات يوم:" إن الكبار سيموتون وإن الصغار سيكبرون وينسون وتنتهي القضية ". لكن الصغار لم ينسوا، وهم يبعثون إليك بكلمتهم من قلب طفلة فلسطينية شجاعة وجميلة: "اخرجوا من فلسطين". وسوف تخرج جيوش ودولة الاحتلال التي لا يزيد عمرها عن سبعين عاما، فلقد قامت فرنسا باحتلال الجزائر لأكثر من مئة وثلاثين عاما وأجبرت على الرحيل، واستقلت الهند عن بريطانيا عام 1947 بعد كفاح لأكثر من اربعمائة عام، وأجبرت بريطانيا على الرحيل. لا يعرف تاريخ البشرية استعمارا هزم شعبا، ولن تتمكن القاعدة العسكرية الأمريكية المسماة اسرائيل من هزيمة الشعب الفلسطيني، وسوف تتحطم معداتها ودباباتها وأوهامها، مهما استجلبوا لها المرتزقة من شتى أنحاء العالم، ومهما حشوها بالمال والسلاح والأكاذيب والإجرام. سيبقى وجه عهد يملأ السماء، ويزول ما عداه من سحب عابرة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب.. من إبادة الهنود إلي إبادة العرب
- مقتل بائع الكتب .. موت المثقف
- من المنفلوطي إلي يوجين نيدا
- مائة عام على ثورة أكتوبر
- مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !
- إلى متى يُقتل الأقباط ؟
- حرب أكتوبر .. ذكريات للإبداع
- لماذا لم يخرج من الأخوان أديب أو فنان ؟
- كرة القدم .. الحاجة إلى البطولة
- اسم في الليل - قصة قصيرة
- نجيب محفوظ .. حياة الأسطورة
- الطهطاوي والدين والمرأة
- المجلس الأعلى للثقافة وكرة القدم
- محمود درويش .. شاعر لا يموت
- الأزهر يكافح الكراهية والعنف
- أعذار متبادلة - قصة قصيرة
- - نيزافيسيميا الروسية - .. هل تعتذر واشنطن ؟
- الدين لله .. والمترو للجميع !
- الثانوية العامة في مصر : الموت أو النصر !
- ماذا نعني بلغة الشعب ؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - عهد الطفولة .. اخرجوا من فلسطين !