أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - هل مات بريخت ؟














المزيد.....

هل مات بريخت ؟


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات المثقفين بنقد وضع الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص لتحولها إلى سلع ترضي أذواق المستهلكين من عديمي الخبرة أو الباحثين عن المتعة من أجل المتعة يحق لنا أن نسأل هل مات بريخت ؟ . ما احوجنا اليوم إلى ضرورة العودة إلى بريخت الذي نفث روحه في جميع مسارح ما بعد الحداثة . نادى في زمن مبكر بما يعرف بالنقد المرح سعياً منه إلى توجيه المتفرج البرجوازي إلى دروب تساعد في خدمة طبقات أخرى . لم يرغب خلال مسيرته سواء حين قدم المسرح الملحمي أو التعليمي بتحويل المعرفة إلى سلعة بل مزج بينها وبين المرح ، الهدف من ذلك تغيير المشاهد والعالم ، لا يهتم إذن بفن الممثل وحده بل وكذلك فن المتلقي ولا يجب مع ذلك أن ينسى الأخير لوهله إنه متواجد كجمهور في صالة عرض . " علمنا المسرح أن ننظر إلى العالم بالطريقة التي ارادت الطبقة الحاكمة أن ننظر إليه . بإمكاننا ، ويجب علينا أن نقدمه وهو في طور النمو والتغير المستمرين ، دون أي قيود تفرضها طبقة بعينها ، لأن تلك القيود ضرورية لمصالحها . أن الموقف السلبي للمتفرج ، وهو الموقف الذي يتوازى مع سلبية الأغلبية العظمى من الناس في الحياة ، أفسح الطريق لموقف ايجابي " .


أكثر العبارات الرائجة خطاءً قول " الحياة مسرح كبير" فالنص يعيد انتاج نفسه ، القص مصطنع من وجهة نظر بيريختية . كل تجربة يعاد تكرارها ومسرحتها ولا تعود للمرة الأولى أبداً . في ذات سياق تسليع الفن نرى مسرحية الرجل هو الرجل ( 1926 ) وتحكى عن " جالي جاي " حمال هندي يعيش حالة من الرضا عن وضعه كبرجوازي صغير لكنه يرغب مع ذلك في شراء سمكة فيجد ضالته مع جنود ، يقبل هو أن يصبح واحد منهم ولا يتمكن بعد ذلك من العودة إلى هويته القديمة . يحاول بريخت أن يقول أن لا شئ له قيمة في ذاته حتى الأنسان إلا حين يوجد مشتري يعطيه قيمته . يبرز في كثير من مواضيعه تحول الفرد لسلعة فلا فرق بين أبنه أحد التجار وعاهرة أو شحاذ يبيع القبح .. كلها سلع ، وهو ما يتوجب على المسرح كشفه في سياق العلاقات الاجتماعية كما حدث مع ( جاي ) الذي تحول لزي رسمي بشكل مادي ومجازي .

سعى بريخت عبر العديد من مسرحياته إلى تقديم مفهوم علاقات الانتاج وكيف تشكل الواقع خاصة في المجتمع الرأسمالي ، على غرار ماركس الذي حول الفلسفة إلى عمل كان له الدور الأكبر في إعادة تشكل المجتمعات ، آمن بريخت بأن للمسرح دور هام في الكشف عن الايديولوجيا الرأسمالية المتخفية . لم يمت بريخت بل أن الحوجة إليه صارت ماسة خاصة في ظل توجه المسرح نحو التسليع .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو
- تيار الرومانتيكية 2
- تيار الرومانتيكية 1
- أن تكتب – مارغريت دوراس
- الرواية الأفريقية .. الكنز المكتوب
- الضحك في السجن
- ريمون كينو كاتباً الهيغلية
- وداعاً ماياكوفسكي
- في اعتزال العالم
- فكر مدام دو ستايل الأدبي
- أيام في الزنزانة
- ديستوفسكي في عيادة فرويد - تشريح المثلية المكبوتة
- كفاح المثلية الجنسية .. شكراً دافنشي
- The Coat


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - هل مات بريخت ؟