أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - إهانة جديدة لسوريا وشعبها جبهة خدام بيانوني














المزيد.....

إهانة جديدة لسوريا وشعبها جبهة خدام بيانوني


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 08:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كما تكون السلطة تكون المعارضة ، سوريا ليست خارج هذه القاعدة ، لا
قديما ولا راهنا.
نهاية سبعينيات القرن المنصرم ، مع بدايات تعفن وتحلل النظام
البيروقراطي السوري وتضخم أجهزته الأمنية بشكل سرطاني واستشراء هيمنتها
على الاقتصاد والثقافة وإلغاء المجتمع وسحق مؤسساته المدنية التي لم
تكن تجاوزت حالتها الجنينية ، وتذرير أحزاب المعارضة عبر السجون والقمع
والملاحقة ، وحقن أحزاب السلطة الاحتياطية أي ما سمي بالجبهة الوطنية
التقدمية بلقاحات الترهيب والترغيب ،في تلك الأثناء كان السيد عبد
الحليم خدام أحد مؤسسي هذا النظام وأحد أهم أركانه ومنظريه ، وكان حزب
جماعة الإخوان المسلمين وتفرعاته وتفريخاته الصورة الأكثر وضوحا
وانعكاسا لذاك التحلل ولكن في الجهة الأكبر مساحة من المعارضة السورية.

هذه الصورة الفاشية الإخوانية كانت الانعكاس الحقيقي للسلطة
الاستبدادية المتخلفة ، حيث راح الطرفان يغذيان التطرف والتعصب ويسحقان
الشعب السوري تحت ألوية صراعهما الدموي ، وكلاهما كانا (وأجزم اليوم
أنهما مازالا) بريئين من جميع شعاراتهما وإيديولوجيتهما.

لقد أحبط الوعي الشعبي السوري وقواه المتنورة ، مشروع الحرب الأهلية
لكنه لم يتمكن من إلغائه كليا، بحكم قوة الوحشين المتصارعين اقتصاديا
وعسكريا وتحالفات كل منهما إقليميا ودولياً، وهكذا عاشت سوريا حربا
أهلية نسبية محدودة على طريقة الحرب الباردة ، أو نوعا من حرب المواقع،
لكن كانت الفاتورة على حساب سوريا وشعبها وبالأخص قواه المتنورة
ومثقفيه ومبدعيه.

اليوم أيضا كما تكون السلطة تكون المعارضة، فهذه الميوعة والتذبذب بين
الإصلاح والبقاء في الخط القديم ، والشطارة الغبية في المماطلة
والمتاجرة العتيقة بالشعارات والخطابات ، من جانب السلطة وعدم اتخاذ
طريق واضح وحازم في مواجهة الاستحقاقات الواقعية على جميع الأصعدة
السياسية وافقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي مجالي السياستين
الداخلية والخارجية ، كل هذا يعكس نفسه على صفحة مستنقع المعارضة الذي
يحتل الإخوان المسلمون أوسع حيز فيه ، على الأقل عدديا أو كميا.

لكن الاستنقاع والميوعة والتذبذب أيضا تعكس نفسها على الحيز الباقي
الذي تتناثر عليه بشكل فسيفسائي قوى المعارضة التي تدعي العلمانية
والديمقراطية وهي بمعظمها لم تخرج عن ارتهان ساذج وتعلل مجاني بأوهام
تتعلق إما بالإخوان أو بالنظام.

اليوم تمر سوريا بأسوأ الظروف داخليا وخارجيا ، يأتي لقاء السيدين خدام
/بيانوني ليعبر عن الواقع السوري ، بأنه اللقاء الأسوأ بين أسوأ طرفين
عانى منهما الشعب السوري.
أقول وليس على سبيل الاستدراك ولا العزاء، وإنما كحقيقة هناك إيجابية
كبرى في هذا اللقاء ، ولكن لمن يقرأ ، وهي حقيقة أكدتها التجربة
المجبولة بالدم والوحل والعار أن الطرفين : النظام والإخوان ليسا إلا
وجهين لعملة إرهابية استبدادية واحدة ، سواء لبسا أزياء السلطة أو
جلباب االمعارضة، وليس المراهنون سابقا ولاحقا من قوى تدعي العلمانية
والديمقراطية .......إلخ على أي من الطرفين إلا صورة عن الغباء السياسي
السوري النادر.

إن مراجعة البيانوني وحزبه للتجربة المرة ،لا تختلف عن مراجعة خدام ومن
يلتحق به ، وليس مصادفة أن يلتقيا ولا عرضا أن يتاجر كل منهما بآمال
وأحلام الشعب السوري ، بل كل ذلك استمرار طبيعي لماض أسود لن يتم غسله
بمائه الوسخ ، وإنما يحتاج إلى أجيال جديدة متنورة ومستقلة عن
ديناصورات العهد القديم ، سواء في السلطة أو في المعارضة على حد سواء.

أما المستسهلون من القوى الأخرى كسذّج إعلان دمشق ، فسيكتشفون عاجلا أو
آجلا أن التغيير عملية أعقد وأطول من بياناتهم الأكثر سذاجة من رسالة
يكتبها مراهق في المرحلة الإعدادية لحبيبة متخيلة.

نورالدين بدران .



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الجسد المائل.
- بحّار في النوء
- بئر نومكِ
- من ذاكرة الراهن 22
- ممثل فاشل
- من أمام بيتنا
- من ذاكرة الراهن 21
- من ذاكرة الراهن (19)مرة أخرى حول الغوغاء والحرية.
- استعراض /استعراء/تطنيش
- سكرة النسيان
- من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات
- من ذاكرة الراهن 17
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - إهانة جديدة لسوريا وشعبها جبهة خدام بيانوني