أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - القمامة و صندوق النقد الدولي














المزيد.....

القمامة و صندوق النقد الدولي


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القمامة و صندوق النقد الدولي
مظهر محمد صالح
‎انتهى الربيع العربي وانتهت معه ذئاب الذكريات الطاحنة وطوت شعوب المشرق العربي بعد مغربها حزن غدها في كفن امسها وهي ترى في نسيان الماضي مسارات تبهج الحاضر، ولكنها لم تتوقع بانها سترسم قبورا من البؤس ومدن من القمامة من الاخطاء و اللامبالاة، ما لا يجدي معه الاعتذار.
‎حدثني ممثل صندوق النقد الدولي على هامش المشاورات الدورية معهم في ربيع العام الماضي، بان العاصمة صنعاء تتعرض لكارثة بيئية جراء تكدس الازبال او القمامة الى حد لا يمكن تحمله منذ اندلاع الثورة الشعبية في العام 2011 والتي انتهت برحيل الرئيس وبطانته، مع اصرار عمال النظافة في العاصمة على اضرابهم عن العمل مطالبين تثبيتهم على الملاك الوظيفي الدائم، بدلا من الاجر اليومي المنخفض!. في وقت يتساءل فيه ابناء العاصمة اليمنية، كيف القت الايام باحلامهم مع النفايات في اكوام الزبالة التي اكتضت بها عاصمة اليمن السعيد، وان محصلة ثورتهم الشعبية تكمن بالقوة التي تصنع الخير!. لقد بدأت رابطة الزبالين اضرابا عاما لضمان اجر دائم مرتفع يتناسب مع حجم القمامة التي خلفها ربيع اليمن العربي، وهي تهدد بان في كل يد عامل مخلب لمن يريد تقليمه!، وفي كل لسان سم لمن يريد ليه!. هكذا هتف عمال التنظيف بعد ان اخفت تلال القمامة مباهج حياتهم وحولت المدينة الى ظلام اخرس!.
‎ومن هنا قررت رابطة الزبالين التوجه الى وزير المالية الجديد لاجراء المشاورات والتفاوض مع الحكومة، مؤكدين في الوقت نفسه ان مسامير الحياة لا تدق الا بثبات وان غضبهم صار كنارالحداد، لا تحرق الا بقوة، فلم تهن لهم عزيمة ولا يدركهم الكلل!.
‎توجهت جموع رابطة الزبالين الى مكتب وزير المالية، ولم تجد امامها الا بعثة صندوق النقد الدولي في طابور الانتظار، وهو الامر الذي لم يشغلهم كثيرا، وهم في لقاء عمل شاق ومهم للغاية مع الوزير الجديد.
‎وقد طال انتظار بعثة الصندوق المذكور والعمال مصرّون بانهم لم يغادروا غرفة الوزير حتى تتحقق مطالبهم العادلة في ضمان الاجر والتعيين الدائم. ولما ساْلت بعثة صندوق النقد الدولي عن سبب تاخر الوزير في الالتقاء بهم، قالوا لهم ان الوزير منشغل في مباحثات مع ممثلي عمال التنظيف المسؤولين عن الاضراب والمستمرين في اضرابهم منذ الربيع العربي وهزيمة الرئيس القديم للبلاد، ومجيء الرئيس الجديد وحتى اللحظة!، وانهم لم يكفوا عن اضرابهم!.
‎وهكذا وصلت المشاورات بين الوزير ورابطة عمال الزبالة الى طريق مسدود بسبب القوة التفاوضية للعمال واصرارهم بما يتناسب وتلال القمامة التي امست تهدد العاصمة بيئيا.
‎خرج ممثلو العمال من حيث اتوا، والتقى الوزير فور ذلك ببعثة الصندوق وهو يتنفس الصعداء ويعتذر عن طول مدة انتظارهم لساعات في مكتبه!.
‎وحدثهم عن مطالب عمال نظافة العاصمة صنعاء، حيث اوضح الوزيرالجديد للعمال ومن معرض كلامه بان الموازنة العامة للبلاد لا تتحمل وظائف جديدة، وان صندوق النقد الدولي قد وضع شروطا على التوسع في النفقات الحكومية لتخفيض العجز في الموازنة وتعظيم مواردها، فكان جواب رابطة الزبالين قبل مغادرة مكتب الوزير:
‎نحن مستمرون بالاضراب ولندع صندوق النقد الدولي يتولى تنظيف العاصمة صنعاء بنفسه!.
‎استعانت عاصمة بلادي وقت ذاك بشركة تنظيف تركية!، وكان الحوار بين عمال التنظيف الترك والقمامة البغدادية اشبه بحوار الطرشان، فالغرباء لا يتكلم بعضهم لبعض!.
‎ختاما: تساءلت عن هموم رئيس رابطة الزبالين في العاصمة صنعاء، فأجابني احدهم: انه استمر يقرع قاع الهاوية في تلك التلال من القمامة ولم يجد الا مواء القطط وجموع الذباب وهي تهتف بالسعادة التي وفرتها البيئة الجديدة قائلة: ان الصبر على ما نلقى خير من التسكع بين غرباء سيكرهونا!.
‎*اكاديمي ونائب محافظ البنك المركزي العراقي الأسبق



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص مع الذئاب..!
- مسابح العنصرية
- العبودية في القرن الحادي والعشرين!
- تقسيم العمل..ثروة أم اغتراب؟
- غزوة المتحف..!
- ليلة الهروب
- صبي تحت الشمس..!
- النفط والحليب من دين واحد
- نساء في اقتصاديات العمل
- فندق الاسرار!
- سرب الحمام..!
- العتاد المسروق
- جزيرة السعادة..!
- في انتظار كافكا..!
- اشياء لا تموت!
- ميشيل فوكو.. حوارٌ لاينقطع !
- جيفارا والعراق
- موعد مع الإمبريالية
- مأدبة الغداء العاري..!
- مختبر الحرية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - القمامة و صندوق النقد الدولي