|
ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول -
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 00:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مدخل عام /
" إلى كل النخب الإسلامية و الانسانية التي تحمل هم النهضة و القومة الحضارية و رغبة التحرر و الخروج من حالة التخلف
و إيقاف نزيف التشرذم و الإنقسام و التلاعن و ترسيخ الحيرة و القلق من حالة التشويه الذي يلحق كل يوم بديننا و قيمنا و هويتنا و إنساننا
و التقليص من الهوة السحيقة التي تتسع بيننا و بين الغرب الإنساني اللارسمي
و العدوانية التي تلحق بأوطاننا من الغرب الهيمني الرسمي و الأوليغارشية الدولية و النظام المالي الدولي المتعفن و الفاسد
إلى جميع من يهمهم حال الأمة العربية و الإسلامية باعتبارها أمة التكليف و الرسالة و التبليغ و الشاهدة على الإنسانية ...
و من خلالهم إلى كل الإنسانية و الذين نفذوا بعقولهم و أرواحهم إلى أسرار مسطوري و منجزي المعرفي و شذراتي و التماعاتي
تحمل لطائف فكر و معرفة و ملامح و معالم رؤية و أسس و مرتكزات أولية لخطاب و ملامح مشروع قومة و تحرر من التخلف و الإنقسام و منهج قراءة و فهم للوحي أو نظرية معرفة ...
وأيضا ملامح أولية لمشروع معرفي من أجل مراجعة عميقة لتراثنا العربي الإسلامي بما يبين على قسماته المنيرة و المحفزة للعقل
المعالم العامة /
على مستوى التراث العربي و الإسلامي الأسس و المرتكزات الجذور و ميتافيزيقا المنجز/
من أجل وثبة و قومة حضارية جديدة تفعل المناطق المضيئة و المنيرة من التراث و القابلة للتوظيف المتبصر و الإيجابي مساهمة في بناء العقل المسلم و تحرره من أعطابه و إستلابات مناطقه المظلمة ...
مع الإبانة عليها و الوقوف على الاثار التدميرية للعقل المسلم و للإنسان عموما مسلما كان أو إنسانا...
و الحفر في عمق هذا التراث هامشا و مركزا و وسطا ..
أفقيا و عموديا سطحا و عمقا و أغوارا...
للوقوف على أسسه البانية لمقولاته و تحديد أصوله و منعطفاته و ملهماته و منها المنعطف اليوناني
على مستوى التراث الإنساني الأسس و المرتكزات و الجذور و ميتافيزيقا المنجز /
كذلك يكون العمل على مستوى التراث الإنساني حفرا ليس بالضرورة " فوكويا " بل مستفيدا من كل المنجز الأدواتي و المنهجي الإنساني بحثا في سياقاته و مرتكزاته و تطابقاته و اختلافاته و تكراره و اجتراره و قطائعه و تواصله ...
و أسسه التي بنته و أسست " تيماته " الكبرى و إشكالاته و جذوره العميقة و قواعده و محمياته و حصونه المتمنعة و المفتوحة ....
نقدا و قراءة و تحليلا و البحث فيه عبر ما لو جاز لنا تسميته ب "سردياته الكبرى" التي تشكل عينة تمثيلية دالة عليه و على حمولاته تنسحب على جله إن لم يكن كله قريبه و بعيده قطائعه و تواصله و بكل طيفه الواسع ...
المطابقات و الإختلافات و المسافات و المنعطفات التاريخية في التراثين و المنجزين /
سنبحث في تقاطعاته مع التراث و المنجز العربي و الإسلامي بمفهومه و طيفه الواسع سنيا و شيعيا و إباضيا و زيديا و مالكيا و شافعيا و حنبليا و حنفيا و جعفريا و إماميا إثنى عشريا و إسماعيليا و علويا و أشعريا و ماتيريديا و جمهورا و جماعة و إجماعا و كل النزعات و التيارات و الفرق و المذاهب
بل بجميع ملله و نحله و طوائفه و مذاهبه العقدية و الكلامية و الفقهية و الأصولية و اللغوية و منازعه القومية ...
بكل طيفه المتنوع الواسع الملهم للعقل الإسلامي الشيعي و السني و العلوي و الزيدي و كل المذاهب العقدية و الفقهية و المنازع القومية و اللغوية و اللسانية و العرفانية و العقلانية
نقف على مسافات كبيرة ربما صنعتها المناطق المظلمة التي شكلت المخيال الجماعي العربي و الإسلامي ...
التمايز و التعارض و التنافر و التضاد و الصراع المفتعل و المصطنع و الهوة - البنيوي و التكويني /
و هي مسافات مصطنعة تفرق بيننا و بين الإنسانية و توسع من الهوة السحيقة بيننا و بينها و التي قد تكون ذات حدين ... أحدهما تراثي عربي و إسلامي و الثاني يتعلق بانزلاقات التراث الإنساني بتمركزاته و حداثته و ما بعد حداثته و ما نتج عنه من تشظي القيمة و المعنى فيه إلى حد تأليه الانسان-المال لا الإنسان " رأس المال الرمزي "
بل إنسان " وال ستريت " و البنوك الدولية والشركات العابرة للقارات و الاقتصاد المالي و غيرها من الأدوات التي أنتجت الأوليغارشية العالمية التي تديرها القوى الهيمنية و الامبريالية التي حولت الإنسان إلى شيء و الة و أداة و وسيلة مجردة من القيمة أو ملحقة لقيمة يقال عنها كونية و هي قيمة يستلبها المال و القوة و الظلم و اللاعدل...
نقف على مسافات قسمت العالم إلى عالمين عالم يستلبه المال و الشيء إستلابا رهيبا و إغترابا و إرتهانا و تشيئا و تزييفا لإنسانيته..
نقف على مظاهر القهر و الظلم و الكابة و الحزن و الإخفاق و الإضطراب و اختزال و طمس و اغتيال الأبعاد الإنسانية في الإنسان و الإنسانية...
نقف على ما هي الإنسانية كينونة و المسافات التي تفصلها عن منجزها الفكري و الإنساني بما له و ما عليه و عن المنجز العربي و الإسلامي أيضا بما له و ما عليه...
مشروع الإنسان في طريقه إلى مشروع الإسلام /
نساهم في بناء مشروع الإنسان و الإنسانية عبر فهوم الإسلام الجديدة التي تحرره من تشيئاته و فهوم ظلم فيها الإسلام تحولت إلى وحي جديد مقدس قداسة الوحي و أحيانا أكثر أو بمنزلة الملحق بالوحي و تارة كأنها فوق المطلق و الوحي...
نساهم في بناء معرفة تقف على تخوم و أنقاض أطراف و مراكز و هوامش و أوساط و عمق و سطوح المعرفة الإنسانية و منها العربية و الإسلامية...
في الأدوات المعرفية و المقاربات و المناهج و المفاهيم /
ليس تفكيكا يفقد الأجزاء دلالاتها و ترابطها لكن تحليلا مع تفكيك و قراءة سياقية نقدية نسقية Systémique شاملة تتوسل بكل الكسب الإنساني استيعابا و نقدا و تحليلا باعتبار أدوات النظر و الفهم و المفاهيم إبنة الأنظمة المعرفية التي أنتجتها و صاغتها ....
بقدر ما نتوسل بفهم نسقي متعدد المعارف و العلوم و الأدوات و المناهج للمنجز المركب و المعقد و المتداخل الإنساني و أيضا العربي و الإسلامي بقدر ما نشتغل ببناء مقاربتنا النسقية الشاملة بما يحررها من النمطية و النمذجة و سجن النسق و سطوته و التقليد و الإنتحال و الإستعارات الهجينة و النقول الحرفية و الإجتثاثات التي تقفز على لحظات المنجز و أطره وة سياقاته ..
في تمايز و فرادة ما يطرح و انفلاته من سلطة و هيمنة و سطوة النسق /
إن قيل أن أعمالا كثيرة قدمت و أنجزت و مشاريع عربية و إسلامية تراكمت و تكاثرت ربما إلى حد التخمة تشبه ما تقول
و أن كل باحث و طالب حقيقة و مهتم بالشأن العربي و الإسلامي محليا و عربيا و إسلاميا وجد تحت مظلة بعض منها شيئا من غرضه و مبتغاه و أنسه و راحته و إجابة نسبية على أسئلته
أو صاغ منها هجينا أو " نموذجا " مركبا في الفضاء العربي و الإسلامي. تلفيقا و " وسطا " " ذهبيا " مصطنعا ....
و منها تلك التي تتبعت و تفاعلت و تثاقفت مع المنجز الإنساني تبجيلا و تفضيلا و انتقاء و استيعابا و أحيانا تلفيقا و توفيقا متعسفا بينها و بعض منجز الاخر الغربي مشترطة أن يكون له أساس إيماني كالوجودية المؤمنة و الظواهرية و التأويلية إن كانت مؤمنة أيضا..
و حيث يوجد الإيمان بالله كمشترك عام أولي فثمة يكون التفاعل و الإقتباس و الإستيعاب مجديا و من ثمة استبعد المنجز الإنساني القائم على الإلحاد و إنكار الألوهة..
نقول إجابة على هذا الواقع الماثل و الإلتباسات أن جل القراءات كانت تبعيضية و تجزيئية و تبجيلية و مفاضلاتية للمنجز الإنساني أو العربي و الإسلامي
و سجينة النسق و النموذج و التنميط و مكررة للمتن أو مجتهدة داخله موفقة أو منتقية أو مفضلة أو مبجلة أو مخضعة متعسفة أو تلفيقية أو موائمة و تصف نفسها بالمستوعبة و المتجاوزة و ربما المتثاقفة و التجديدية و الراهنية ...
في تجاوز القراءات التبعيضية و التجزيئية التي كرست حالة التخلف و الإنقسام /
و غايتنا أن نتجاوز هذا التبعيض و التجزئة و التشرذم و الذررية و الإنتقاء و التكرار و التلفيق...
و إن قيل أيضا أن هنالك أعمالا و مشاريعا معرفية اشتغلت بالمنجز التراثي و انطلقت منه محاولة إضفاء بعض مساحات " التجدد" و ذلك عبر التلفيق و التوفيق و لي عنق الدلالة و الفهم عند التراث أو عند الاخر تعسفا تقريبا بالإكراه...
مثل المدارس التي انطلقت من أصول الفقه و المقاصد الشرعية خاصة تلك التي تقول بالخصوصية المغاربية و مدرسة الأندلس و منها من تنطلق من أن المغرب و المشرق مختلفان يمثل الواحد نزعة العقل و الاخر نزعة الروح..
بل بلغت هذه النزعة شططا و حدا من المبالغة عبر تنسيق بين بعض النخب التي تحلم ببناء صرح ثقافي و معرفي هيمني للفكر المغربي العقلاني المقاصدي و إسلام جزائري..
إن جزأرة الإسلام كمشرقته تبعيض و قراءة سياسوية يعتمدها السلطان و تسايره فيها بعض الجماعات المغلقة و المنكفئة على ذاتها...
الإسلام دين كوني إنساني ليس فيه خصوصيات سالبة لكونيته و إنسانيته...
و ما بين عقل " لاهوتي" أنتجه النص و صاغه و حدد له مساحة فعله و ماهيته و وظيفته يعتبر تابعا للنص لا يمنحه صدارة العقل على النص و أولويته و يعتبرها تبجيلا و مفاضلة على النص و الأمر ليس كذلك لو فحصناه بدقة
و بين عقل مادي شارد عن الروح و القيمة و المعنى و الأخلاق و المطلق السماوي و متشيء و متمركز و متعال و هيمني و إستلابي و إغترابي و إرتهاني و شديد التحيز ...
و ما بين " معنى" شديد الإنغلاق على محليته و " معنى" شارد تائه في محنة كبيرة و " لا معنى " صنع على عين المابعديات و " عدمية " Nihilisme صنعت فجوة كبيرة في دواخل الإنسان...
نشق طريقنا حواريا و تأسيسا و تميزا و تحيزا إيجابيا نحو بناء البدائل معا عربيا و إسلاميا سنيا و شيعيا و إنسانيا مع المؤمن و المسلم و أهل الأديان و القوميات و منكري الألوهة و اللادينيين و منكري الأديان و اللاأدريين و النورانيين و الإسلاميين و المسلمين و العلمانيين ...الخ
في خصائص الطريق الجديد و البديل /
نبحث عن طريق ثالث يتجاوز ثنائيات التقابل و التضاد دين/ دولة علمانية / ثيوقراطية زمني/ مطلق لاهوت / ناسوت...
باعتبارالمسلكين ديني / لاديني أو ديني / علماني طريقين مستقيلين مغتربين عن فضاءاتنا العربية و الإسلامية و أيضا غريبين في منبتهما صنعا حالات من الإستقطاب الحضاري و الصراع و العنف و التخندقات و الطائفية و التمزق و أطالا من حالة التخلف و من عمر أزمتنا الدائرية...
نؤسس لثقافة الوئام و التعارف " و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا " –قران- و ثقافة الأخوة الإنسانية و " دار الإنسانية " و السلام و الأمان و المحبة و الأخوة قبل " دار الإسلام " فخطاب الإسلام للعالمين و للإنسانية جمعاء لا حكرا على المسلمين...
نفعل الخطاب القراني في بعده الإنساني و الكوني فهما و مفهمة و تأسيسا و تفعيلا و تعميما و تنظيرا و صياغة للوعي و السلوك تنزيلا ...
نراجع مفاهيمنا و حمولاتها بما يحقق البعد الإنساني و العالمي بعيدا عن إرادة الهيمنة و رهانات التمكين بمعنى جديد يرادف و يطابق الهيمنة فالرهان تدشين لخطاب الأدلجة المغلقة و الأقنوم دلالة ومحمولا دلاليا و معنى و رسالة و نتيجة حتمية
لكن التمكين للإستضعاف و أهله يقابل الكفاح و الزحزحة و التدافع مع الإستكبار و أنصاره زحزحة سلمية و تدافعا و نقلا من مواقع العداوة إلى مواقع الأخوة تشبيها و تعايشا و إحساسا وجوديا إنسانيا عميقا و عدلا...
الخصائص الإنية و الأخلاقية للمشروع /
لن يكون مشروعا منغلقا و لا محليا و لا طائفيا و لا مذهبيا و لا تسيره أموال المغرضين و الأموال الوسخة
و لن يكون مشروع ترف فكري و لن يكون تكرار و لا إجترارا و لا لاهوتا فلسفيا و أفلاطونيا سابحا في الوهم و الخيال و لا متعاليا بل محايثا و لا " طوبا " و لا " إيديولوجيا " ضيقة و لا نبوءة تدعي الخلاص...
بل مساهمة إنسانية تستوعب المنجز البشري إنسانيا كان أو إسلاميا و تتجاوزه مستفيدة من تناقضاته لبناء رؤية جيدة تقلص من مسافات التباعد و التعارض تأسيسا لا تلفيقا ...
لا يغلق هذا المشروع على نفسه و لو ضد من يسميهم البعض خصوما و أعداء و لو حوارا لا يستنزف الجهد كله لكنه لا يهمله...
عمليا فضاءات للتموقع و الإشتغال تتعدى المحلي إلى الكوني /
و يبحث المشروع عن تموقع في بنية المنجز و الكينونة الإنسانية فهي ليست واحدة فلا الغرب واحد أوحدي و لا الشرق كذلك ..
إنهما يمنحان فرصا للتموقع داخل البنيتين و النسقين و نحسب أن حالة الإنسانية اليوم و المسلمين تقتضي مبادرات كهذه...
و قد تكون أدوات التموقع المتوسل بها عديدة و متنوعة تنوع الفضاءات و الخصوصيات و الجغرافيا و بديلة مثلا في بعض الخصوصيات عن الأحزاب التي فشلت فشل الديمقراطيات العربية و الإسلامية
و من ثمة وجب التفكير بتميز كبير و و فرادة و مهارة عالية في سبل موائمة و ملائمة و تبيئة و تنويع الأدوات و تطويرها مثلا لا حصرا " الثينك تانك " و اللوبيات و الجماعات الضاغطة و غيرها و بقدر تناسلها و تعدد واجهاتها و أساليبها تكون إمكانية ديمومتها أكثر و ما يصلح و يناسبهنا قد لا يناسب هنالك
لا تكون داخل مكونات هذا المشروع جزئية صغيرة و " تيمة " Thématique نظرية و مفهومية إلا و لها إسقاطاتها العملية على الواقع و سبل النهوض بالمجتمع ...
الواقع الكوني المعضل و امتدادته للواقع الأزموي الدائري العربي و الإسلامي /
ينطلق هذا المشروع من تناقضات و " محفزات " الواقع الأزموي العربي الإسلامي و حالة الإستبداد و تقويض الحريات و تزييف الديمقراطية في كامل الوطن العربي و الإسلامي على يد حكام عرب لا يسمحون بانبثاق عهد إنساني جديد للإنسان العربي و المسلم...
النخب و المثقفون العضويون و الرساليون أو تحالف المال النظيف بالتفكير النظيف - الإنفتاح و جرعات من الايديولوجيا - /
لذلك سيكون هذا المشروع مشروع المثقف الملتزم و الرسالي و العضوي و النقدي و صاحب القضية و بقدر إستقلاله عن الإيديولوجيا سيبقى أيضا مشروعا نضاليا كفاحيا للقمع المسلط على أرض البلاد العربية و الإسلامية سلميا و حضاريا...
فهو مشروع غير مميع و لا هو بلا لون و لا يزعم الإستقلال عن الايديولوجيا بل يستبقي جرعات منها بعيدا عن فحشها
و لا هو " أقنومي " غارق في وحلها ملون و مبطن و ثمل بمقولاتها غارق في خطاباتها متخم بحساباتها
فالايديولوجيا لهذا المشروع وسيط و منبه أولي و نهائي و محفز فهي مستبقاة كجرعة للتحفيز و التعبئة و الشحن غي الفاحش
و هي مستبقاة على النحو الذي تحدث عنها بول ريكور
الأنظمة العربية و الإسلامية الحاكمة عموما مراة للأوليغارشية الدولية و النظام المالي الدولي/
إن المثقف المعني بهذا المشروع هو الذي لا تخوفه و لا ترهبه و لا تفزعه الأنظمة العربية و الإسلامية الحاكمة باستدعاء نماذج الإخفاق و ما اصطلح عليه بالربيع العربي
و الذي بعد جهد ترويضي و تهجيني و تدجيني من طرف الأنظمة الحاكمة و من تستخدمهم " أكسيسوارات " و " ملاحق " و " أدوات " ممن يدورون حولها و في فلكها مكن من وجود مناخ سلبي يخدم السلط الحاكمة و يطيل في عمرها و جعل من نخب المجتمع العربي و مثقفيه و متعلمية و جامعييه و مجتمعه المدني ...الخ يساهمون في تكريس واقع هجين يخدم بقاء السلط العربية و الإسلامية الفاسدة و المستبدة ...
باسم الإحتجاج مرادف لتدمير الوطن و الخيانة و قلة النضج و الإشتباه و التورط و هي ثقافة نشرتها الأنظمة العربية حتى استسلم الناس لهذه النشوة و قاموا بمفهمتها و إلباسها لباس الدين و المصلحة و الوطنية و الحكمة و التعقل و تخوين كل من يتحدث عن التغيير و اعتباره مشتبها أو يعتمد قانون الغاية تبرر الوسيلة و يريد أن يركب على جثث الأبرياء و يدمر البلاد من أجل الحكم و غيرها من الوقاحات و الجهالات ...
و كان ذلك لصالح ديمومة الأنظمة العربية و بقاءها مسلطة على رقاب المثقفين و المتعلمين و النخب و الشعوب العربية و الإسلامية و إطالة عمرها....
و لصالح النهب و السلب و التدمير و تمكين القوى الهيمنية الإستكبارية الدولية من ثرواتنا و تدمير إقتصادياتنا حتى نصل إلى حالة من التجويع و الدمار و حتى لا تجد غدا أجيال المستقبل المغرر بهم لقمة عيش كريمة في بلد امن كريم ...
هذا المعطى الأساسي الذي هو التحرر من الأنظمة الشمولية و التميز عنها و مكافحتها سلميا يعد شرطا أساسيا للإلتحاق بهذا المشروع الذي لا و لن يتورط في فخاخ خطاب يسوق و ينتشر خاصة عند الباحثين الذين يلعنون السياسة و الحكم و يشيطنوها يخلقون الضبابية و التبرير لتبقى السياسة و الحكم و السلطة أكلة مستساغة لهذه الأنظمة و لأهل الفساد و من يدورون في فلكها ...
في المقاربة النسقية الشاملة مستوعبة كالية منهجية و في التحرر من سلطة النسق كشرط إبداعي /
تحمل هذه الورقة مهمة الحفر و التحليل و المقاربة الشاملة و النسقية Approche Systémique مستوعبة و مبيئة و محتواة و أيضا كل أدوت النظر و الفحص و القراءة باعتبارها فعلا نقديا توظف لقراءة و فحص التراث الغربي و البحث في أسسه و ميتافيزيقاه و جذوره عبر قراءات تحليلية متحررة من النسق السائد حيث يمكن في هذا السياق إعادة فحص مقولة الإختلاف و القطائع الايبستمولوجية و مقولة القلب القيمي النيتشويةRenversement Des Valeurs إلى قراءة قد تنتهي ربما إلى إبراز أن القول الفلسفي و الفكري و الحضارة الغربية كمنجز مادي و تيمة معرفية و فلسفية و فكرية تؤسس للتطابق و من ثمة فما يتوهمه البعض قلبا و قطيعة هو انتظام داخل النسق في أسسه و مرتكزاته...
كما تحمل هذه الورقة مهمة الحفر و التحليل و المقاربة الشاملة Approche Globale و النسقية Systémique مبيئة و مستوعبة أيضا كل أدوات النظر و الفحص التي أنتجتها حضارة الإنسان و هم القراءة كفعل نقدي تحليلي لفحص التراث العربي و الإسلامي و البحث في مكوناته و أسسه و مرتكزاته النظرية و ميتافيزيقاه
و تثوير المناطق المنيرة من منظومته و مخياله الجمعي لتجاوز مناطقه المظلمة التي تشتغل اليوم و تضخم و تفعل و تدمر الإنسان و الإسلام و تولد حالات " فوبيا الإسلام " و الكراهية و العنف والإرهاب التي يغذي بعضها الغرب الهيمني الرسمي بصفته الة و وسيلة " نيو - إستعمارية " للهدم و الإستلاب و التحكم ....
مشاريع مجهرية وسيطية مرافقة /
قد يرافق الإشتغال على هذا المشروع مشاريع ملحقة به تزل على الواقع كمشاريع جزئية و مجهرية و أكسسوارية و أداتية من خلال مؤسسات و مفاعيل تهتم بتوفير مناخ مناسب من وظائفها تعمد خلق حالات الصدام و استفزاز العقل و خلخلة بعض المسلمات التي جعلتها الفهوم الفاسدة كذلك كما تؤسس لمرحلة التعريف الأولى...
و لا تستثنى الوسائط و شبكات التواصل الإجتماعي و القنوات الإعلامية في تأدية هذا الدور التعريفي و الصدامي و المحفز للعقل الجمعي على التفكير و السؤال و صناعة الحيرة و القلق و التعريف بهذه المبادرة ...
دعوة للتبني و الدعم المحايد و الشريف للمشروع الضخم /
أوجه هذه الوثيقة كورقة طريق إلى الدول الإسلامية القريبة من الحالة الإسلامية النقية و من الحالة الإنسانية
و إلى كل النخب العربية و الإسلامية و الغربية و نخب العالم كله المهتمة بالشأن الإنساني و الحضاري ...
و إلى الجمعيات الدولية المعنية الواضحة في عملها الإنساني و إلى الشخصيات العالمية و المفكرين و رجال الثقافة و الفن الحاملين رسالة السلام و الإنسانية و الإلتزام بكل طيفه الواسع ...
و ترسل الى رجال الدين و هيئاته ورموز التيارات اللادينية و الإلحادية و كل الطوائف و الملل و النحل و الأديان و المذاهب ...
و إلى المنظمات الحقوقية و العمالية و رجال التربية و هيئات التربية و الثقافة و الأحزاب السياسية في العالم و كل من يحمل هما إنسانيا
و إلى كل فاعل في الحياة العامة و الحياة الإسلامية و العربية و الهيئات القومية و الشخصيات و مراكز البحث و الدراسات و الجامعات و المكتبات الكبرى و المعاهد ....
قد يأخذ منا هذا العمل وقتا لكن إن توفرت النوايا الحسنة و الارادة و تخلص الإنسان في هذا الزمن العصيب من يأسه و فردانيته و تحرره سننتهي الى نتيجة حتمية مع الزمن تخدم أوطانا و الإنسانية جمعاء ...
أما إذا انطلقنا من حالة اليأس و الفردانية و تبريرها و التقزيم و التتفيه و غيرها من الأعطاب العقلية و و المركبات النفسية و الإجتماعية فلن نتمكن من العبور بأمتنا و الأجيال المقبلة و بالإنسانية إلى بر الأمان ...
مقترح و محرر الورقة
حمزة بلحاج صالح
مفكر جزائري باحث و ناشط حقوقي
خبير في التربية
الجمهورية الجزائرية
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فهم القران ..بداية البداية (2)
-
فهم القران ..بداية البداية (1)
-
كيف نصوم رمضان
-
إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
-
العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا
...
-
بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....
-
في مقولة - التشكيل البشري للإسلام عند محمد أركون ..(1)
-
في الحيدري و أركون و اختراقات العلمانيين للفضاء الإسلامي الس
...
-
- أركون - في مراة - موران- .. (1)
-
ماضيهم و ماضينا / الدرس اللساني الحديث و اللغة و درسها البلا
...
-
في الماهية و الوجود : الوجودية المؤمنة و الوجودية الملحدة
-
في بعض مكر الإستشراق
-
العالم العربي و الإسلامي و شروط الإقلاع الضائعة / اضطراب في
...
-
التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة
-
ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلام
...
-
ما معنى - الإسلاميات التطبيقية - عند محمد أركون..
-
في أصل سكان جزيرة العرب رؤية أحمد أمين النقدية في - فجر الإس
...
-
في وجوه الخلاف الثلاثة بين القحطانيين و العدنانيين حسب أحمد
...
-
وكلاء الأوليغارشية الدولية في العالم العربي و الإسلامي / في
...
-
المدرسة الجزائرية بين خطابين و سلطة توظف ..تشد و ترخي الحبال
...
المزيد.....
-
“ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy
...
-
أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات
...
-
لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا
...
-
“سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و
...
-
الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
-
الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور
...
-
سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
-
مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ
...
-
اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
-
الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|