حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 12:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنا لا أعتبر أركون صاحب مشروع أنجز كما فعل الجزائري فارح مسرحي الذي منح جائزة محمد أركون و اعتبر منجز محمد أركون مشروعا و تناول أسسه و مرتكزاته فلو اعتبره خطابا لكان أسلم أو معالم لورقة طريق أو دعوة...
محمد أركون في دعوته إلى إخضاع الأديان و الاسلام إلى قراءة فللولوجية نقدية و أنثربولوجية بعنوان الإسلاميات التطبيقية لتجنب المقولة الإستشراقية الكلاسيكية لا يتقاطع و فهمي...
انا أنطلق من أن الوحي مطلق سماوي من عند الله و أركون ينطلق من أن النص الديني بشري التكوين و ليس إلهي من عند الله ...
أساس منجز محمد أركون و دعواته تنطلق من معطى هام هو إعتبار النص الديني نصا بشريا و رغم مراوغاته فقد أبان على ذلك جيدا في كتابه ( حوار أجراه معه رشيد بن الزين) و الذي نشر في كتاب موسوم " التكوين البشري للإسلام" La construction humaine de l Islam...
أنا شخصيا لا أمانع أن يخضع الدين للدراسة من حيث سياقات ظهوره و ميلاده كوحي بين الناس و ظهور الرسل و الأنبياء و أن تدرس كل السياقات التاريخية و تخضع للنقد و الدراسة الفللولوجية و هي دراسة انثربولوجية بامتياز و غير الفللولوجية لكن وفق شروط وعي غير مستلبة كما حصل للإستشراق القديم و الحديث..
و لا أمانع من أن ينطلق من شاء في عملية حفر بشري معرفي و انثربولوجي حول نشأة الدين و التساؤل عن بشريته و كونه وحيا فهذا من الحريات المكفولة للباحث لكن أركون الذي يدعو الناس للبحث الحيادي الموضوعي العلمي ينطلق من قبلي محسوم فيه ليبحث عن تبريره و لقد قرر مسبقا قبل نتائج البحث نتيجة التكوين البشري للإسلام ...
ألا يمانع أركون أن ينطلق المسلم المؤمن من قبلي هو أن الدين وحيا إلهيا وليس فعلا بشريا و يمارس بالموازاة نقده الأنثربولوجي و الفللولوجي أم إن أركون سيطلب منه التحرر من سياجه الدوغمائي المغلق المنافي للعلم و البحث العلمي...
أي السؤالين أجدى للأمة الإسلامية و شعوبها حتى تقوم من كبوتها و تنهض /
الأول / هل الدين بشري يمكننا التخلص منه أو هو وحي من السماء ...
الثاني / كيف نحرر فهم الدين مما يستمر في انتاج كبواتنا و كيف نحرر التراث الذي يلهمنا من مساحاته المظلمة...
النخبة المتمسكة بالسؤال الأول ترى في الدين نفسه عائقا و النخبة الثانية ترى في فهمه الفاسد عائقا ...
السؤال الثاني الذي يهتم بأصل كبوتنا في الفهم الفاسد هو الأهم بالنسبة لي و لفائدة الأمة الإسلامية ...
و لا بأس بالأول أن تشتغل به النخب الإسلامية الأكاديمة لإثبات و تعزيز مسألة الإيمان و محاورة اللادينيين و الملحدين و هو عمل لا يسبق الثاني ...( يتبع )
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟