حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 04:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقدم " موران" واحدا من كتب محمد أركون فيعرض أسس الفكر الأركوني باختصار و دقة علمية ...
و هو ما لا نجده و لو على سبيل الإشارة طبعا و بنفس الدقة و التركيز و الإهتمام المعرفي و التحديد عند من تناولوا محمد أركون من الجزائريين ما بين دكاترة و أساتذة و طلاب باحثين جامعيين ...
و منهم فارح مسرحي من جامعة باتنة و.بعض من كتب ممن يلقب نفسه بالمتخصص في قراءة أركون و فهمه و هو المدعو " مهنانة " من جامعة قسنطينة و أيضا " مصطفى كيحل " من جامعة عنابة و الطالبة الدكتورة " الطاوس اغضابنة" من جامعة قسنطينة في أطروحتها الموسومة " الخطاب الديني عند محمد أركون من خلال مشروعه الفكري" ....
تلاحظ و أنت تتابع و تطالع و تفحص كتابات هؤولاء أن من السمات البارزة و الغالبة و المشتركة على نصوصهم هي ...
أولا / العجلة و التسرع ...
ثانيا / التصاغر و حالة الإنبهار و الإعجاب التي تغلب على التمثل العقلي و الإستيعاب و التجاوز
و ثالثا و أخيرا / الإتفاق على أنهم أمام " مشروع" فكري أو فلسفي أو معرفي متكامل و ليس دعوة إلى التفكير ...
و قد فعل حسنا فارح مسرحي لما أشار الى ذلك في حصة تلفزيونية لما استضافه محمد كاديك منشط الحصة حول كتابه "المشروع الفكري لمحمد أركون " حيث المح الى التشتت و التناثر...
"أركون" حسب "موران" /
يعتبر " موران" أركون مكافحا على جبهتين :
الأولى /
جبهة نقد العقل الإسلامي
الثانية /
جبهة نقد العقل الغربي
يتناول العقل الإسلامي المغلق بعقلانية منفتحة عبر نقد إيبيستمولوجي يقوم و يفترض معرفة الأسس الإيبيستيمية التي تبني و تكون الخطاب و الإعقائد و الأدلوجات كضرورة لا تستغني عنها اي حقيقة دينية أو علمية ...
مع نقد تاريخي يضع الرسول و النبي و حديثه ضمن تاريخ حقيقي ملموس مع نقد سيميائي وظف فيه محمد أركون " نموذج غريماس " ما يجعل العلاقة حية و متجلية و حاضرة بين الله و الرسول...
و أخيرا يعتبر محمد أركون أصالة الإسلام في كونية أنثربولوجيا الأديان.....
يمكننا أن نلاحظ في العقلانية النقدية تناوب و تلاقي الفعالية و الجدوى و التعقيد في فكر محمد أركون الذي لا يتوقف أبدا عند النقد التاريخي ( الذي يعتبر عند البعض كافيا) لكنه يستخدم كل العقلانيات العلمية و الفلسفية في نقد العقل الساكن أين تحنط و تجمد الإسلام...
هذا الفحص يقول " موران" ليس فقط نقدي بل يطرح التساؤلات الكبرى حول تنامي و قومة المتعالي و المطلق ( التعالي) في حضورية حول التحرر و الإنسلاخ من الزمن التاريخي للكلام المنزل... (يتبع)
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟