أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال














المزيد.....

السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 422 - 2003 / 3 / 12 - 04:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 تقترب عقارب الساعة من موعد انطلاق أولى الموجات من صواريخ كروز, لكي تتبعها موجات أخرى أشد ,  لتدك وحسب تصريحات المسؤولين العسكريين الأمريكيين, مواقع وأهداف عسكرية عراقية, من أجل شل قدرتها على الصمود والمقاومة, ولكي يسهل بعد ذلك اندفاع القوات البرية للتقدم نحو بغداد واحتلالها,  وطوي الصفحة الأخيرة القاتمة من نظام البعث,  الذي أذاق شعب العراق الذل والعذاب والهوان, وفرط باستقلال الوطن,  وبدد ثرواته الوطنية عن طريق شراء وتطوير الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا واستخدامها في حربه ضد شعبنا في كردستان العراق أو ضد الجارة إيران,  وكذلك من خلال مغامراته العسكرية الفاشلة, كما حول عراقنا الجميل إلى سجن كبير ينوء تحت ثقل قوانين جائرة تحمل بين سطورها الموت والهلاك , ومنذ وصول هذا النظام إلى السلطة في شباط عام 1963 بمعونة وإسناد من الأمريكان وبعض الدول العربية(الشقيقة)  ولحد اليوم.. 

لقد أوصل صدام ونظامه جراء سياسات القمع والإرهاب, والحروب المستمرة, إضافة إلى سياسة (طحن العظام) التي انتهجتها الولايات المتحدة منذ حرب الخليج عام 1990 ضد شعبنا العراقي , والتي أدت إلى إفقاره وإذلاله وإركاعه , لكي يسهل في النهاية تدجينه والقبول بحكم الشيطان , إن كان هذا الشيطان سيخلصه من نظام صدام الجائر, ويوفر له الطعام والدواء (حسب قول الرئيس بوش),  وبأي ثمن حتى ولو كان ثمنه تدمير العراق واحتلاله ونصب حاكم عسكري أجنبي عليه!!

فهناك العديد من قوى المعارضة العراقية وهي تتبنى المشروع الأمريكي , رغم معارضة خجولة لبعض رموزها لما تخطط له الإدارة الأمريكية وما يتسرب عن بعض مسئوليها , وخاصة فيما يتعلق بتنصيب حاكم عسكري أمريكي على العراق, لم تستطع هذه المعارضة عمليا طرح بديلها والضغط على الإدارة الأمريكية لتبنيه , والسبب يعود إلى أن هذه الإدارة قد همشت هذه المعارضة منذ البداية, ورسمت لها دورا شكليا لا يتعدى دورها كتابع ومنفذ للتعليمات التي تصلها من قبل رؤسائها, هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإن الإدارة الأمريكية لا تريد شركاء في عملية (تحرير) العراق , لذلك فإنها قد حذرت الأحزاب المعارضة والتي لها ميليشيات مسلحة(الأكراد والمجلس) بعدم التدخل في سير العمليات العسكرية الأمريكية , وتحذير السكان أيضا بعدم الخروج من منازلهم عند بدء العمليات العسكرية , بحجة أن النظام العراقي سيستخدم الأسلحة الكيماوية ضدها , حسبما جاء في عدد من المنشورات التي تم إلقاءها من قبل طائرات التحالف في جنوب العراق!! أما السبب الحقيقي فهو تخوف القادة العسكريون وسياسيو الولايات المتحدة من انتفاض الشعب العراقي وأخذ زمام المبادرة بيده وفرض واقع جديد يصعب عليهم التحكم بنتائجه!!

قد لا نستطيع , وفي هذه الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا, والمواقف المتقلبة للدول العربية وعموم المنطقة, أن نتوقع من شريحة واسعة من الشعب العراقي في داخل العراق,  طرح حلول منطقية للخروج من المأزق الذي أدخلها إليه حاكمها المتهور...  إذ كيف يتمنى شعب عريق وعنيد كشعب وادي الرافدين الذي طرد الإنكليز من العراق وطرز هامة وادي الرافدين بالغار, حينما قدم مئات الألوف من الشهداء على مذبح الحرية وحقق أمل العراقيين بالاستقلال من عبودية المستعمر في 14 تموز 1985 .. كيف يتمنى أن يدمر بلده ويعيش تحت احتلال عسكري أمريكي , ومن أجل فقط تخليصه من صدام وزمرته؟!

 يصعب وصف ما يعاني منه شعبنا للعالم , ولهذا سيكون من الصعب جدا على العالم قبول هذا الحل المؤلم والغير المنطقي يصدر من معارضتنا ومن أعداد لا يستهان بها من جماهير شعبنا, وسيكون من المستحيل أن تنال هذه المعارضة احترام وتقدير شعوب العالم إن هي شجعت وروجت ودخلت في لعبة احتلال بلدها العراق!!! فسيد لعبة (تحرير) العراق له قوانينه وشروطه, إلى جانب جيش جرار مدجج بأحدث الأسلحة ,كما سيكون سلاح محاربة (الإرهاب) مسلطا على من تسول له نفسه من العراقيين (الأحرار) مطالبة (السيد) بالرحيل !!

إن الأيام القليلة القادمة , ستكشف زيف ادعاءات الإدارة الأمريكية بإحلال الديمقراطية في العراق , , كما ستكشف لأبناء شعبنا أن التخلص من صدام وزمرته بأيدي أجنبية سيكون مكلفا جدا, فالحرب إن اندلعت , فإن طرفي النزاع بوش وصدام سيخلعا قفازيهما,  كما يقولون,  وسيتحمل عندئذ شعبنا فقط شرور هذه الحرب ونتائجها المأساوية المدمرة, من قتل وتدمير وتخريب للحياة والبيئة , إلى جانب احتلال العراق لسنين طويلة!!  وستكشف هذه الأيام أيضا سلامة ومنطقية مواقف عدد من الأحزاب الوطنية العراقية وبدائلها المطروحة لإيجاد حل سلمي للقضية العراقية,  والتي تعتمد بالأساس على وحدة كافة قوى المعارضة العراقية وعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة وبحضور فاعل من المعارضة العراقية لمناقشة القضية العراقية وإيجاد حلول لها وتبني قرار دولي لإجبار النظام, بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية تحت إشرافها كما حدث في بلدان أخرى تحت طائلة الحل العسكري الذي يستخدم  اليوم من اجل إجبار النظام الكشف عن أسلحته المحرمة دوليا..وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 688 الذي ينتصر لحقوق شعبنا وإرسال مراقبين دوليين لمراقبة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان , وتقديم صدام وزمرته لمحكمة دولية لما اقترفت أيديهم من جرائم ضد شعبنا وجيراننا والعالم.. وبذلك فقط يستطيع شعبنا تحقيق أمانيه في حياة حرة وديمقراطية,  وأن يكون سيد نفسه وليس عبدا لحكامه أو للغازي الأجنبي !!



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب
- حركات السلام: بين طبول الحرب والمطالب العادلة للشعب العراقي! ...
- لكي لا يقع شعبنا العراقي في شرك الأكاذيب مرة أخرى !!
- اليسار العراقي ..ضرورة وصمام أمان للديمقراطية وحقوق الإنسان
- وداوني بالتي كانت هي الداء !
- ضباب لندن يطبق على نتائج مؤتمر المعارضة العراقية!!
- باقة حب إلى الحوار المتمدن
- مسرحية فاشلة من مشهد واحد
- حلم من ذاكرة التأريخ !!
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال