أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - حلم من ذاكرة التأريخ !!














المزيد.....

حلم من ذاكرة التأريخ !!


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 324 - 2002 / 12 / 1 - 04:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



اندفع عقرب الساعة متخطيا حاجز الواحدة فجرا ..وعيني ما زالت مسمرة على شاشة الكومبيوتر تتابع الأخبار وتنتقل من موقع إلى آخر , تتلقف الخبر والحدث, لعلها تجد بين ثناياهما حزمة نور تشق عتمة الأحداث التي تعصف بالعراق وشعبه .. وفجأة سمعت صوت زوجتي تحذرني من مغبة السهر طويلا .. فهناك عمل شاق ينتظرني صباحا , وبالطبع أصغيت لتحذيرها!! وحالما إستراح رأسي على وسادتي , غلبني النعاس .. وحلمت..

  
بغداد.. مدينتي الجميلة بأزقتها الضيقة, وشوارعها, ودجلتها, ونؤاسها, وناسها, وباراتها ..فتحت ذراعيها تستقبلني ومعي الملايين الذين عادوا معي من المنفى... انا الذي غادرها مرغما قبل أكثر من عقدين !! ظننتها لا تعرفني , أو لا أعرفها .. نعم لقد هرمنا كلانا .. وبانت التجاعيد على وجوهنا .. وكدنا نبكي من الفرح ..أو الغضب ..أو من الزمن العاثر الذي فرقنا.. أخذتني بيدها تدلني إلى بيوت الأحبة الذين فارقتهم .. وإلى المقابر التي تحفظ رفات الآخرين .. وهم كثر ..بعدها إنتقلنا من الرصافة إلى الكرخ , وركبنا باص المصلحة ذو الطابقين , وشاهدت الكثير الكثير.. أو هكذا ترأى لي .. إلتفتت أخيرا إلي وقالت: كيف تجدني بعد هذا الفراق؟ إنك ما زلت جميلة ولم اجد اجمل منك رغم تجاعيدك البارزة !! ألا يقال بأنك سترجعين شابة واجمل من السابق عندما تلتقين بأبنائك الذين فارقوك ؟

نعم هذا صحيح ..ولكن يجب أن أكون حرة وكل أبنائي أحرارا.. هل تستطيع العيش دون حرية؟ اليس هذا كان سبب غيابك طيلة هذه السنين ؟

أنظري لا أجد صور الطاغية هنا كما في السابق.. لقد غسل شعبك بالمسك جميع الجدران والساحات ولم يعد هنلك أثر منه , او من حاشيته!! إبتسمي قليلا ..ما ذا دهاك ..ألا يكفيك هذا؟؟ ألست حرة الآن؟؟

إنك ما زلت لا تفهم يا ولدي.. أنظر حولك جيدا.. تمعن في وجوه إخوتك ..واستمع إلى آهاتهم .. وانظر مليا في الشوارع والساحات ..فماذا تجد ؟

لا أجد غير دبابات أصدقائنا الأمريكان ..قولي الحق يا بغدادي..أليست أجمل من دبابات هذا الملعون صدام؟؟ لقد صرفوا مئات البلايين من الدولارات, وفرطوا بسلامة ابنائهم من أجل تخليصك من صدام..ولا تريدين لهم ان يتنعموا قليلا, أو ان نقدم لهم على الأقل آداب الضيافة؟! إنك حقا جاحدة يا بغداد!! ألم يخذلك أبناؤك جميعا وتركوكي تحت رحمة هذا المجرم وزبانيته طيلة هذه السنين العجاف,  ولم يستطع أحد منهم تخليصك من براثنه؟ تكلمي ..أنطقي..

ظننتك يا ولدي , وبعد ان عشت طويلا في بلاد الحرية أن تأتي إلي وأنت محمل بأفكار ترسخ مبادئ الحرية عندنا ..لا أن تتعلم الحرية منها وتطبق العبودية عندنا!! ثم من قال لك قد خذلني أبنائي؟ كنت منزعجة من تصرفات بعضهم ولكني أحبهم كلهم وقدموا الكثير من أجلي .. ولكن راجع التأريخ وافهم من ساهم إلى جانب صدام وزمرته في بقائي مكبلة , ومن هم الذين ساعدوه على التسلط والتجبر وارتكاب الجرائم بحق أخوتك واخواتك العراقيين؟؟ لا تنسى التأريخ يا بني وتعلم منه.. لا تنسى التأريخ يا بني!!

ورن جرس المنبه الملعون وافقت من حلمي الذي لم يكتمل بعد.. 
         



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- بايدن يعلق على تصريح ترامب بشأن رفض التعهد بقبول نتائج الانت ...
- الاستخبارات الأمريكية تحذر من خطط إيران بشأن حرب غزة
- أمريكا: ننتظر رد -حماس- على مقترح وقف إطلاق النار.. والحركة: ...
- الجيش الأمريكي يكشف ملابسات قتل مدنيا في غارة على سوريا -عن ...
- مربو الحشرات يلجأون للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في خفض التكال ...
- فيديوهات مضللة ترافق احتجاجات الجامعات الأميركية
- تايوان: رصدنا 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - حلم من ذاكرة التأريخ !!