أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - وداوني بالتي كانت هي الداء !














المزيد.....

وداوني بالتي كانت هي الداء !


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 351 - 2002 / 12 / 28 - 14:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أغلقت الأبواب ..واسدلت الستائر .. وتدثر المشاركون في مؤتمر المعارضة الستة بالأغطية الحريرية والفراء .. وها هم يحلمون , ومن حقهم أن يحلموا , بعد أن انفض مؤتمرهم, وخرج بقرارات وأفكار ومقترحات مشبعة بعبارات وشعارات لا يمكن لأحد إلا أن يبارك الجهود التي بلورتها !!. ولم يبق غير تنفيذ ما جاء في هذا المؤتمر !! ومن أجل ذلك شكلت لجنة متابعة تضم في صفوفها أطياف المجتمع العراقي     ( الكردي البهديناني والسوراني, والعربي بشقيه السني والشيعي , والتركماني والآشوري , وكذلك الهاربون من خدمة النظام, وأخيرا المغتربون العراقيون والذين حضروا من جميع أصقاع الدنيا ) ..وأما نحن المثقفون والمستقلون وأطراف المعارضة والقوى والشخصيات التي يطلق عليها (الوطنية) بسبب مواقفها المعارضة للنظام الدكتاتوري والمشاريع الأجنبية معا, فلم يكن هناك من يمثلها في هذا المؤتمر , إذ إنها لعبة الديمقراطية الجديدة, والتي لا تختلف كثيرا عن لعبة الدكتاتوريات التي ورثناها منذ زمن بعيد , منذ احتكم العراقيون وهم تحت حراب الإنكليز وانتخبوا الملك فيصل الأول (ديمقراطيا) , ومن خلال لويا جيركا بريطانية الصنع!! وما علينا إذن سوى أن نزغرد وننثر الهيل والورود أمام جحافل العسكر الأمريكي التي ستنقل المؤتمرين بالدبابات إلى  بغداد وهم في  طريقهم إلى القصر الجمهوري ..أو لربما إلى القصر الملكي.. فكلاهما سواء !! لقد قرروا ذلك وكفى, أو هكذا يحلمون!!

لقد تم توزيع المقاعد والأدوار في هذا المؤتمر ليس حسب حجم ودور ونضال تلك الأحزاب والشخصيات في مقارعة الدكتاتورية, إذا استثنينا الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى, وإنما حسب التقسيم الطائفي والأتني, وبهذا أراد المؤتمرون, أو القيمين على المؤتمر تكريس الطائفية في بلادنا,رغم ادعائهم العكس, والذي حاول النظام العنصري في العراق العزف على أوتارها منذ وصوله للسلطة .. فهل من المنطقي أن تقترف معارضتنا الخطأ القاتل نفسه, وهي التي تدعي بناء عراق ديمقراطي تعددي , يحترم حقوق الإنسان؟؟ أليس واحدة من الأسباب التي أدت إلى إجهاض إنتفاضة آذار الباسلة, هو إلباسها لباس الطائفية مما دفع الأشقاء قبل الحلفاء الحاليين لاستلال سيوفهم وتوحيدها مع سيوف صدام , ونحر مئات الألوف من المنتفضين البواسل؟ فماذا تغير الآن ؟ هل أصبحت الطائفية المقيتة هي البلسم الشافي لامراض العراق السياسية والإقتصادية والإجتماعية؟؟ أم أن معارضة آخر زمان تناضل وفق المثل القائل ( وداوني بالتي كانت هي الداء !!)

إن بقاء العقل العراقي (المعارض) أسير رغبات وأوامر  تأتيه من ممثلي الإدارة الأمريكية لن يستطع أن يقود البلاد وشعبها إلى جنان الحرية والمساواة والديمقراطية والفيدرالية , لسبب بسيط جدا , أن هذا الحلم الجميل يصطدم بواقع أن مصلحة الولايات المتحدة الآنية, ورغم توافقها مع هدف المعارضة العراقية في التخلص من نظام صدام , إلا أن التناقض الواضح بين مصالحها الستراتيجية في العراق والمنطقة,  مع مصالح وطننا وشعبنا الذي يعشق الحرية كباقي شعوب العالم, ويأمل في بناء الوطن الذي هدمه النظام الدكتاتوري بإرهابه وقمعه ومغامراته العسكرية الفاشلة وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد, سيقود بالضرورة إلى هيمنة الولايات المتحدة على مقدرات ومستقبل البلاد , كونها الطرف المنتصر في الحرب , وإنها لم تأت بجيوشها إلى المنطقة للنزهة, أو من أجل سواد عيون المعارضة العراقية!! وهذا ما يأكده السيناتور الأمريكي بايدن في مقالته في صحيفة الواشنطن بوست في22/12/2002 , في مجرى تقييمه للزيارة التي قام بها إلى كردستان العراق قبل أكثر من ثلاثة أسابيع!!

فالسواد الأعظم من أبناء شعبنا , ورغم الصعوبات والظروف الصعبة التي يعيشونها تحت ظل آلة قمع النظام , فإنهم أولا يرفضون أن يكون وطنهم حقل تجارب لأسلحة الولايات المتحدة الفتاكة , فلقد كفاهم ما عانوه من بركاتها عام 91 وما تلاه .. وثانيا يرفضون أن يعيشوا تحت الاحتلال الأجنبي ومستحقاته.. وثالثا لقد أدرك شعبنا بأن مشاكله لن تحل إلا بترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية واحترام تام لحقوق الإنسان , والتي لن تتحقق عبر المشروع الأمريكي, أو المشاريع الطائفية ...

 يا ترى ما ذا يخبئ لنا محررنا الجديد هذه المرة ؟؟؟ ألم يكفه اليورانيوم المنضب الذي استخدمه في حرب (تحرير الكويت) , أو بالأحرى حرب تحطيم العراق, والتي ما زال شعبنا يعاني من آثاره الكارثية لحد هذا اليوم ؟؟  لماذا لا نسمع من معارضتنا الموقرة أي احتجاج على هذه الجريمة والتي من المحتمل تكرارها , أو ارتكاب أسوأ منها من قبل الجنتلمان الأمريكي عند تحرير العراق من (شيطانه) الرجيم صدام ؟؟ فبماذا تبرر صمتها هذا ؟ إذن ما الفرق بين المجرم صدام الذي يهدد بتسليم العراق أرضا يباب , ومعارضة لندن التي تدفع باتجاه تدمير العراق وطنا وشعبا من خلال مشروع حرب (تحرير العراق) المزعوم ؟؟

وإلى أن تستيقظ هذه المعارضة من نومها العميق, وتنفض عن ردائها ما علق به من غبار ثقيل , فسنبقى نطالب ونطرق جميع الأبواب الموصدة من اجل أن نجنب شعبنا ووطننا الدمار والمآسي والويلات , ولربما ستجفل معارضتنا من شدة الطرق, وتراجع مواقفها, وتوحد جهودها مع جهود جميع المخلصين من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية التي لها باع طويل في النضال والتضحية ضد همجية النظام الدكتاتوري ووضع نهاية له,  وبناء النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي الموحد .. فهل يا ترى سيطول الانتظار؟   
 




#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضباب لندن يطبق على نتائج مؤتمر المعارضة العراقية!!
- باقة حب إلى الحوار المتمدن
- مسرحية فاشلة من مشهد واحد
- حلم من ذاكرة التأريخ !!
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - وداوني بالتي كانت هي الداء !