أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أزهار ذابلة على شبابيك منفى














المزيد.....

أزهار ذابلة على شبابيك منفى


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


كتبت هذه الخاطرة أمام شباك امرأة دانماركية ، في 9 آذار 2006 .... دور العجزة... قريبا من مدفن سورين كيركجارد كوبنهاغن .
مرحبا سيدتي
أنا المستأجر المارق الجديد
- من العراق ...
جارك : الطائر المذعور
الذي حط على الغصن بقربك
وسرعان ما يغادر
ها أنا أراك ياسيدتي
من كوة رمداء في مبنى الخراب
تسقين اصص الورد
في غرفتك
قرب شباكك المتاخم
انحناءتك مثل أيامي
وصمتك مثل ظلي
وشعرك الحائل مثل قصاصتي الترباء .
لقد انتهى الطواف اللآهث
وألقوا بنا هنا
دفعة واحدة
مثل كيس ثقيل .... القوا بنا وتبددوا .
الليالي دهاليز
والكون سكون متصل
ياسيدتي ذات الشعر الأبيض الفاقع
ها أنا أرنو اليك
بعين أسيفة
وقلب كسير
قامتي مثل قامتك
حنو ٌ على رضيع من وهم
ومهد من خيال
ياسيدتي ها أنت صنوي
في جدث ٍ مؤقت
نسقي السوسن كل صباح
نتطلع الى الأشجار الذابلة
الى ثلوج على أرصفة
الى سماء داكنة غائمة كلحاء
الى أمسنا الكليم المتهاوي
الى أوسمة في الوحل
الى رتبة صدئة
الى ابناء غادروا
الى محطات عمر هي خطفات ضوء
هي اطياف من بشر ذاو ٍ
هي قطارات في هاوية
هو ماض ٍ جثا وهو يجهش
في اليقظة والأحلام
فالكوابيس بيوت
والنهارات سلالم تنتهي للحضيض
باهت لون الستائر
حنظل طعم الحياة
البهاق في الوجه
ودمامل الورم في الأصابع
والعروق في الأقدام المتجحظة
بالأحمر والأزرق
والسل منديل اسود تحت الوسادة
وآهات هو المدى
وبحر من الأوراق هي الشكاوى
من يصغي لنا بعد طلاق الروح
وبعد فراق البيت الوطن الابناء
لكن يمر الوقت
مع الإسطوانات القديمة
والصور والإيقونات
وهدايا ومناديل وآثار قُبل
وجنبدة يابسة في كتاب
ولوحة ما في جدار من ظلام
تطل علينا في الهزيع الأخير من الليل
تلملم الأرقام وعقربي الساعة
واطارها الدائري العتيق
تلوّح لنا بيد من جذام
هيا انتهى المشوار
الخشب ارضة والحديد صدأ
" وكل الذي فوق التراب تراب "
الدهور أيام
والسنوات دقائق
وكل شيء زائل
واسرعهم زوالاً نحن
قريبا سيحل مستأجر عجوز جديد
فالسكنى تتوفر
اذ قلما يمكث المرء طويلا
في مجمع كبار السن هذا
فقابض الأرواح هنا
زائر دؤوب
والمقبرة : الوجه الثاني للمستشفى
ستبقى بعدنا الشبابيك المنخورة
والستائر السوداء وأصص الديدان
والأشجار الهرمة
وأكفان الثلج على الأرصفة
سينثر الضياع عفشنا البالي
وسينقلوننا الى هناك
حيث لاورود ولا شبابيك
ولا فرق سيدتي بيننا بالهباء
فرق وحيد هو
ان مأواك الخالد هنا
حيث ولدت وحيث تموتين
أما أنا فالعراق بعيد ... بعيد
ومن ياترى يقوى على الموت في العراق ؟
ولو ساعة ً واحدة .
لقد صمدنا سيدتي في المنافي حتى الانطفاء
الديكتاتور اراد ذلك
لا أحد يحاكمه على فعلة المنافي
مثلما لا أحد من الرجال الجوف
يرجعنا الى الحياة للعراق .
فالحلم انكسر والخراب مايزال
على يد الموت وحده سنعود
سيعود الحطام للحطامْ
ويأوي الحريق الى بيته في سلامْ .
لابد من عودتنا موتى
ولو موتى
الى العراق .
وهذا حلم أموات .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق القمر والنار
- امرأة في شارع السعدون
- أزاهير آذارية الى امرأة عراقية
- نخبا بدم الأخوة
- صور الارجوان القتيل
- يوميات قصائد من المنفى
- قصيدة أحبك ياكربلاء
- اغنية في ثلاجة
- اغنية حب في رسالة الى الوطن
- تهنئة من محيي الدين بن العربي الى الاخوة المسيحيين
- أكاليل ذكرى في محبة السياب وآخرين
- الفيلسوف ابن سينا يهدي العراقيين وردة !
- رسالة مستعجلة الى لينين
- ثوري على الارهاب ثوري
- رسائل الى ميت 4 - رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشه ...
- رسائل الى ميت 3 - رسائل في السياسة والأدب والحياة- الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 1 - رسائل في السياسة والأدب والحياة
- تجربة حب وسفر وقصائد
- زهرة الى الفقيد الشيوعي أنور طه


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أزهار ذابلة على شبابيك منفى