أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خلدون جاويد - رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهيد الشاعر رياض البكري















المزيد.....

رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهيد الشاعر رياض البكري


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 11:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رياضي الحبيب : اكتب لك من كريفينكا قرية غرب الجزيرة الاولى شيلاند ...ذهبت هيام لتوها الى الطبيب لتترجم لأحدى المريضات . المكان حدائق تحيط بمبنى الطبيب .. اشجار متوسطة الطول ’ واوصال الشجر تداعبها نسمة خفيفة رقيقة رغداء ... بداية اشعة الشمس الصباحية تتسلل الى هذا العالم البارد والمنتظر دفء وعذوبة نيسان وآيار ... يكاد يسمع للصمت دبيب ... وهناك همسات عصافير غاية بالاتساق ... احاول ان اربط ما كتبته لك بالأمس : لأبدأ من آخر جملة : طيلة هذه الأعوام وانا احملك على قلبي ..الخ .. ومع ذلك فقد ران على عينيّ رماد او غبار لم يجعلني اراك ’ بل انشغلت عنك كثيرا ولسنوات طويلة . شفيعي في ذلك عملي السياسي الذي يأخذني من كل شئ . من اخي ستار الذي لم اشاهده منذ 23 عاما ومن عائلتي وحتى مني . ...كتبت عنك قصيدة لكنها لم تعبر عن حزن كاف داخلي ( ارفقها في الهامش رقم 1 ) . كتبت مقالة عنك ونشرتها في جريدة الوفاق في عام 95 لكنها ايضا لم تفِ بالتعبير عن جراح قديمة وشهيد عظيم وفخم مثلك ( ارفق المقالة في هامش رقم 2 )والتي ارتأيت فيها ان اكتب عنك بقوة وصدق ’ صدق كلفني مجافاة الآخرين.ولن يهمني ذلك بل ساتمنى ان يكتب كل انسان ليس بالضرورة ان يكون اديبا او صحفيا او شاعرا ’ ان يكتب عن الحبيب المفقود فذلك ادعى للوفاء ودرس في الواقع وعناق شفيف للمحبة الانسانية . يجب ان نتذكر امواتنا ولو بوردة وأخطاءنا بألف شوكة واخزة ..الساكت عن الحق كما قالوا ملايين المرات شيطان اخرس ... يجب ان يتحلى غير الجبان بالشجاعة والا فما عليه الاّ ان يجانف الكتابة تحت طائلة الخوف ... ان يكتب المرء وهو خائف اوبغية الترزق او المداهنة او التساهل في النظرية والواقع فذلك هو السقوط الأخلاقي والفكري ... انها القردنة والقحبنة في آن . وانا لست صحفيا لأي حزب على الأرض ولن ارتدي الحنديري الآيديولوجي حتى ولو كان ذلك مدعاة لمقاطعتي او ايذائي او حتى قتلي .
يوم غادرنا العراق نحو بلغاريا اخذتنا المنظمة الى مدن عديدة . وزعونا عليها اوبالعكس . كانت حصتنا بليفن وهي مدينة جميلة في غابات الدنيا . كانت هناك بانوراما كبيرة جدا تحكي بطولات الشعب البلغاري ضد الغازي التركي قبل قرن اوآخر . انها تطل على وادي كبير اسمه وادي الموت او الوادي الاحمر . هناك حول البانوراما قد زرعوا الارض بمآت الآلاف من الورود وقالوا لنا انظروا كم جميل هذا البحر من الازهار ... ان كل زهرة ترمز الى شهيد وعددها مطابق لعددالشهداء الذين دافعوا عن وطنهم . آه كم من الدموع ذرفت امام قبر كل شهيد او امام كل زهرة ! ولماذا هكذا موت ودموع في تاريخ الشعوب يارياض ... متى يتعلم الانسان ان يحب ويعشق ويغني ويحيا بسلام . متى نضع الوحشية وراءنا بل نقبرها الى أبد الآبدين . ... لذكراك اغرز وردة واضيئ كلمة وشمعة .ولن اهاب الكشف عن حقيقة الأيدي القذرة التي قتلتك اوالتي لم تطالب بدمك او تحيي ذكراك . ان وجهك عباد شمس ذاكرة العراق .
تعلم يارياض انني مدين لك اكثر من أي شاعر في الدنيا .ولذا احكي لك . اتحدث معك ميتا حيا . فأنت ملاذي في مناجاتي وهواجسي وان كنت تحت التراب ! فاسمح لي بهذا الاستطراد : يوم ان دخل ابو شاكر على الخط ’ وجاء من وراء الأزمان ليضع باقة من حسك على حرير ايامنا ولاوعي صبانا ’ عندما جاء هذا المشاكس المخاوص العينين قال لنا : كفوا ورودا او توقفوا ثرثرة عن الحسن والجمال الرومانسي . هذا تاج المسيح الشوكي ’ انظروا كيف شنقوا رمز المحبة . هذا هو الحسين العظيم واللامتناهي نبلا وبطولة .هذا فهد يوسف سلمان الجبار الذي شنقه الحكم العميل في عام 1947. ولا يزال يشنقه عديمو الضمير كل صباح . هذا ماركس الذي جاع وماتت له اربع بنات ولم يتنازل عن مبادئه . زوجته اخت وزير في الحكومة الالمانية بينما هي وزوجها يرفضان ان يمدا يديهما له من اجل ماركات قليلة لدفن طفلة ميتة على السرير منذ امس . انظرا يامن تتطلعان الى النسوة فحسب . انظرا تاريخ الجراح العالمي لتجدا ان شهداءه وابطاله اجمل رومانس مائج بسندس ونسرين . على كل ارصفة بغداد حيث يصطحبنا من الداوودي الى باب المعظم والرشيدوشارع السعدون وبغداد الجديدة لايكل عن الأحاديث والشرح والهمس المتواصل باسماء دول واحزاب واحداث وتواريخ ولعشرات بل ولمئات المرات كان امله وسؤله وديدنه ان يصنع من الفحم ماسا . وحقا فأن تلاميذه كثر ولكن لا يعرف بعضهم البعض . لا اريد ان اذكر اسمه المجلجل لأنه لا يزال يعيش في احدى القرى العراقية اسكافيا محاطا بعشرات الاحذية المتربة والقذرة وبالأرفف المتسخة الصفراء وامامه كل صباح سندان وفي فمه مسمار ( كما هو شأن الأسكافي اذ يضرب مسمارا في كعب حذاء ويتناول الآخر من بين اسنانه ) هناك يعمل في ورشة الخسران صاحب اعظم ذهن جدلي ديالكتيكي ! يتحدى الكثيرمن اساتذة الجامعات من ذوي الياقات المنشاة والليونة الانثوية المارقين في الازمان ’ المدجنين المساومين المتعاونين المتسخين حقا . حقا لقد سلخك يارياض من صداقتنا ورحت معه قبلي كما راح هاملت وراء شبح لكي يقول له الحقيقة ويومها انفرطت صداقتنا رويدا رويدا . فبدلا من ان ندور في الشوارع والمقاهي والأرياف والضواحي نحفظ الشعر ونقرأه لبعضنا البعض ’ اخذت تمضي مع ( ابو شاكر ) الى الخلايا الحزبية . بدلا من قراءات حول جرير والفرزدق وديك الجن ’ كنت تقرأ المناشير بدلا من التطلع الى نوافذ المراهقات .
كنت احب هذا التجشم الشاهق فيك وظللت انت وابو شاكر مثار الحسد عندي او الأعجاب .. ضممتما صديقنا الثالث اليكما ( ل ن ) بعدما كان الأخير ظلا لي في ملعب صبانا وحداثة سننا واذا بي ابقى وحيدا . اخذ هو الآخر يعشق العمل النضالي والتحريض والدفع الثوري . ويقرأ شعر مظفر النواب بل يستنسخه ويحفظ الكثير منه وعلى المؤرخ النبيل ان يفسر لماذا اعظم الشعراء العراقيين متأثرين بالفكر الشيوعي . ان قصائد ( مظفر ) تميمة تحت كل وسادة في عراقنا العاشق وهي مصباح على عتبة كل دار . لم يكتفِ هؤلاء المغرمون بالوطن والشعر وحب الفقراء الأّ وان يشتركوا بكتابة شعارات عمالية بتوقيع الحزب الشيوعي العراقي على الجدران ... كانت المنطقة جميعها مطوقة بحزام وردي من الألوان لشعارات رائعة تدافع عن الحرية وحقوق الطبقة العاملة والفلاحين والطلبة الثوريين . وكنت ( اللعنة ) انا الوحيد الذي لم يشترك بهذا الكرنفال .لكنني كنت ذلك الصديق المنقذ لأكثر العذابات تداعيا : ايصال رسائل على شكل مناديل مطوية . ارقام تلفونات . ايصال او اعطاء مبالغ لمن يحتاجها . وانا صديق وفي ’ وعلى اتصال دائم ومستمر لأكثر الأعضاء خطورة ممن عليهم القاء القبض !.خاصة ذلك الهارب من بيته ووطنه فيما بعد والذي استشهد في العمل المسلح دفاعا عن فلسطين . كنت احيانا مثل الأطرش في الزفة على حد التعبير العراقي .كان ( ل . ن ) يضحك مني عندما ينتبه لحركتي الصداقية بينهم ويقول لي ماهو الفرق بينك وبين المنتمين . المهم انت شيوعي خطر ام شيوعي قذر ؟ ! هكذا كان يمازحني باعتبار الشيوعيين في زمن الجبهة مع السلطة ’ نوعين ! . اما عقيل فكان يسمي النوع الجبهوي : بجماعة ليلى مراد التي توافق باستخذاءٍ على كل مايقال . وكان يغني بهمس ونحن نجلس على المصاطب في احضان الشاطئ المفروش بالسندس على شاطئ دجلة من جهة ابي نؤآس ’ ومستهل اغنيته : الجبهة زعلانة ’وعامر يراضيهه . ويقصد بذلك عامر عبد الله الذي صار وزيرا في السلطة والذي يمثل ’مقارنة بالتراث السياسي الفرنسي’ المهادنة المليرانية .او ان يغني ابياتا نقلت عن للشاعر عريان السيد خلف من قبيل " امّداهه لروحي امّداهه ’ تمشي وره اليمشون ’ كانوا وراهه " .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الى ميت 1 - رسائل في السياسة والأدب والحياة
- تجربة حب وسفر وقصائد
- زهرة الى الفقيد الشيوعي أنور طه
- سحقا للظلا ميّن
- - غصن غريب مطعم بشجرة غريبة -
- الجواهري وأنا .. من يلتحق بنا ؟
- الخارج محطة لجوء ومنهل ابداع
- احتفاليتي بالجواهري الكبير ... نموذج رقم 7
- احتفاليتي بالجواهري الكبير نموذج رقم 6 ..... الجواهري في ودا ...
- الجواهري في ذكراه
- بنو ثعلبة وجون شتاينبك
- آهات عراقية من الدانمارك ...
- رياض البكري أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق .
- اكتشاف قصيدة منقوشة على نصب جواد سليم
- رسائل محبة .... للعراقيين فقط ! ...
- هاملت البراءة .... يمضي الى مثلث الموت
- مقدمات لقصائد ندمت على كتابتها
- البدرُ باق ٍ .. وقرصُ الشمس ِ ينبجس ُ
- الشخائنهيد – لاخائن ولاشهيد
- في ذكرى الشاعر الشهيد رياض البكري


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خلدون جاويد - رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهيد الشاعر رياض البكري