أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - مقدمات لقصائد ندمت على كتابتها















المزيد.....

مقدمات لقصائد ندمت على كتابتها


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


* مقدمة للقصيدة الاولى :
نحن الذين لاتزال تعج رؤوسنا بالسائد من الأفكار القديمة حيث تربيتنا في بيئة تعتمد الاصول والقياسات الحادة وكثرة الممنوعات ، قد جئنا دفعة واحدة الى البلد الاوروبي الحر الديموقراطي . افكارنا التي كانت تعتمد النهج الواحد غدت تقر بمفاهيم الحياة الجديدة وحق وجودها ولكثرة الاحزاب كما نراها في البرلمان الدانماركي .تقر بحق العمل السياسي المتنوع وبوجهات النظر المتناقضة لكنها المتضافرة في صيغة يتفق عليها في قانون او اسلوب. وهكذا غدا الدماغ المنتفخ الاوداج الساخن يتأمل تزمته ويستغرب لقساوته في النظر الى ما سواه ، وبدلا من التكلس الحزبوي بدأ ميكانزم الفكر الجديد يعمل حقا وفعلا باتجاه احترام الحقوق جميعا . بدأ طريق معبّد جديد فسيح يسمح لمرور عربات عديدة ( في الدماغ اياه ) . وبدأ أيضا ينظرالى التنوع مثل سوبر ماركت من حق كل انسان ان يختار ما يناسبه ولايوجد هناك قائد ثوروي يقول هؤلاء اوغاد ونحن اشرف الملأ . لايوجد ديناميت موقوت مسبقا ضد شخص ما او حزب ما . المسألة لاتؤخذ بغلواء التنابز بل بدم بارد وعقل راجح . البوصلة الوحيدة هي السلام واحترام الآخر كتقليد راسخ . هناك دعة تامة وتحابب ونقاش مرن قد يحتدم في الدفاع عن المنطق لكنه يعود الى رفقة وابتسامة وعلاقات مستمرة لا خصام جاهلي فيها ولاخنجر ودرنفيسات تحت الحزام ولا حتى تأبط شرا .لايوجد هنا منبرمسنن ضد منبر ! ولا مفخخة ضد مفخخة . لكن الطبع عندي او عند اضرابي قد غلب التطبع اذ سرعان ما تظهر عنجهياتي القديمة في ان الأمر يجب ان يكون هكذا وليس ( هلْكذا ) ! … فأبدو ناقدا لظاهرة تاريخة قد تكونت من دوني ! وأنا اسأل نفسي من أنت لكي تنتقد ظاهرة الهنا وفق عادة الهناك ! واسلوبك يا أيها الأفندي هو غير اسلوب الناس هنا … هاهم يحتفلون على طريقتهم ، عساهم يطيرون في الهواء ويسيرون على رؤوسهم ماشأني بمناسيب تطورهم واختلاف طقوسهم . الدانيماركيون يحبون سعاداتهم اليومية . كم يستطيع الدانيماركي من توفير فرح يومي لنفسه فان ذلك هو الهدف . النهار مساحته الجميلة ، الطعام الشهي شرط ان يكون متنوعا يوميا ، كؤوس القهوة وابنة الشعير والعنب ، الموسيقى المتجددة ...أي ليس على طرقنا الحشاش- كلثومية بأن نعيد ذات الصوت من المهد الى اللحد . هنا وبالدقائق بل الثواني تنتج الابداعات وتستورد من كل بقعة على الأرض ، هنا النهار سعيد والليل يجب ان يكون أسعد . ومن تجربتي في المدارس الدانماركية كمعلم للغة العربية قد تعرفت على الأسلوب التربوي الذي يعززونه بين الأطفال مؤكدين بأن من الأجمل أن لاتخاصم أحدا لأنك اذا خاصمته ستظل تفكر به ! بل أحبب او احترم الجميع تجد ان مزاجك رائق طيلة الوقت . ان انعكاس هذا موجود في كل احتفال . لم نذهب الى مكان نهارا او ليلا والى أية زاوية الأ وكان السلام هو السائد والنغم الدافئ والكلام العذب والاحترام . في هذا العالم يقتضي أن تتطور لدي ارضية جديدة من الوعي والمزاج الودي فعلى سبيل المثال قد ذهبت مرة الى حديقة من حدائق الزمان الأخضر الرُمّاني ! ، من أحلى ما خلق الرحمن من زهر وألوان وبهاء ذهبي في شعور النسوة وشعاع الشمس في برك زرقاء جميلة وعيون المها الملونة . سحر جعلني اتشبث بالشعر حيث قال شاعر عظيم : الهي ليس لي الأك عونا ….. فكن عوني على هذا الزمان او الجمال ِِ . المهم في حديقة " فوله باكن " كانت كل نجوم السماء والأرض تحتفل ، عشرات الالوف من الناس في كامل أناقاتهم انهم يحتفلون بالأول من آيار . الحدائق الواسعة قد نظمت من قبل المجلس البلدي فهناك فرق عالمية للموسيقى والرقص والتمثيل والغناء ، وهناك عدة اماكن لألعاب الأطفال والكبار وهناك خيام جميلة لبيع المآكل المختلفة وكيوسكات ومصاطب ومساحات للجلوس المهم لايوجد شئ اسمه لايوجد من الترفيه والاعداد الضروري من الامان وتوفير الاسعافات الطبية وكل مايقتضيه واقع الحال ، فالاحتفال يبدأ من الصباح ويمتد حتى اول الليل .
حضرتي – الافندي – لم يرصد الا ظاهرة عابرة لكنها تحدث في هذا اليوم بالذات وهي شرب البيرة وظاهرة التبول بين الشجيرات ، نساءا ام رجالا بالرغم من كثرة التواليتات الجاهزة المعدة لهذا الحشد الهائل . تذكرت ان للشاعر بابلو نيرودا او سواه قصيدة بعنوان المتبولات . واضفت في دخيلتي ان أول آيار في بلدان اخرى يعمّد بالدماء خاصة عندما تمنع الدول المتخلفة عمالها من الاحتفال بهذا اليوم . رحت اتذكر تلك البلدان وانتقد هذا الفرح الجميل في نظري ونظر كل من يراه . فكتبت قصيدة نقدية وكأنني وصي على مايحدث هنا وكأنني ايضا على صواب في رؤياي لوجوب سير الاحتفال وهم جميعاعلى خطأ :

* يوريا الأول من آيار

الجعة باردة
ونساء ٌ يتكأسْنَ
وأصناف الخمر
رجالٌ ونساء
يحتفلون بعيد العمال
بعيد الأول من آيار .
صخبٌ لعبٌ ضحكات ٌ
غزل ٌ
عري ٌ
نارْ
أغصان ٌ تتدلى وتعج ُ ثمارْ
فرح ٌ أنسام ٌ
رايات ٌ حمراءٌ …
ثوّارْ
النسوة ما أعذبهن
مراكب للشقرة والزرقة
والبحر دوارْ
يعبأن الاجساد ببنت شعير ونبيذ
فالحانة محفلهن الثوري
الحانة مطرقة والمنجل بارْ
وهنالك ليس بعيدا
تحت ظلال الثورة
تحت الأشجارْ
يقرفصن جميعا
…. كي يتبولن
وكي تتشبع كل جذور الكينونة
بالماء
وبالخصب
وبالأفكار
وبيوريا الأول من آيار .
********
* حديقة فوله باكن …كوبنهاكن 1/5/2002 .
* لقد كنت اتصور بأن التحول عندي بعد العيش لأكثر من عقد في الدانمارك يجعلني ان اكون بمستوى الاسلوب الدانماركي لكن لا فان الخصال القديمة لايمكن ان تتغير بعقد من الزمان وهذا مايذكرني باستاذي علي الوردي الذي درسني في معهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني ببغداد في 1974 والذي قال : ان العراقي يميل الى تقديم افضل ماعنده ويستهويه ان يبدو كشخصية جيمس ستيوارت لكن سرعان مايمر وقت بسيط ويقوم بممارسة ما اويصرح عن رأي ما حتى تظهر شخصيته الحقيقية أي يظهر ملا علوان ! . وهذا ماحدث معي في القصيدة .

* مقدمة القصيدة الثانية

حزنت لأني فكرت بطريقة مسلحة فرأسي ممتلئ بالهراوات التي نحملها لنهجم عليهم ! وبالسكاكين لنقطع دابرهم ! وبالمدفع الرشاش الذي يسترجع به المجد وببيت الشعر القائل " بالقنا والقضب … شيد مجد العرب ِ " او البيت الشعري الذي كان والدي يقرأه عندما كان طفلا يقف مع تلاميذ المدرسة الابتدائية في بداية الثلاثينات والذي تربى عليه الجيل : " يافرنسا لاتغالي …. لا تقولي الفجر طاب . … سوف تأتيك الليالي .... نورها لمع الحراب ! " او " فتح الأندلس طارق بن زياد " ! . رحت اقع في مطب ممازجة الورد بالأسلحة بينما علي الانحياز الى شاعرية الشعر وجمالياته بعيدا عن مفردات يجب ابعادها من قبيل الدم والقتل والسجن والسلخ وقطع الرأس والدمار واشعال النار والطعن وشرب الدماء بأقحاف الرؤوس الى آخره من سيوف مشهورة ورؤوس مبتورة . ان قصيدة تحتوي على كل هذه التعابير لابد ان تكون مجزرة او مسلخا . عليّ ان انتبه الى آراء الاساتذة بهذا الصدد واتعلم منهم : قرأت مرة لكاتب او رسام يقول " اذا اردت ان تكون ثوريا فليس بالضرورة ان ترسم مدفعا رشاشا بل يمكن ان ترسم تفاحة ولكن على هيأة ما " . ومرة قرأت في كتاب حول الفاشية في العراق يؤكد فيه الكاتب بأن شاعرا صداميا ( عبد الأمير معله ) كان يكتب قصيدة مليئة بالتطاحن والتطاعن والخيول والفرسان وكأنه عنترة ابن شداد وانه يتغزل بالدم وضرورة سفكه فقال هل ياترى هذا شاعر أم دراكيولا ؟ . أيضا ينبهني استاذي الفاضل الفنان طالب غالي الى ضرورة الابتعاد عن كلمات من قبيل السجن والقبر والموت والدم والمشنقة حتى لو جاءت هذه الكلمات في سياق ديباجة محبوكة . من الضروري الاتيان بكلمات السلام والجمال والحياة . من الضروري أن نتغزل أن نحب أن نعشق أن نفرح أن نحتفل .
أنا – الأفندي – رأيت تفتح براعم الربيع ذات يوم ، لماذا اقحمت الربيع في الحرب … لماذا وألف لماذا . انني ندمان لما جرى صياغته ولذلك ساحاول تجاوزه في القادمات من القصائد .

* زحف وكفاح

يا أشجارا تتفتح بالمليارات براعم
ياوردا يتألق كل ربيع
ياغابات
ياأنساما من كل فضاء
ياقطرات ندى
يا أمواجا … يامطرا ياأفراح ْ
ها أنتم بغيتنا بربيع الزمن القادم
وذخيرتنا في درء الظالم
زمن لايعرف غيركم ُ كنها فوّاح
زمنٌ فيه الشمعة زحف
والورد كفاح
وسلاح .

**********
* بساتين هيلاغوذ … الجزيرة الاولى – الدانمارك في ربيع 2002 .
* انه ليقتضي تنزيه الورد من الاسلحة .
الورد لايحارب . الورد يرمز للسلام والفرح والشفاء والاعراس . علينا ان نبعد الورد عن السلاح كما نبعد الدين عن السياسة .

* مقدمة لقصيدة ثالثة

في ندم آخر ظل يلازمني عندما ثرت وكتبت قصيدة ادعو فيها للطلاق من ربقة القيود الفحولية الظالمة . لكن المفروض ان ادعو لا الى الانفصال حلا بل الى الحوار ورأب الصدع والعمل الدؤوب من أجل شدة آصرة المحبة الزوجية رغم اللآلام التي تكتنف حالة اللآحب . فاحيانا اندم واحيانا اخرى ارى ان الطلاق والتحرر من بعض الرجال القساة والجبابرة في البيوت هو الأفضل لانسانية الانسان بعيدا عن الجور والمشاق والسجن اليومي الخ ....

* دعوة الى الطلاق

حقا تختار الحرية
امرأة هدمت الاركان
وداست فوق قداسات الأجداد
واغلال البيت .
وراء الجدران فضاء ازرق
من غير سكاكين في مخدع زوج
وزنازين في هيأة أولاد
ما أبرد هذا العمر …. السجن الأبدي
الأعمال الشاقة حتى الموت
ما أروع كسر الأصفاد
تحطيم الاقفاص الذهبية
ما اشرق ان نفتح كل الابواب
على جنة عاد
حيث الحرية خط طلاق
الحرية ان نقذف انفسنا في النسمة
ان نسبح فوق جهنم اضدادْ
الحرية ان نتعرى في شلال الغمرة
في النغمة ، في ان نتحدى كل مضادْ
للحرية ! .
……………
• مهداة الى امرأة تركت البيت وسارت في اتجاه البحر .
• لقد قال المعري سابقا : هذا جناه أبي علي .... وما جنيت على أحد . وقال نفس الشاعرأيضا: ليت الوليد يموت ساعة وضعه .... ولم يرتضع من امه النفساء ِ .
انا لا أدعو الى الاباحية العدمية بل ادعو الى العائلة وامتداد الاجيال بالمحبة لكن اذا اختارت المرأة حريتها بعيدا عن عبودية الزواج الظالم فذلك انعكاس لشجاعتها ودلالة على وجود مجتمع حر يعزز موقفها بالقوانين .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدرُ باق ٍ .. وقرصُ الشمس ِ ينبجس ُ
- الشخائنهيد – لاخائن ولاشهيد
- في ذكرى الشاعر الشهيد رياض البكري
- ضيف من الحرس التروتسكي القديم
- نشيد الآمال في عيد العمال
- لو كنت امرأة لما تزوجت ابن سينا
- هل ينتفع العراقيون من نيتشه التحرري ؟
- جورية للعراق الأمير
- شمعة ذكرى الى أم عراقية ...
- رسالة ارسطاطاليس الى حضرة الرئيس
- خطوتان على القمة
- واحد وسبعين وردة
- هل يقوى العراق على ( فلسفة التعدد ) ؟
- ماتت سيدة المقام !
- هل لشاعر معمم أن يتغزل ؟ وان يتماشى مع التطور ؟ ويؤمن بالديم ...
- جاك بريفير وقصيدة الشعب
- تذكّر الأشجان في حضرة غانم بابان
- ادعاء دين واداء مُشين
- النظرية السامية والواقعية الدامية
- كونانبايف شاعر التراث الطليعي


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - مقدمات لقصائد ندمت على كتابتها