أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد هالي - سعيد مرغادي: طينة من طبقة الكادحين، سيرة ذاتية أولية















المزيد.....

سعيد مرغادي: طينة من طبقة الكادحين، سيرة ذاتية أولية


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 02:48
المحور: سيرة ذاتية
    


سعيد مرغادي : مناضل من طينة طبقة الكادحين
سيرة ذاتية أولية

توطئة
كثيرا ما يتم تحديد العبقرية، بأنها توجد في الكائنات البشرية المتميزة عن بقية الناس بالإلهام، و قد يكون ذلك متوفرا في المبدعين، و الفنانين ، و الشعراء ، و العلماء ... لما تتوفر في قريحتهم الفكرية من تجدد للأفكار، و دقة الملاحظة، و بقوة التوجيه، و التسيير المحكم، من أجل تحويل قوانين طبيعية إلى قوانين ثقافية، تظهر على شكل موضوعات ، و أشياء مادية ، أو تظهر على شكل ملحوظات، أو توجيهات ، أو تنبيهات تؤثر في المجتمع ، بشكل تجعله قادرة على التأثير على مجرى الاحداث ،السياسية ،و الاقتصادية للبلد، هذه القلة هي التي تسمو ، و تتعالى عن الأغلبية من البشر، هم الذين صنفوا بالعباقرة . و بدون مواربة يمكن تصنيف شخصية سعيد مرغادي ضمن هذا التصنيف الثاني، لما توفر فيه من ميكانيزمات تستحق كل هذا الثناء.
من هنا يجب الاعتراف بأن المجهود الذي بُني على الغيرة للأغلبية المسحوقة ، و التضحية التي تُمارس في هذا المجال ، تجسد ضرورة الاعتراف له بهذا الجميل، الذي جسده على أرض الواقع، المريض بكل أشكال الإنحطاط، و التخلف. لنتحدث إذن عن مثل هؤلاء الأفراد القلائل ، و هم يمارسون قناعاتهم باستحقاق جبار، إن كل هذا المديح ، و كل هذا التأكيد . ينطبق على شخصية سعيد مرغادي، لما يحمل من خصال تستحق ذلك.
سعيد مرغادي : من طينة طبقة الكادحين:
إن البيئة الاقتصادية، و الاجتماعية التي نشأ فيها، لا تجعله إلا أن يكون منحازا للطبقة الاجتماعية المغلوب على أمرها ، إنها طبقة الكادحين ،و المسحوقين اجتماعيا ، و المهمشين بشكل عام، لقد ترعرع سعيد مرغادي في عائلة فقيرة في مدينة صغيرة تسمى تيفلت، أو لنقل ضمن أحيائها المهمشة على كافة المستويات. بل جسد طفولته البريئة بين التحصيل الدراسي، و العمل في الأشغال الهامشية : (الفرن، و بيع الحلويات في محطة ، و شوارع مدينة تيفلت ....)، لهذا لم يسعفه فقره إلا أن ينحاز إلى فئة الرافضين لهذا الواقع المقيت، من خلال انخراطه المبكر في الجمعيات الجادة ، الموجودة في هذه البلدة، معلنا عن وعيه الجنيني، و المبكر بخصائص الاضطهاد الممارس على أغلبية المجتمع، إن هذا الظلم الغاشم سببه السيطرة الطبقية ، و الفكر البورجوازي في ذلك الوقت، و جسد هذا الوعي الجنيني في انخراطه في جمعية "الإشعاع الثقافي" التي كانت دائعة السيط في ذلك الوقت، في نشر، و تجسيد الفكر النقدي، و الجاد، تمثل هذا الموقف في التمثيل، و الإخراج المسرحي المرتجل، لكنه كان فكرا ، رافضا في العمق للتفكير التدجيني، التي كانت تمارسه الطبقة الاجتماعية السائدة في المجتمع أنذاك، عبر وسائلها الإعلامية الضخمة التي تضخ الوعي الزائف.
و بعد حصوله على شهادة الباكالوريا ، انتقل مباشرة إلى جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، و كان من بين المبادرين، المساهمين الأوائل في تأسيس فرع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وبعدها انتقل في السنة الموالية إلى جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة لينخرط مباشرة بشكل أكبر في ذلك التنظيم الطلابي السابق ، و سيكون هذا الاطار الطلابي المدرسة الثانية من أجل صقل مواهبه الجنينية السابقة بشكل أكثر ، نتيجة الممارسة الميدانية التي تحلى بها ضمن فصيل كان مسيطرا آنذاك ، و المتمثل في الطلبة القاعديين ، ليكون هو المتراس الذي سيتعلم منه ما كان مفتقدا في التجارب السابقة.
لم يكن سعيد مرغادي سوى ذلك الإطار المتمرس عن جدارة و استحقاق ليلتحق مرة أخرى بمعهد تيكنولوحي تخصص كهرباء بسلا ، بحيث ساهم نضاليا في تحقيق الكثير من المكتسبات للطلبة في ذلك المعهد ، عبر أشكال نضالية همها الأساسي هو تحسين وضعيتهم المادية، و المعنوية، و ستظل روح الاستمرارية هذه، تلاحقه حينما تبوأ بوابة العمل في قطاع الماء الصالح للشرب، لينخرط في أكبر إطار نقابي ، و المتمثل في الجامعة الوطنية للماء الصالح للشرب ، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، سواء من حيث الأشكال التنظيمية المشكلة في مدينة الجديدة، و خنيفرة، أو في هياكلها الوطنية ليعلن حربا ضروسا على الباطرونا، و ذلك بالدفاع المستميت عن حقوق العمال.
بهذا تبوأ كل المراكز سواء بشكلها العمودي أو الأفقي في التنظيمات المكافحة ، و المرتبطة أساسا بقواعد جماهيرية لا يستهان بها ،أذكر على الخصوص ، و حسب علمي الإطار الطلابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و الذي كانت مرحلة تدريبية مهمة او المدرسة الاولى لا بد من ان يتخرج منها كل مناضل شريف لأخذ الدروس الاولية من، أجل مشوار النضال الاكبر الذي ستصادفه في الاطارات الجماهيرية الأكبر و التي تتضمن شرائح جماهيرية أكبر لغة أخرى و توجيهات أخرى ا
أضخم . و مادام الأمر كذلك كان أول الملتحقين بالاتحاد المغربي للشغل في النقابة الوطنية للماء الصالح للشرب و كان قياديا نقابيا بامتياز مساهما في تطوير الجوانب النظرية لمؤتمراته او في الجوانب التاطيرية و التعبوية لفروع هذا الاطار بالإضافة الى الجمعية المغربية لحقوق الانسان و ساهم في كل المعارك ‘ النضالات الجماهيرية التي نبعت من هذا الهم النضالي التي نبعت من هذا الزخم التصاعدي الذي نبع مع هذه الغيرة ، و ارقاها مشاركته في حركة عشرين فبراير باعتبارها حركة نبعت من روح التغيير الذي حلم به كل مناضل حينما لمس ان جذورها قادمة من مقتل البوعزيزي في تونس و التي جرفت رؤوس أنظمة كانت تمارس القهر الاقتصادي، و الاجتماعي على شعوبها. بهذه الروح ، و بهذا الحماس ، كان سعيد مرغادي من ضمن الحاضرين في هذا العرس قبل أن يتفرق بكوارث سياسية انعكست سلبا على طموحات الكثير من مثال سعيد مرغادي

تحدي السرطان
و في صيف 2015 اصيب سعيد مرغادي بمرض السرطان (سرطان الجهاز المناعي أو الجهاز اللمفاوي) لتنطلق معاناة أخرى من نوع آخر( هذه المرحلة العصيبة من حياته تحتاج الي تحليل معمق سنتوسع فيها فيما بعد) كانت تمر بقساوة شديدة : قساوة الالم، و قساوة الاستنزاف المادي ، نتيجة كلفة العلاج الباهظة ، و رغم ذلك لم يستسلم سعيد مرغادي للمرض ، و لم تظهر عليه بوادر الخوف ، والانهزامية بل كان صلدا، و شهما من أجل الخروج من هذا المأزق، و يمكن القول بأن هذه المرحلة لم توقف اهتماماته النضالية بل زاد من تعميق رؤاه أكثر بالمشاكل التي يتخبط فيها قطاع الماء الصالح للشرب، و بمعاناة شغيلة هذا القطاع ، و التفكير في ايجاد الطرق الناجعة للحد من الهجوم الرأسمالي بشكل عام ، و الدولة ، على مكتسبات الشغيلة عموما، و شغيلة قطاع الماء خصوصا ، و انطلاقا من قناعته العلمية ادرك ان الهجوم شامل ، و خطير يستهدف كل المكتسبات التي حققتها الشغيلة منذ القرن 19 الى حدود الآن ، بهذا الفهم جسد عروضه التاطيرية التي ساهم بها ، و هو في قمة المرض، و لعل آخرها هو العرض من أجل حل المسائل التنظيمية لفروع النقابة ، بحيث تم استجماع جل المكاتب الرحامنة، بنجرير و مراكش في عرض تأطيري، و الوقوف على المشاكل التنظيمية ، و المشاكل التي يعاني منها القطاع ، و مشاكل الشغيلة ، و الحلول الممكنة لمواجهة غطرسة الدولة ، و بدأ يساهم في حل المشاكل التي تعاني منها الشغيلة اساسا انطلاقا من بلورة رؤية ناجعة تسهم في حل الكثير من الامور لمواجهة غطرسة الدولة ، و هجوماتها المتكررة على مكتسبات الشغيلة نتيجة التوجه لبيع القطاعات المنتجة للخواص في هذه المرحلة، زاوج بين المرض و النضال، بين الالم و التفكير في حلول تحافظ على كرامة العامل.

(ملحوظة لابد منها : هذه قراءة أولية لسيرة مناضل عانق الكفاح من موقعه البسيط ، مرحلة تاريخية مهمة لازالت في حاجة الى الكشف عن الكثير من الأغوار في شخصية هذا البطل، لهذا ألتمس من كل أصدقائه ، و رفاقه، وعائلته من أجل تجميع المعطيات بشكل أدق، و تفصيل، لكي ندون سيرة متكاملة من كافة الجوانب مستقبلا...و شكرا لكل من سيفيدنا في هذا المجال، مع كامل التحيات للجميع)



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا و عاصمتها دمشق
- الإقتصادي و الإجتماعي
- الحكاية كلها ثورة..!
- الشعر و الإنسان .. ! من خلال حوار مع المبدعة و الشاعرة سوار ...
- -الكتابة- من خلال حوار مع المبدعة المغربية-سعدية بلكارح-
- الشعر و الانسان!! من خلال حوار مع الشاعرة و المبدعة سوار عبي ...
- اصطياد النجاة
- ذاتية الشعر أم موضوعيته؟ حوار مع الشاعرة المغربية فتيحة فوكا ...
- الإبداع المشترك: سوريا ...!
- عشرون درهم
- الشعر و الانسان من خلال حوار مع الشاعرة و المبدعة سوار عبير ...
- سيدهم ترامب..!
- ذاك الانسان
- قصائد من بياض
- متمنيات
- فلسطيني إلى حد الثناء
- في اللوحة مصائب كثيرة
- قطع دابر اليقين
- الاستفادة من التناقض
- تراتيل لكي لا يختفي النظم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد هالي - سعيد مرغادي: طينة من طبقة الكادحين، سيرة ذاتية أولية