أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الكلبة والعنف الجننسي














المزيد.....

الكلبة والعنف الجننسي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 12:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الكلبة الهائمة، والأطفال الذكور والعنف الجنسي
ناجح شاهين
قرب إحدى المدارس، مجموعة من الأطفال، ربما سبعة أو ثمانية في سن العاشرة أو أكثر قليلاً، تتحلق حول كلبة حامل وتشبعها ركلاً، ومداعبات (جنسية) بملامسة أثدائها وأعضائها الجنسية، وتعنفها بشدة. أحد الأولاد الذي بدا أنه "زعيم" المجموعة كان يحدثهم أنه يعرفها: "الصايعة" "بتروح كل كم شهر (بعملوا فيها: آسف لأني لا أستطيع بالطبع كتابة الكلمات الجنسية العنيفة المستخدمة) وبتيجي حامل."
لم يصدمني المنظر أبداً، فلم نكن في "عصور" طفولتي أفضل حالاً منهم. كنا نحن أيضاً نريد أن نلوم أمهاتنا تقريباً لأنهن قمن بفعل فاضح ومشين من أجل أن يأتين بنا إلى هذا العالم. وكنا نود أن نتخيل أن ذلك الفعل لم يحدث ربما إلا في سياق إنجابنا، وأنه لم يتكرر أبداً، وإذا تكرر فلا بد أنه قد تم بدون موافقة الأم لأنه فعل يخدش الحياء.
لا تستغربوا من ذلك. إذا كان الأطفال الذكور غاضبين من الكلاب الاناث لأنها تفرط "بشرفها"، فكيف لنا أن نسامح أمهاتنا، ناهيك عن أخواتنا، على فعل القبائح!
السيد أحمد عبد الجواد يقبع في داخل الذكور العرب جميعاً: يذهب إلى كل مكان بحثاً عن متعة الجنس، ولكنه لا يريدها لمحارمه. يردد محتجاً على تزويج، نعم تزويج ابنته: "أنت يا الله تطلب منا أن نعلم بناتنا الشرف، ثم تطلب منا أن ندفع بهن بأيدينا لفعل ذلك الشيء." أو ربما قصد السيد للتعرض لذلك الشيء، لأن لغتنا الجنسية العربية تضع المرأة هنا في موقع المفعول دائماً.
ما تغيرنا على ما يبدو أبداً أبداً، محلك سر. على الرغم من مليون منظمة نسوية ممولة من الاتحاد الأوروبي وكندا فند واليو اس ايد. ما تغيرنا على الرغم من مؤتمرات لا عد لها عقدت في فنادق الوطن الصغير من غزة إلى بيت لحم إلى رام الله إلى نابلس وجنين.
أو ربما ما تغيرنا بسبب هذه المؤتمرات كلها، يعني قد تكون هذه جزءاً من المرض وليس العلاج بطفوها كالزبد على هامش حياة المجتمع مع نخب اللغة الإنجليزية وفنادقها الفاخرة وعدم انخراطها على أي نحو في "وحل" الأحياء الشعبية. لذلك تظل انشطتها الموثقة بتقارير إنجليزية فاخرة تقدم للمول خارج السياق الاجتماعي الحقيقي.
في عقلنا الجمعي أوهام تتصل أيضاً بعلاقة المرأة بالجنس، وهي علاقة ضعيفة في ذهن المواطن المعاصر (على العكس من مواطننا في العصر العباسي الذي كان يسجل أن شهوة المرأة بشهوة عدد من الرجال) ولذلك يبدو وكأن "الطبيعي" أن لا تحب المرأة الجنس، أو أنها تضطر إليه مكرهة، وإن حصل عكس ذلك فهو علامة على أنها شاذة، أو شبقة أو منحلة وأشياء من هذا القبيل.
لم ننجز حتى اللحظة ابداً الوعي بالمرأة بوصفها إنساناً مثل الرجل لها ما له من قدرات، وعقل، وشهوات، وأن ما لديها مشروع ومحترم بقدر ما هو مشروع ومحترم في حالة الرجل.
ما زلنا ننتفخ مثل الطاووس في مناسبة زواج ذكورنا، بينما ننكمش ووننطوي في مناسبة زواج بناتنا لأن إحداهن ستتعرض للأفعال المشينة، بينما يقوم الذكر بالأفعال البطولية والفتوحات التي ما زالت تستدعي الاحتفال والزغاريد في عديد المناطق الريفية حيث يبتهج أهل العريس بينما يكون إخوة العروس خصوصاً في وضع كئيب وهم يتخيلون كلام الناس حول الفعل الذي وقع لاختهم.
إلى أن ننجح في دحر هذه البضاعة التركية/العثمانية سيظل سياقنا الثقافي فيما يخص المرأة والجنس مغثاً في تخلفه وتمييزه الجنسي المثير للتقزز والذي يصل حد التنكيل بإناث الحيوانات التي "لا تحافظ على شرفها".



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد والتحقيق الوحشي
- جرائم بشار الأسد في غزة واليمن
- المال والشعر والمبادئ
- سوريا وكوريا بين الصين الصاعدة وامريكا الهابطة
- سوريا ووهم الديمقراطية
- العدوان الاستعماري بين ليبيا وسوريا
- التدريب على الحياد والفيس بوك
- بين الغوطة وفيلادلفيا
- اسرائيل والأسد
- ابن سلمان بين الخيانة ووجهة النظر
- هل علينا مقاطعة اللغات الأجنبية؟
- مع الاعتذار للشهداء
- من هو المثقف، وما هو دوره؟
- مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا
- الفياغرا/نلسون مانديلا وحدود المقاومة السلمية
- الإمارات وتفكيك شيفرة حزب الله
- المجرم المتوحش بشار الأسد!
- ترامب ومحمد يستحثان خطى التاريخ
- هل قدر المثقف أن يخون؟
- المدرسة بين ايديولوجيا التكنولوجيا وواقع القمع والتلفين


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناجح شاهين - الكلبة والعنف الجننسي