أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - المال والشعر والمبادئ














المزيد.....

المال والشعر والمبادئ


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المال والشعر والمبادئ
ناجح شاهين
عندما كنت على مقاعد الدراسة في الجامعة الأردنية حالماً بالمبادئ والقيم، متوهماً أن المال "وسخ ايدين" تعرفت إلى شاعر كبير يحتل موقعاً بارزاً في خريطة الشعر العربي.
لا بد أن من يقرأ هذا الشاعر الجميل يفتتن بجمال صوره وبهاء شاعريته وإصراره على الجمال والوطن والمبادئ. وقد أصبت بصدمة فعلية عندما اكتشفت أن الشاعر في الحياة اليومية يعود إنساناً عادياً يزاحم لأخذ قطعة اللحم الأفضل، ويراوغ من أجل القليل أو الكثير من المنافع المالية والدنيوية.
هكذا شاهدت شاعرنا وهو يقطع علاقته بصديق من "أصدقاء عمره" لأن ذلك الصديق اقترض منه خمسة دنانير ولم يتمكن من إعادتها. بالطبع كان هذا مبلغاً كبيراً في الثمانينات عندما كان يشتري ثلاثين علبة سجائر، وليس مثل اليوم حيث لا يشتري ثلاث علب.
المهم أنني تفاجأت حقاً: تذكرت أنني كنت دائماً أتوهم أن ماركس، عندما أعلى من شأن المصالح الاقتصادية، إنما كان يتحدث عن أشخاص "فجين" لا عمق لديهم. كنت أظن أن ماركس محق في مستوى الأفراد العاديين "التافهين" أما البشر "الحقيقيين" فإنهم مع المبادئ أولا وأخيرا.
بالطبع نكتشف جميعاً مع التقدم في العمر أن الناس كلهم تقريباً يستطيعون إلقاء الخطب الرنانة عن الأخلاق والمبادئ والقيم ما دام الأمر بعيداً عن جيوبهم، ولكنهم في الأغم الأغلب لن يدفعوا شيئاً من جيوبهم دعماً لأية قضية من القضايا التي يصرخون عالياً بخصوصها.
من المهم أن نقول ببساطة إن النزاع بين البشر أفراداً وجماعات إنما ينتج أساساً عن النزاع حول المنافع الاقتصادية الدنيوية بما في ذلك الدول والعشائر والأفراد: النزاع في سوريا والعراق وليبيا وفنزويلا والقرم وأوكرانيا وفلسطين واليمن وبين الشاعر وصديقه والأخ وأخيه والابن وأبيه ....الخ الخ كل ذلك في "التحليل الأخير" نزاع من أجل المصالح الاقتصادية وما تحققه من منافع مباشرة او هيمنة أو قوة مهما تقنعت تلك المصالح بالمبادئ والقيم والديانات والفلسفات.
وينطبق هذا على الأقل على الغالبية الساحقة من البشر، إن لم نقل إن الاستثناءات قليلة إلى درجة أنه يمكن إهمالها "إحصائياً" أو "بحثياً".
حاشية:1. نتوهم أن هذه المشكلة لها حل واحد لا غير، على الأقل في المستوى البعيد أو "المطلق" وذلكم هو إلغاء الملكية الخاصة. عندها تولد فرصة حقيقة للإعلاء من شأن الحب والأخلاق والجمال والمبادئ والقيم التي تستند الى العدل والخير والمنطق.
2. "الصراخ" الذي نسمعه طوال الوقت عن "حقوق الإنسان" و "حماية الأبرياء والمدنيين" وتحقيق "الديمقراطية" خصوصاً في سوريا إنما يرتبط بالمصالح الاقتصادية والسياسية. أنظروا إلى الصمت اللطيف الذي يكتنف الدمار الشامل الواسع في اليمن. تقريباً نحتاج إلى موت آلاف اليمنيين في كل "وجبة" موت من أجل أن يقول أحد "حراس" حقوق الإنسان إن ما يحدث في اليمن ليس لطيفاً. وينطبق هذا على غزة فلسطين كلها. أما سوريا فتتمتع بسحر خاص في مجال تحريك الضمير العالمي والإنساني المنغرس الجذور في مصالح النفط والهيمنة الاستعمارية.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وكوريا بين الصين الصاعدة وامريكا الهابطة
- سوريا ووهم الديمقراطية
- العدوان الاستعماري بين ليبيا وسوريا
- التدريب على الحياد والفيس بوك
- بين الغوطة وفيلادلفيا
- اسرائيل والأسد
- ابن سلمان بين الخيانة ووجهة النظر
- هل علينا مقاطعة اللغات الأجنبية؟
- مع الاعتذار للشهداء
- من هو المثقف، وما هو دوره؟
- مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا
- الفياغرا/نلسون مانديلا وحدود المقاومة السلمية
- الإمارات وتفكيك شيفرة حزب الله
- المجرم المتوحش بشار الأسد!
- ترامب ومحمد يستحثان خطى التاريخ
- هل قدر المثقف أن يخون؟
- المدرسة بين ايديولوجيا التكنولوجيا وواقع القمع والتلفين
- ماسح حمامات عوفر
- الديمقراطية في زمن السيسي
- مايك بنس والحاح سؤال المواجهة


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - المال والشعر والمبادئ