أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - عهد والتحقيق الوحشي














المزيد.....

عهد والتحقيق الوحشي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5855 - 2018 / 4 / 24 - 13:17
المحور: القضية الفلسطينية
    



حكمت المحكمة على عهد بالسجن ثمانية أشهر لأنها صفعت جندياً، بينما حكم على الجندي الذي قتل فلسطيني بدم بارد ....الخ هكذا تقول دعايات ترعاها "مشكورة" منظمة العفو الدولية. شاهدت مثل غيري التسجيل المسرب (من الشين بيت؟) والذي يظهر فيه محققان يستجوبان عهد بدون وجود محاميها. تخيلوا بدون وجود محامي!
ماذا نفهم من هذا الخبر؟ ان المحامي ملح الطعام الذي لا غنى عنه عند التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين؟ على رأي المواطن البريء: "هذا احنا عايشين في سويسرا".
كنت في التوجيهي معتقلاً في زنازين الخليل "العمارة" وجاءت تزورني بعد 15 يوماً من الاعتقال ممثلة الصليب الأحمر. كانت فتاة سويدية بيضاء طويلة جميلة، عيونها زرقاء تكاد تخلو من التعبير. كان رسغاي ينزفان من أثر التقييد لفترات طويلة والربط ب "ماسورة" في الجدار لعشرات الساعات في كل وجبة. سألتني الصبية عن سبب نزف الدم من رسغي فضحكت وقلت لها: "أعطني سيجارة مارلبورو، ولا تهمتمي بما يحدث لرسغي."
كان الصحفي حمدي فراج في تلك الفترة معتقلاً في المسكوبية، وكان يربط (="يشبح") في السفق زمناً أسطورياً حتى يصل –مثل مئات المناضلين الفلسطينيين- إلى وضع يقضي فيه حاجته داخل ملابسه. بالطبع كان هذا مهماً من أجل إذلال المعتقل وانتزاع إنسانيته حتى ينهار. ومثلما يعرف جميعنا كانت أساليب التحقيق تعتمد على البطش الجسدي بانتزاع الشعر والضرب على الأعضاء التناسلية والصفع والركل وإطفاء السجائر في الجسد واستعمال الماء المثلج في ذروة البرد الشتوي....الخ
ليس ذلك بالجديد بالنسبة للقارءئ الفلسطيني: كان التحقيق –ولم يزل- دموياً ورهيباً خصوصاً عندما يتعلق الأمر ب "الأمن" أو ضرورة إنقاذ الدم الإسرائيلي ...الخ
أما بالنسبة للغة المستعملة من قبل المحقق فهي مثلما يعرف معظم أبناء شعبنا بفضل انتشار تجربة الاعتقال على نطاق واسع لغة قميئة تدرب عليها المحقق مستعيناً بما تيسر من مخزون العربية المحكية في فلسطين من شتائم جنسية وأخلاقية ...الخ وبالطبع كان يتم استخدام ورقة "العرض" والنساء والشرف من أجل إذلال المعتقل وقهرة بالاستفادة من نقاط "الضعف" الثقافية التي تخص المجتمع العربي والفلسطيني.
ليس من السهل على المناضلين الأشداء تحمل المعاناة التي تقتضيها تجربة التعذيب الرهيبة التي ترافق "التحقيق" من أجل الحصول على المعلومات بأي ثمن. بالطبع لا يستطيع أي فلسطيني أن يتعرف في التسجيل الذي يرافق التحقيق مع عهد التميمي على ما يحصل فعلياً في بلادنا.
لكن هذا يطرح تساؤلاً عادياً ليس فيه الكثير من الذكاء: ما الذي يريده "الشين بيت" من نشر التسجيل؟ وما الذي يريده "أنصار" عهد من الترويج له؟
لا نريد أن نتظاهر هنا بأننا نبحث عن اكتشاف العجلة أو الطاقة النووية من جديد. للاسف لا يحتاج المرء أن يكون عالماً في السياسة ليدرك أن الغايات من تسريب التسجيل لا تهدف إلى "فضح" الاحتلال، وإنما على العكس إلى إظهار لطفه والتزامه بالقواعد المنصوص عليها في الشرع الدولية. أما الطفلة عهد فهي لا تفعل –مع محبتنا الحقيقة للصغيرة الشجاعة- أي شيء استثنائي في مواجهة المحقق. إنها في النهاية ليست أحمد سعدات ولا يحيى عياش ولا عرفات أبومرشد. إنها صبية تذهب لمقاومة الاحتلال وهي تصطحب الكاميرا لتصور المشهد، وقد صفعت الجندي بالطبع وحصلت على تغطية إعلامية لم يحلم بها الجنرال "جياب" قاهر القوات الفرنسية والأمريكية نفسه.
بالطبع عهد بريئة دون أدنى شك، ولكن هناك من يستخدم عهد لأغراض لا تخفى على أحد.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم بشار الأسد في غزة واليمن
- المال والشعر والمبادئ
- سوريا وكوريا بين الصين الصاعدة وامريكا الهابطة
- سوريا ووهم الديمقراطية
- العدوان الاستعماري بين ليبيا وسوريا
- التدريب على الحياد والفيس بوك
- بين الغوطة وفيلادلفيا
- اسرائيل والأسد
- ابن سلمان بين الخيانة ووجهة النظر
- هل علينا مقاطعة اللغات الأجنبية؟
- مع الاعتذار للشهداء
- من هو المثقف، وما هو دوره؟
- مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا
- الفياغرا/نلسون مانديلا وحدود المقاومة السلمية
- الإمارات وتفكيك شيفرة حزب الله
- المجرم المتوحش بشار الأسد!
- ترامب ومحمد يستحثان خطى التاريخ
- هل قدر المثقف أن يخون؟
- المدرسة بين ايديولوجيا التكنولوجيا وواقع القمع والتلفين
- ماسح حمامات عوفر


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - عهد والتحقيق الوحشي