أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند














المزيد.....

وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا أكتب هذه السطور لا أملك الا أمنية واحدة، وهي أن يخرج اليّ دانا ليكذّب خبر رحيله الأبدي. دانا، عاشق الثورة والأنسان. دانا، المتمرد على الظلم والقهر. دانا، الباحث بين ركام الموت حيث الفاشية تدمّر كل ما هو أمامها، عن حياة أفضل للناس والوطن. دانا الثوري، نحّات آلام الناس الى مناجل تنتظر السواعد لتقطع بها رؤوس الجلادين والخونة وبيّاعي الأوطان. دانا، حلم جميل في واقع قبيح.

في طريق الحريّة الذي يفضي الى سعادة الأنسان وتحطيم قيوده وأنياره، يسير المناضلون وبيدهم الشموع لينيروا الدرب أمام الملايين المتعبة والجائعة والباحثة عن السعادة الا "دانا"، الذي أبى الا أن يكون هو الشمعة فذاب في الدرب وذاب الدرب فيه. "دانا"، لم أعرف أنّ قلبك ضعيف وسيخذلك ويخذلنا، في الوقت الذي ينتظر أطفال "روج آفا" منك الكثير، لم أعرف أن قلبك الذي إمتلأ بحبّ الناس والحقد على الطغاة، سيترك مرغما ساحة النضال الذي تمرّست فيه كمناضل لا يعرف المهادنة؟ هل أتعب الصليب الذي تحمله على كاهليك قلبك الذي هو كقلب طفل يبحث عن والديه بين أنقاض حلبجة وعفرين؟ هل أتعب قلبك طفل تحتضنه وهو بطعم الخردل والسيانيد؟ هل أتعب قلبك عجوز تاهت بين الجبال لتسقط من شدة الريح والتعب الى واد غير ذي قرار؟ سأسأل وأسأل منتظرا منك الجواب، فلا تبخل بحقّ السماء به عليّ.

اليوم أرى نهر الوند يغصّ حزنا بمائه، ويغسل ماءه بدموعه. اليوم أرى أزّقة خانقين تتذكر ذلك الطفل الذي سيخرج منها رجلا يحمل معه أحلامه الكبيرة الى حيث النور والضياء. اليوم، ستتذكرك شوارع بغداد وأزقتّها حيث العمل السرّي. اليوم، تفتقدك جبال كوردستان وقراها. لِمَ رحيلك المبكر الذي سيفرح خونة قضاياك؟ لم الرحيل اليوم، ولا زلنا في منتصف الطريق؟

كتبت في منشور لك وأنت تتابع قضايا الناس والوطن كما هو ديدنك، من انك ستنتخب الحزب الشيوعي العراقي، ولكنك لن تنشر صور الرفاق الا اذا تعاهدوا أن لا يكون راتبهم في البرلمان سوى مليوني دينار.. سأنقل أمنيتك هذه الى رفاقك منتظرا مثلكم تحقيقها. أيها الشيوعي الشهم والصلب. ما أروعك وأنت تحلم بوطن خال من الأضطهاد والجور والعسف، ما أروعك وأنت تحمل كل هذا الحقد المقدّس على الطغاة.

إن كان دانا قد مات حقّا، فأغسلوه بماء الوند، وكفّنوه بأوراق شجر الجوز والبلوط الكورديّة، وصلّوا عليه في روج آفا، وشيّعوه في بغداد، وأدفنوه في خانقين.

وداعا دانا .. وداعا أيها النقي .. وداعا أيها الشهم .. وداعا أيها الجسور .. وداعا أيها الشيوعي النبيل.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟
- إن إنتفضت طهران إرتعشت بغداد
- تحذيرات وأمنية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
- قوت الفقراء خط أحمر
- حزب الدعوة يدعو الى الإرهاب


المزيد.....




- بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما ...
- متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت ...
- الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
- الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو ...
- المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل ...
- حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
- الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م ...
- -الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
- الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا ...
- حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند