أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيل الساعدي - تجليات الاغتراب قراءة في نص الشاعر جاسم آل حمد الجياشي (تسوية/لنتوءات الوهم، والذات)














المزيد.....

تجليات الاغتراب قراءة في نص الشاعر جاسم آل حمد الجياشي (تسوية/لنتوءات الوهم، والذات)


حسين عجيل الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5843 - 2018 / 4 / 12 - 14:30
المحور: الادب والفن
    


تجليات الاغتراب
قراءة في نص الشاعر جاسم آل حمد الجياشي (تسوية/لنتوءات الوهم، والذات)
بقلم/ حسين عجيل الساعدي

سكبت حقائبي...
عند تلال الامل ...
الواهمِ /.. للبصرِ والبصيرة
فهمسَ العصفورُ في أذني
أن /ــ إرحل ..
أو قد تتوارى...
ملامحكَ /.. فأثقلَ جناحيَ
بفراغٍ.. لايعدو أن يكون
إلا ضجيج قاطرة كذب قادم
من أرخبيل /.. وعد مزعوم
غيلة ومعصية ...
فبت وحيداً .. وحقائبي
تنهشها مخالب ..تلكَ
القبرة الواثبة ..كل حين
والثعالب المستترة
بملامحَ آدمية
و و وـــــــــ فأرسم وجهي
* /- *
،
حقيبةٍ......
أتابطها.. تنعرج الازقة فيها
تتقاطع......
حتى يخال الرائي
هو أمام مرآة ثُقبت
لفرطِ /.. ما استعملها المارون
وشجرةِ طيب لاتثمر
إلاــــــــ ورضاب
يسيل من زوايا شفاهٍ
عفرتها أتربة اثار أٌقدام البلهاء
فأعود /.. لانزوائي
ناسيا ظلي ...
عالقاً /.. بنسغ
أنثى الوهم...
المتناسل /.. زيفاً
وخديعة...
،،،،،،،،،،،،
القراءة ....

أن محاولة تأصيل (الأغتراب)، هو ظاهرة قديمة ومتجذرة في الفكر الإنساني، ومفهومه ذات دلالات متعددة، يمثل تجربة يشعر فيها الإنسان بالغربة عن الذات .
والأغتراب نافذة من منافذ الإبداع الشعري لدى الكثير من الشعراء ، من خلال تنامي نزعة الأغتراب عند الشاعر المؤدية الى تعمق غربتة عن الذات وأنعزاله عن المجتمع، أو أغترابه عن العالم والكون، وهذا الوعي لدى الشاعر نتاج تأثير الثورات الفكرية وفلسفاتها التي أجتاحت العالم على أثر الحربين العالميتين الأولى والثانية ، فكان لهذه الحروب أنعكاساتها الحادة على حياة الإنسان المعاصر، مما ولدت (شعورًا داخليًّا بفقدان الحرية والإحباط والتشيؤ والتذرِّي والانفصال عن المحيط الذي يعيش فيه) . الإنسان يخوض صراع مع قوى أجتماعية وأقتصادية وسياسية لكي يخرج برؤية مما يحيط ويحدث حوله، أضافة الى شعوره بأنه مسلوب الإرادة والذات، كذلك هذا الصراع يأخذ منحى وبعداً ميتافيزيقياً، عندما ينأى الإنسان المغترب بنفسه عن واقعه، لان هذا الواقع لا يسعفه في فهم الحياة والكون، فيتجه الى تبني رؤى ما ورائية لمعرفة حقيقة كينونته ووجوده . هذا الحال أنعكس بدورها على الأدب والشعر وأتسامهما بطابع الأغتراب، ومنشئ هذا الأغتراب ما طرحته الفلسفة الوجودية التي تمثلت بكتابات الفيلسوف الفرنسي الوجودي (سارتر)، والتي أنصبت على كينونة الإنسان المعاصر ووجوده الحسي والروحي ، والمحاصر بمشاغله اليومية وأستحواذ القلق عليه، هذه الأفكار تمحورت على الوجود الإنساني والغايات الإنسانية من هذا الوجود، والمحصورة في إشكالية (الولادة والموت) وتجليات هذه الإشكالية في الفكر والأدب والشعر .
الوجودية كفلسفة تنظر الى الإنسان وهو محاط بالعدمية والعبثية والقلق المزمن وعدم الجدوى من وجوده في هذه الحياة ونهايتها الحتمية، وعجز العقل الفلسفي على إيجاد الأجابات الشافية عن تساؤلات ماهية هذا الإنسان، وسبب وجوده في هذه الحياة، فكان لهذه الفلسفة الأثر الواسع والواضح في الإبداع الأدبي والشعري . إذن الأغتراب هو أنفصال ذات الإنسان عن الآخرين.
أن دراسة ظاهرة الأغتراب في نص الشاعر "جاسم الجياشي" لها أمتدادها في فكره، تمثلت في لغته الشعريةً، تلك اللغة التي ميزته عن غيره من الشعراء . فتجربة الأغتراب هذه وأنقسام الذات تجلت عبر مفردات النص ومكوناته اللغوية وصوره، ومنذ الوهلة الاولى للقراءة نص الشاعر "جاسم الجياشي" نلاحظ أن تجليات الأغتراب عنده تبدو أكثر وضوحاً في صوره ومفرداته، فهو يفصح عن نفسه من خلال صوره بطريقة لا شعورية، الأنفصال وتجليات الأغتراب في كل زوايا نصه، فالولوج إلى أعماق النص وأستنطاقه من خلال رصد الأدوات الفنية الكامنة في اللغة التي يبني الشاعر عليها إبداعه، (سكبت حقائبي/ تلال الامل/ الواهمِ/ أثقلَ جناحيَ بفراغٍ/ ضجيج قاطرة/ بت وحيدا/ حقائبي تنهشها مخالب القبرة والثعالب المستترة بملامحَ آدمية/ أعود لانزوائي ناسيا ظلي عالقاً/ وهم متناسل زيفاً وخديعة).
قد تكون سمة التوتر النفسي والقلق ومعاناة الشاعر، دافعا أساسيا للابداع، وهذا الدافع ينتج نصا شعريا جيدا وشاعرا مبدعا .
فـ(أنا) الشاعر مغتربة تصارع الواقع، و(الحقيبة) هي ذات الشاعر وعالمه ، تودعه أو تغادره، أما (العصفور) هو الأنطلاق والحرية والحياة . إذن الحقيقة كامنة في النص وذات الشاعر المغتربة عن الواقع . الشاعر "جاسم الجياشي" يعيش تجليات وتشظي أغتراب متعدد الأشكال، فأغترابه الوجودي محاط بقلق ميتافيزيقي، وأغترابه المكاني مرتبط بذاته وأنتمائه، وكذلك أغترابه الفكري، وفي جميع الأحوال هذا الأغتراب نابع من جراء الإحساس بالألم الصادر عن الذات الشاعرة المغتربة المعذبة القلقة،



#حسين_عجيل_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة السومرية أنخيدوانا شكسبير الادب السومري
- سيميائية العنوان في ديوان الشاعر -كمال الشاطي- ...
- جدلية الألم و الحزن في الشعر العراقي المعاصر
- ميتافيزيقيا الماء والتنوع الدلالي في ديوان الشاعر -رجب الشيخ ...
- فنطازيا اللامعقول
- (في انتظار غودو)*
- التشكيل البصري في نصوص الشاعر جاسم آل حمد الجياشي ( سيميائية ...
- الأغتراب قراءة في نص الشاعر قاسم سهم الربيعي (غربة الروح)
- قراءة في نص الشاعر -علاء الدين الحمداني- ( ضفة الشيطان)
- الدلالة الوجودية في نص الشاعر جواد الشلال(البياض)
- ثنائية الطفولة والحرب قراءة في نص الشاعر يعقوب زامل راضي (طي ...
- قصيدة اللحظة سيرورة الزمن الشعري قراءة في ديوان ((أقرب مما ي ...
- قراءة في كتاب (عبد الجبار الفياض حكيم من أوروك) للباحث والنا ...
- قراءة في ديوان-وجعٌ عائمٌ في لغتي- الشاعر ماجد الربيعي نايٌ ...
- إضاءة على نص الشاعر -جاسم ال حمد الجياشي- (إغفاءةٌ / فوق رما ...
- رؤية الريادة السومرية للحداثة
- فلاح الشابندر شاعر تجاوز زمن كتابته
- أمين جياد .. قراءة في ديوان (إن نسيتُ .. فَذكّروني)
- الشاعرة ميسرة هاشم الدليمي إشكالية الجرأة عربدة شفاه أم ...
- الشاعر فاضل حاتم .. بين عضوية (الألم) ووجوديته


المزيد.....




- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...
- جائزة نوبل في الأدب تذهب إلى الروائية هان كانغ
- فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب
- رائد قصيدة النثر ومجلة -شعر-.. وفاة الشاعر اللبناني شوقي أبي ...
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- تأييد الحكم بالسجن ضد سائق اتُهم بالتحرش بالممثلة المصرية هل ...
- غضب فريد بعد زواج سيران وسنان… مسلسل طائر الرفراف الحلقة 78 ...
- استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيل الساعدي - تجليات الاغتراب قراءة في نص الشاعر جاسم آل حمد الجياشي (تسوية/لنتوءات الوهم، والذات)