طاولة على شرفة منزوية

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5826 - 2018 / 3 / 25 - 08:17
المحور: الادب والفن
    

طاولة على شرفة منزوية

نقيم احتفالاتتنا
بيننا وبين أنفسنا
لنلم شعثنا
وبإبرة الوعظ
نضم نوازعنا
بخيوط علاقات تآلفنا
على مآدب
الخصوصية
~
ونختلي ببعضنا بعضاً
لنندس بعباب حمية
تلاصقنا
وللتخلص من فائض قذارة
خض باطننا
على مكبات
انكبابنا
~
وننحو
نحو زوايا
بعيدة عن الأنظار
لنقعد
في جلسة سرية
شبه معزولين
عن العالم
ونألف السكنى
في غابة موحشة
لاصطياد طرائد
غزلان الريم
في ليالي السهاد
-
ونجالس طيف وسن
فوق طاولة صغيرة
على شرفة
مدى بعيد
لنطل على الحلم الرائع الجميل
لطبيعة خلابة
~
ولننزل في منازل
وعلى ما تهفو
له نفوسنا
من دواعي فرح
-
ونسعى لأن نجعل من الأجواء
أكثر حرارة
نضع كرسيان متقابلان
كمتكئ لسواعد شوق
-
ونشعل شمعتان على الجانبين
لإلقاء الضوء
على دفء الحميمية
وهي تلهب حماس
أشواقنا
-
ولن ننسى
من أن نمنع
بالكش
الفراشات الزائرة
عن الاكتواء بنيران
لهيب شمعدينا
-
ووضبنا خلفنا
أرائك لوطء
نيل الوطر
إذا ما دعت الحاجة
لوصال ملح
-
ووضعنا طبقين متوهجين
على شفتين قرمزيتين
مطبقتين
فيهما كمية باهظة
من القبلات الواعدة
على شفاه اللثمات المغمضة
~
وإلى جانبهما كأسين
من شراب مسكر
لتسهيل ضوابط
الدنو والاقتراب
نحو استمالة شفة
لقبلة
أو الإستماع لحديث وشوشة
بالعمق
مع صحن فاكهة
من ذكريات عزيزة
نتذوقها بلذة
مذاق فريد
ينفرك على شغاف قلوبنا
-
ومع قطع حلوى لذيذة
ذات مذاق نادر
من استرجاع مآثر
لمواقف ونزالات
آسيرة على قلوبنا
~
مع نظرات حالمة
تغوص في أعماق عيون
غائمة
بنفر عبرات
في برك جفون
غائرة في مقلتينا
~
ونستنجد بعلب مناديل ورقية
لكفكفة دموع
كدنا نذرفها عند الحاجة الماسة
للإجهاش ببكاء الشجن
مع استعمال أكمام قمصاننا
لمعالجة
حدج مباغت
على لحظات سعادة
طغت على غرغرة
دموعنا
-
ونطيل المكوث
في حانات التلوي
وعلى مشارف الغواية
~
ونقف وفي حيرة
من وجدنا
بانتظار القذف الودي
للشوق
الذي كان يجافي
جنبات اضطجاعنا

كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل