أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - من مجموعة ( براويز )..














المزيد.....

من مجموعة ( براويز )..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


الطفل الذي غدا شيخا، ظل يقضي وقته كثيرا بحساب السنين. يبدأ من أول الرواية، لكنه غالبا ما يطيش فكره نحو بعض النوافذ. منها يحاول أن يوقظ حماماته السرية التي تعلمت عدم الاحتراس.
ها أنتِ " ليلى " بنت القصاب، نزيل غرفة في بيتنا. عيناكِ ما تزالان تشعان من تحت نقاب العمر. وقع اقدامكِ بقلبي الطفل، ما تزال كما خطى قطة جميلة، تغرب فيَّ لكائني القطني الماكر الأول.. لأول شيطان ترسب في رحاب جسدي. نورك القنديلي وثمة حنين لكتفيكِ النحيلين وعينيكِ اللتين على وشك أن تطلقا حمامتين وسط جمهرة اغنيات.
الطفلة التي لم تجهز نفسها لعرس ثديين ولا لثمة حياء. كانت تعتقد بأن الملائكة هم اطفال لفرص مواتية. الاناث طفلات عذراوات حتى يتوارين خلف الكلمات المباركة، والذكور حالة من حالات الفرص المبتلة حتى آخر لحظة من لحظات مراتع الشبق . الاناث والذكور لا يشيحوا وجوههم عن بعض. ولا شيء يخلعونه عن اجسادهم لأنهم مذ خلقوا عراة. ولأنهم لم يكتشفوا أو يتعرفوا على ثمة عورة لم يعرفوا أهمية ورقة التوت.
وليلى بوجهها الملائكي، يوم ذاب جبل الثلج في رأسي، لم تخفِ ما يمكن أن يُخفى أو يُستر بورقة توت أو بقطعة حرير كما تفعل أناث الملائكة الكبيرات اليوم. والملاك الشيطان، لم يخفِ شحوب وجهه، عندما تجمدت عيناه على شفا جرف الغار الجهنمي، يمتلئ بالأنفاس أمام هذا المخلوق الصغير المتقلص. أول لون من نور مدلهم بحلكة البرد يدخل قاع قلب هذا الملاك الشيطاني، تاركا اصبعا يتذوق مذاق ذلك الجرح الصغير.
يقول : " عن هذا الطين الوردي، سأزيح تلك الدودة اللعينة !".
يواجه عينيها. ووسط فراغ لا نهائي تسقط نصف مغمضة تحت ثمة خوف صغير أن تُلسع في المكان السفلي. وتحت أصابعه المرتجفة وبعينين كعيني مالك الحزين، وبتذلل راجف تهمس صاغرة: " أقتلها.. أقتلها ".
الملاك الشيطان، يتذوق بأصبعه طعم الانتقام، وبلا تردد يتجول بين طية وطية ومن نور وردي لقاع دماء دافئة. ساقاه لا تقويان على حمله.
من يومها، كما للرحمة دروب خفية، لبعض الابواب المواربة نور ملقىً على تنهدات غائمة يستعطفن بمذاق لذيذ، رجاء التخلص من ثقل الدود.
تلك لحظات ما تزال تتسرب في عظامه على هيأة رسوم ملائكة على شكل قيثارات ذات أجنحة وأصابع، وحتى هذه اللحظة، كان ما يزال يحتفل بأطباق نيء اللوز وحلوى الخوف الغامض.
.............
من مجموعة ( براويز ).



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. وسجين الستائر أيضا !..
- لنذهب هناك!..
- تَحوّلٌ بصوت ملُامس !..
- ولو أنه جسدكِ !..
- ما هو أبعد..
- عَيَّنة.. أسمها - فضة -! قصة قصيرة
- في سنِ بلوغ الجُمار!..
- ثلاثية لصمت الضوء !..
- تباً لمن لا يأتي!..
- بيني وبين شحوبي، أنتِ..
- لضوئكِ الخلاسي!..
- رائحة الدهشة..
- فنتازيا القمامة !..
- لحرير، ما بعد الماء..
- رِهان !..
- جَذل ...
- قبل الموت غرقاً !..
- لوعودٍ آيلة للمتعةِ..
- الرسالة الأولى..
- الرسالة الثانية..


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - من مجموعة ( براويز )..