أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الصابري - المراة والاله














المزيد.....

المراة والاله


عبدالكريم الصابري

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


اذا سطّركِ الشعراء، ابياتا
والفنانون، رسوما وتماثيلا والحانا
والسياسيون، برامجا واهدافا
والاقتصاديون، نهوضا
والفلاسفة، بحوثا
فأنا، اُاَلّهكِ، حقيقة على الارض، لا وهما في السماء
المرأة: وُجدَ (البشر) بوجودي، فلا وجود لهم بدون وجودي، ولن يوجدو قبل وجودي، انا اوجدتهم بوجودي .... فأنا وجودهم.
الاله: اوجدني (بشر) بعد ان اوجدوا الاواله، فانوجدتُ بعد ان وجدوا اله الرعد والبرق والمرض واواله اخرى .... فهم أوجدوني وانا منوجدهم.
المراة: اذن انا مُوجدَةٌ وانتَ منوجِد.
الاله: لم انوجد قبل ان ينضج العقل فتولد فكرتي، فأنا فكرة من العقل.
المرأة: وتتغير الافكار وتختلف، فتغيرت الاواله واختلفت.
الاله: ثم جاءت فكرتي
المرأة: انا لست فكرة، انا موجودة من البداية حتى النهاية.
الاله: استوطنتُ في عقول وانمحيت من عقول، ولم تعرفني عقول اخرى.
المراة: انا البشر دمهم ولحمهم وعقلهم*.
الاله: وانتِ من الغارسين لفكرتي، وتستمر؛
إنْ نفختِ بأذن طفلك حتى الكِبر؛ انا الجبّار القهّار العقّاب، اكوي بناري واحرق، اصلي الجلود واسلخ .... يعد يخافني
وإنْ نفخت باذنه؛ انا الغفور الرحيم المعطي الواهب الكريم الرزاق .... يعد يحبني
وان نفخت باذنه؛ اَدْ خله جنتي، فيها العسل دون نحل يَلدغ، وفيها فاكهة دون بذور تُقذف
يأكل ولا يتغوط، يشرب ولا يدر .... يعد يستسحرني
وان نفخت باذنه؛ انا خالق البشر والنبات والحشر والبحر والجبل والشمس والقمر .... يعد يؤلهني.
المراة: اني لكَ سائلة
الاله: اني لكِ (مجيب)
المراة: كما انتَ قلتَ، انك فكرة في عقول البشر**، والفكرة تولد وتكبر وتموت، فأين انت من هذا ....؟
الاله: وُجدتُ مع نضوج العقل واموت مع نضوج العقل.
المرأة: وكيف ....؟
الاله: عندما كانت معارف البشر بدائية، ابتدى بفكرة اواله الظواهر الطبيعية، في السماء وفي الارض والانهار والبحار .... ولما زادت معارفهم ونضج عقلهم، استسخفوا بما ألَّهوا، فاستبدلوا، ولي اوجدوا .... ولما زادت معارفهم ونضج عقلهم، بالعلم والتكنيك اقتنعوا واستبدلوا.
المراة: لقد منحوني يوم المرأة.
الاله: لم اجد لي يوما بينهم.
المرأة: بأمكاني ان اقطع الخلف بعقري وعناستي.
الاله: صمْمْمْممت ....
المراة: غذيتهم دمي عندما كانوا اجنّة، وارضعتهم حليبي عندما اصبحوا رضّعا، واطعمتهم عندما فطموا.
الاله: لا دم لي اغذيهم ولا حليب ارضعهم، وطعامهم بأياديهم، يزرعون ويصنعون.
المراة: ولكنك تسري في افكارهم
الاله: عند مؤمنيني وهم الاقل او القلة ....
المراة: انا وجود وانت فكرة ...فأينا الاسبق ....؟
الاله: ولو تطرقنا لهذا، ايضا اجيبك، لما كنتِ دم البشر ولحمهم وعقلهم وانا فكرة في عقلهم، فالوجود يسبق الفكرة، ولو قطعت رؤوس البشر، لم اعد موجود.
المراة: لم اعهدكَ نُعرّف نفسكَ، فقد تركتَ هذا للانبياء
الاله: توسعت وتشعبت التفاسير والاجتهادات في اوصافي، والنعوت ،فتشعبوا وتفرقوا وتنحّلوا، ثم تقاتلوا وتذابحوا، بافرازات الأنات، وبكل هذا لي يؤولون .... فسأمتُ، وقد نطقتُ لكِ اليقين لأقطع الشكَّ، وللمتنبين والمتنبئين، للمفسرين والمجتهدين ....
سألتي عن الوجود والاسبقية وهي مواضيع لا نهاية لها ولم تسالي كما سألَ و يسأل البشر عن الخير والشر
المراة: وهي ايضا مواضيع لا نهاية لها، ارجو المعذرة هناك ما هو اهم، فصراخ رضيعي ناداني لأرضاعه .... الوداع ....
الاله: ولِمَ لا، الى اللقاء ....؟
المراة: مازال هناك عقل، هناك افرازات فكر، وهذه الافرازات، تَْفرز، اما اتفاقا فتنمو وتتوسع وتتشعب، او خلافا فتضمر وتموت او تولد اخرى .... وإنْ جالستك سني عمري لاينتهي الحديث، حسب المؤهلات التي احملها حاليا، والافضل الوداع.
الاله: وتتركيني وانتِ اقرب الناس اليَّ ....؟
المرأة: لأهتم برضيعي وأبني مملكة الواقع.
الاله: بأرضاع طفلك ....! ها .... ايتها الامراة ....
المرأة:ها، وانتَ العليم ....! ألم يكن هو اللبنة الاولى للبناء ....
الاله: لأمنحكِ آلوهيتي
المرأة: كما سئمتَ انتَ، سئمتُ انا من الاجتهاد والتفسير، والتفريق والتشعيب والتنحيل .... لا اريدُ إلهً ان اكون ....
اريد حبا واقعيا؛
اريد حبا لعاشقٍ ينشد الاشعار،
وفنان يرسم على القماش والحيطان،
وينحت الخشب والصيوان،
ويعزف الحانا تسمو بالنفوس وترهف الآذان،
اريد حبَّ؛
عالمٍ يخترع ويكتشف ويبتكر،
عامل ٍيصنع الحديد والحجر،
زارعٍ يزرع الورد ويقطف الثمر،
معلمٍ يُعلم بالقلم ، يُعلم مالم يُعْلم .....
الاله: ستندمين، لأنكِ ستتعبين .... كما الحب، الخيال .... والانسان يحب جميع ما ذكرتِ والخيال .... ويبقى يُؤلّه .... ويبقى الخيال
المرأة: ويبقى الواقع ،و يزاوجه الخيال .... ها، رضيعي ناداني ثانية .... الوداع.
الاله: آه ه ه ه .... اخذت مملكتي تنسرح حتى التنازل، فأضعف مخلوقٍ، رفض .... بقدر ما رفعني الرسل والانبياء، اخفضني المفسرون والمجتهدون والمتنبون وانحدار المؤمنون ....
سينٌ و جيم
س- لِمَ المرأة ....؟
ج- لأنها عطاء، إنْ توقف احد عطاءاتها، توقف البشر
س- اذن ألَّهتَ المادة ....؟
ج- لأن ماهيتها خاضعة لتعرّف الانسان، في التحليل والتركيب، فلا يختلف مختصان على تركيب مادة عين المرأة، ويختلف الكثيرون على ابتسامتها المعنوية ويتقاتلون
س- لقد نزّلتَ العبادة الى الاسفل ....؟
ج- وما كان من عبادة الاعلى ....؟ غير التشعب والتفرق والتنحل والتقاتل .... كلٌّ يدعي رأيه هوألآلوهي، ويفرض، دون تقبل رأي المدعي الآخر والآخرين.
س- مهما بدّلت فهذه طبيعة البشر ....؟
ج- اوافق، إنْ كان التبديل فيه المنافسة السلمية حيث التجديد والتطوير، وقبول رأي الآخر حيث التنويع .



#عبدالكريم_الصابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفتي سلفي
- كلمني صَبي
- لقط من المراهقة
- جدّو
- فراشات حب
- الروح الانسانية
- من طرق التفكير
- مشاهدات
- انا و حمار
- لوحة حذاء
- تريد الجنّة
- تنبيه الكتاب
- مَن شفاني...؟.


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الصابري - المراة والاله