أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر نصرت - حوار بين الكرسي والديمقراطية














المزيد.....

حوار بين الكرسي والديمقراطية


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 04:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول الانتخابات البرلمانية المنوي اجراءها في شهر ايار من العام الحالي وموقف الاحزاب والتجمعات السياسية المشاركة فيها ، التقى في الحوار قطبين متنافرين حد القطيعة ويعد الجمع بينهما سوية وجهاً لوجه من المعجزات ، القطبان هما : الكرسي الذي يعشقه كل من تربع عليه ولن يرضى بغير الموت سبباً للتخلي عنه . والديمقراطية التي لا تستقر على حال وأكثر ما ينفرها عقود الزواج الدائمية ، هي عاشقة متجددة ترفض القيود التي تصادر حقوق الانسان في الحرية .

اليكم ما جرى بينهما من حوار :

الكرسي : يتوهم بعض الحالمين من العراقيين ان عملية اعادة البناء في بلدهم ستفضي لا محالة الى بناء دولة ديمقراطية مدنية تختفي فيها تلك البنى ومظاهر الحكم التي تندرج في توصيف الدول والأنظمة الاستبدادية التي طالما عانى منها العراقيين طوال العقود الماضية الأمرين .

الديمقراطية : بداية ، لابد ان يكون ماثلاً في الذهن ان غاية العمل السياسي والعملية السياسية هي بدون ادنى شك السواد الاعظم من الشعب وماذا سيقدم له السياسيون ؟ وهل ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مستقلة فعلاً ؟ والسادة المفوضون مستقلين ولا يمثلون مجتمعين او منفردين جهات سياسية تسيطر على المشهد السياسي ؟ .
كل هذه الامور وغيرها تناقش وتبحث وتقر لأجل غاية واحدة هي ايجاد آلية صحيحة لوصول الاكفأ والأصلح والأعدل الى موقع يستطيع ان يخدم الشعب العراقي المظلوم .

الكرسي : ولكن الامور عندنا تؤشر الى سعي محموم باتجاه الكرسي والبوصلة لا تؤشر الا على الكرسي وانمحت جميع الاتجاهات والخدمات الاخرى التي تفضلتم بها .

الديمقراطية : اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان النظام الجديد ولد ( منغولياً ) وابدعت في تشويهه التجاذبات الطائفية والصراع على السلطة والهيمنة عليها ما أنست شريحة واسعة من المواطنين فظاعات واهوال النظام الشمولي او باتت كامنة في نفوسها ما دامت تعاني شظف العيش وانعدام الامن وابسط مستلزمات الحياة الكريمة ، وتتعايش مكرهة مع الفساد والنهب المنظم للدولة وثرواتها . علينا ان لا نستغرب ان يطفو على سطح العملية السياسية الصراع على الكرسي والموت من اجله وهذه المظاهر ستختفي بالتدريج ويحل بدلاً منها الصراع من اجل خدمة الشعب .

الكرسي : عذراً سيدتي لك ان تاخذي بنظر الاعتبار ايضاً بان السعي المحموم نحو الكرسي له ما يبرره ، فالكرسي يعطي لمن يشغله في العراق امتيازات مالية هائلة ، سلطات وصلاحيات مفتوحة وإعفاء من أية مساءلة ، اغراءات لا قبلَ للكثيرين على مقاومتها والقتال من اجل ديمومة تربعهم عليه .

الديمقراطية : ان الديمقراطية ليست عصا سحرية تعطي الناطقين باسمها حرزاً من كل عيب وقد نجد بينهم من اغرتهم السلطة وأفقدتهم امتيازاتها التوازن المطلوب لرجل الدولة لكن الامر المؤكد بان العملية السياسية الديمقراطية وارتباطاً بوعي الناخب في اختيار الاكفأ والاصلح والاعدل سوف لن تبقى على هؤلاء بين صفوفها بل تزيحهم عن طريقها وتستبدلهم بآخرين غيرهم يكون الشعب وخدمته في المركز من اهتماماتهم .

الكرسي : انه كلام يمكن ان يكون صحيحاً في الاحلام او افلام الخيال العلمي ولكن دعينا ننزل الى مستويات ادنى من مراكز صنع القرار والمشاركة في صنعه فان احتلال الكرسي في البعض من المؤسسات يعني تركز جميع الصلاحيات والنفقات بيد واحدة يصاحبه عادةً قليل او كثير من فساد مالي او اداري خاصة اذا احاطت برأس المؤسسة شلة من المحترفين المنتفعين تهيء له فرص الفساد بلا حساب وأقول لك اخيراً دعينا ننزل الى مستويات ادنى اخرى ونشاهد اثار الاستئثار بالكرسي والتمسك به والقتال من اجله وهو تحول المدراء الى نماذج مصغرة من شخصيات شمولية لا تقبل بالنصيحة ولا تعمل بالمشورة ولا تتحمل ان تسمع رأياً مغايراً وصولاً الى الادعاء الفارغ ( انا المؤسسة والمؤسسة انا ) .

الديمقراطية : كل ما ذكرته صحيح وليس خافٍ على احد لكن حداثة التجربة وثقل التركة وجسامة التخريب خوفاً من مخاطر نجاح البناء الديمقراطي على مصالحهم وقد تلمسته في تجارب شعوب اخرى كل ذلك سمح لأمثال ما ذكرنا من احتلال الكراسي والاستئثار به على ان ابسط آليات الرقابة والمحاسبة المالية والصرامة في تطبيق القانون فضلاً عن وعي الناخب في اختيار الاكفأ والأصلح والأعدل كفيلة بكنس كل هؤلاء كما فعلته شعوب قبلنا عانت ما نعانيه لكنها صبرت وثابرت ونجحت .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة آفة الفساد
- نبذ الخلافات وقبول الاخر
- تحديات الامن الغذائي ومستقبلنا
- وثيقة حلف الفضول والدفاع عن حقوق الانسان
- الاخطاء اللغوية ولغة الكتابة
- اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل
- القطاع الزراعي ومشكلة ملكية الأرض الزراعية
- واقع الزراعة في العراق
- اثر الاستثمار الزراعي في التنمية الزراعية
- العلاقة بين البشر والزمن ... صراع الاجيال
- ركود التدوير الوظيفي في العراق
- يوم الشجرة بين الماضي والحاضر
- الاعلام الزراعي وسبل تحقيق اهدافه
- الانبعاث من جديد
- ثقافتنا ... ثقافة فرد أم ثقافة مجتمع
- عالم عصر الذرة ... عالم مجنون
- بين النفط والزراعة
- الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة
- الطب في مصر القديمة
- العلم سيد الساحة


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر نصرت - حوار بين الكرسي والديمقراطية