أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - زاهر نصرت - تحديات الامن الغذائي ومستقبلنا














المزيد.....

تحديات الامن الغذائي ومستقبلنا


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 20:51
المحور: الصناعة والزراعة
    


منذ اكثر من ربع قرن فرضت مشكلة الغذاء نفسها على قائمة المشاكل التي تواجه البلدان النامية وهذه المشكلة تعتبر من اكثر المواضيع مساساً بحياة الانسان مما يتطلب من تلك البلدان التصدي لهذه المشكلة ومحاولة ايجاد الحلول الجادة والعاجلة لمنع تفاقم الازمة وابعاد شعوبها من اخطار المجاعات المحتملة رغم ايماننا بأن ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) لكن نؤمن ان ( بغير الخبز لا يحيا الانسان ) وان من يتحكم في الخبز قادر على التحكم بالفكر فعالمنا يعيش استقطاباً من شعوب مستغلة واخرى ضحية الاستغلال فما زالت الاكثرية من شعوب الارض جائعة يتعرض اطفالها فضلاً عن كبارها لامراض سوء التغذية .

بلدنا العراق الذي يصنف من البلدان النامية شهد خلال العقود الثلاثة الاخيرة على الرغم من كونه من البلدان المنتجة للنفط الى هشاشة كبيرة في تأمين أمنه الغذائي وتتفاقم على نحو جلي عام بعد اخر الفجوة الغذائية فيه نتيجة لسنوات الحروب والحصار واستمرت حالة التدهور هذه حتى وقتنا الحالي التي بّينت ان الغذاء سلاحاً سياسياً في الضغط على الشعوب واخضاعها لسياسات الدول التي لديها مفاتيح خزانات الغلال والدلائل تشير الى اننا سنزداد تعرضاً لهذا الابتزاز من خلال ما نجده في اسواقنا المحلية عند شراءنا احتياجاتنا اليومية من الغذاء كالفواكه والخضر ... الخ التي كنا ننتجها سابقاً نجدها آتية من مصادر اخرى غير بلدنا بالرغم من اننا نمتلك المال والأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة وجيش كبير من الفنيين الزراعيين المختصين والفلاحين العاطلين عن العمل مع علمنا ان ما نتعرض له من تحديات صعبة وشرسة كالتي نواجهها ومنها ما هو سياسي وأمني وأقتصادي واجتماعي ومدى خطورتها على واقعنا الحياتي الا ان مشكلة الغذاء ومدى كفايته مع وجود الموارد والامكانات تهدد صميم حياتنا وبقائنا بالرغم من ان الكثيرين لا يدركون طبيعة هذه المشكلة واسبابها ومدى انعكاسها على الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي حاضراً ومستقبلاً وان عدم المعرفة بهذه المشكلة لا ينفي وجودها كما لا يقلل من خطورتها بل العكس من ذلك يزيد من اهميتها فالخطر الذي يداهمنا من دون احساس او شعور وتقديرياً لحجمه وفاعليته كما العدو الذي يتسلل الى المراكز الدفاعية غفلة فيباغتها على حين غرة وبالنتيجة يعرض الوضع الامني للخطر .

ان بقائنا رهناً بالظروف والاوضاع العالمية واللحظة التي يخضع فيها قوت المواطن الضروري لأطماع الباحثين عن الربح بأي ثمن يدفعنا للتخوف من نتائجها الكارثية والمصير المجهول بينما نترك ارضنا الخصبة بلا زراعة ما يشكل صدمة يجب الافاقة منها ، ان وراء مشكلة الغذاء تكمن المشاكل جميعها لذا فأن عدم الانتفاع من القطاع الزراعي الحيوي الذي يشكل ثلث مجموع القوى العاملة الفعلية في البلاد يعني هدراً اقتصادياً هائلاً يمكن توظيفيه في عملية التنمية التي تأتي فيه اهمية ذلك القطاع لكونه يلعب دوراً اساسياً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويعتبر الدعامة الاساسية لمقومات الامن الغذائي بعد ان شكلت الزراعة على مر العصور ومنذ ما قبل التاريخ المصدر الاقتصادي الرئيسي الذي قامت عليه حضارات بلاد ما بين النهرين .

لقد مرت السياسة الزراعية في العراق بمراحل متعددة وكل مرحلة حملت بصمات الانظمة الايدولوجية المهيمنة في كل فترة من هذه المراحل ، ففي المرحلة الاولى ساد في العراق سياسة زراعية ذات طابع ليبرالي وبعد العام 1958 تم التركيز على السياسة الزراعية ذات الطابع الاشتراكي ثم مالت بعد عام 2003 لصالح السياسة الليبرالية نتيجة لضعف السياسة الزراعية والتكلفة الباهضة والغير مجدية للتدخل الحكومي الذي فشل بالارتقاء لهذا القطاع ويلاحظ ان السياسات المتعاقبة في العراق لم تنظر الى القطاع الزراعي باعتباره قطاعاً رئيسياً ومهماً في التنمية الاقتصادية وقوة دافعة لها والقدرة على المساهمة بشكل فعال في التحول الهيكلي للاقتصاد العراقي والسبب الرئيس لهذا التوجه كان قائماً على النظرة القاصرة لمفهوم التنمية والمبني على اساس ترسيخ مفهوم تحقيق التنمية فقط من زاوية تعاظم دور القطاع الصناعي باعتباره القاطرة القادرة على النهوض باقتصاد البلد في حين اعتبر القطاع الزراعي في الغالب شريكاً سلبياً في عملية التنمية ، اذن يتوجب علينا استغلال القطاع الزراعي كمورد في حيويته اكثر من الموارد الاخرى وعدم السماح للاخر باستغلالنا والا فاننا سنظل متخلفين الى الابد وعلى طريقتنا الخاصة لا عن طريقتهم وهذا يعني اننا سنكرس صناعة الفقر والجهل والتخلف .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة حلف الفضول والدفاع عن حقوق الانسان
- الاخطاء اللغوية ولغة الكتابة
- اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل
- القطاع الزراعي ومشكلة ملكية الأرض الزراعية
- واقع الزراعة في العراق
- اثر الاستثمار الزراعي في التنمية الزراعية
- العلاقة بين البشر والزمن ... صراع الاجيال
- ركود التدوير الوظيفي في العراق
- يوم الشجرة بين الماضي والحاضر
- الاعلام الزراعي وسبل تحقيق اهدافه
- الانبعاث من جديد
- ثقافتنا ... ثقافة فرد أم ثقافة مجتمع
- عالم عصر الذرة ... عالم مجنون
- بين النفط والزراعة
- الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة
- الطب في مصر القديمة
- العلم سيد الساحة
- العامل النفسي عند اداء الفنانين
- نظرة حول اسباب انتشار وباء الفساد الاداري
- الكلوخوز والسوفخوز


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - زاهر نصرت - تحديات الامن الغذائي ومستقبلنا