أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - عنقاء كان اسمها- سوريا-














المزيد.....

عنقاء كان اسمها- سوريا-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 23:13
المحور: الادب والفن
    


كنت معهم هناك ، في الغوطة أو دمشق...
كنا نقول " لازال الوقت باكراً ...لم ينضج إنساننا بعد...
باغتنا الطفل وأخرجنا من شِباكِ خوفنا المزمن..
واليوم ؟هل فات زمان وقفتنا مع الذات، مع الوطن، مع الحرية؟
لقد فاضت مآقينا وأغرقت دموعنا الأودية وحرقت أشجارنا، ولم نقف بعد مع أنفسنا...أو مع أرضنا، أو مع وطننا الذبيح...
وقفت أقدام الغرباء أمام بابنا واصطلينا بنار سهامهم وآلاتهم...وأضرمت النيران بأشلاء الوطن، ونحن على قارعة درب لم يوصلنا للنور ولم نفلح في ركوب قطارٍ أو براق يسعف موتنا وينصب رايتنا في ساحة "المرجة".
ياورد دمشق تفتح في صناديق صدورنا، ويا أغنية الحرية لاتنسي من يقفوا في عتمة السجون...
فقد تصلبت أجسادهم واختفت ملامحهم ..طال انتظارهم وكبرت مساحة جوعهم...فهل تمطر السماء خبزاً بلا دم أو دموع؟
هل يهجع الموت قليلا في الغوطة أوفي الشام؟ هل يتوقف فصل الحقد عن التوالد والتناسل؟
نريد الخروج...نريد الدخول...إلى حيث تطأ قدم الإنسان، إلى حيث يسجل التاريخ يوماً بلا عدوان...
يوماً يشعل زيت التواصل ولهفة العاشق ...إلى يوم يوصلنا لقاع الحزن وينشلنا من فوهة البركان...يأخذنا بعيداً عن طوفان "بوتين" ...عن جزر أمريكا وعن ألعاب البهلوان...في تركيا وفي إيران.
سأرحل إليكِ في لحظة الهروب منكِ... فوق براق شوقي وقوافل لغتي التي تحاور نفسها...وتتقن الدوران.. بين هياكل بيوت وآثار مدنٍ يعلوها الغبار ويجللها الدخان.
فأن أحترق معكِ خيرٌ من احتراقي في بعدك ، لم يبق لي سوى الذكرى ولم يبق لكِ سوى الخيمة والاسم، فهل تمنحنا الأسماء تصريحاً لكسر الأقفال ولفتح المنافذ الموصدة؟
لا أسمع إلا رنين الطلقات في صدور الأطفال، لا أرى إلا النيران المصبوغة بالدم تلتهم منازل الفقراء، قبل بزوغ الشمس سمعت أصواتاً لجموع تصطف وتتهيأ للموت القادم مع رعود طائرة ...ترمي براميل إنسانيتها وتغيب.
أصطف بالدور وأمامي شيخ يهز رأسه وتغيب عينيه...يتمتم بآياتِ أسطورة وقفت بوجه هذا العالم تشهد على موته الإنساني..
أريد لألمي أن يعبر...أن يَمُرَ فوق رياح الشر...أن يطير إلى المسيح المصلوب في بيت لحم...أن يهزه ويسأله : مامعنى أن ينحني الحب أمام الحقد؟ مامعنى أن تعود بطاقات الأطفال من المدارس بلا اسم ولا ختم ، بلا صورة أو رقم...ممسوحة من التاريخ مع أنها تشهد على التاريخ بأنه رقعة شطرنج واللاعبين كُثُر..
أتقدم وأسأل : قل لي هل نحن في عصر الدجال ؟ أم عصر المهدي؟ ...أم أنك تريد لنا أن نصلب معك لننتهي كأسطورة عنقاء كان اسمها "سوريا"؟
فلورنس غزلان ــ باريس ــ 02/03/2018



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نتخفف من إرث الضغينة؟
- للمرأة السورية في نهاية هذا العام :
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :
- الاستفتاء الكردستاني :
- ماذا بعد داعش والأسد؟
- من تداعيات الانتخابات الحرة :
- ننتظر الحسم غداً :
- كش مات، جواب أسئلتي-
- المرأة في يومها العالمي :
- أفضل أن أكون :
- نحن والإرهاب والعالم :
- نحن والميلاد:
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:


المزيد.....




- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - عنقاء كان اسمها- سوريا-