أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - حقيقة ام خيال














المزيد.....

حقيقة ام خيال


احمد عيسى نور

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


حـقـيـقـه ام خيال
صاح الديك مخبرا الناس بأن صلاة الفجر قد حانت ‘ وبعدها أذن ألاذان أن انهضوا واذكروا الله ذكرا كثيرا ، فجلس صاحب اللحية الطويلة والملابس القصيره فاللحية الطويلة دليل على الايمان والوقار وطاعته لربه فكلما كانت طويلة كان ايمانه اكثر واعمق كما يعتقد هو، اما الملابس القصيره والسروال فلكي يكون طاهرا على مدار الساعه ولاتصل اليها النجاسه عندما يمشي في الشارع او دخوله الى الصحيات ، كما انها تساعده على الركض بسوله وسرعه اذا اراد ان يركض وراء فريسته او اصبح هو هاربا امام الاخرين ‘ بعد ذلك أجلس صاحبه الذي كان نائما بقربه لكي يصلي معه صلاة الفجر التي اعتادا ان يصلياها بأتقان وخشوع فهو قد زار النبي اكثر من مره وذهب عدة مرات الى الكعبه مابين حجه وعمره وملأه الايمان من رأسه الى أخمص قدميه .
صلى مع صاحبه صلاة طويلة تخللتها أدعية وابتهالات جعلته يبكي من خشية الله حتى احس ان جسمه يرتعش من الايمان والخشوع ‘ كما دعا ربه بالنصر على الكفار الفاسدين الفاسقين ‘ وعندما انتهى من صلاته جلس متربعا ودعا دعاءا طويلا ودموعه تجري على خديه بغزاره من خشية الله .
حمل سلاحه القناص هو وصاحبه مع كامرته الحديثة لكي يوثق ما سوف يفعله ويكون شاهدا له امام الله والانسانيه ‘ثم صعدا الى مكان مرتفع والوقت مازال صباحا حيث الناس بدءت توا تخرج من بيوتها ‘ فهذا يريد ان يشري خبزا لأهله وذاك خارج للحصول على رزق يقيت به عياله والاخر هاربا من الحرب الدائرة هناك والتي لاتبقي ولاتذر.
جلس على الشرفه ونصب بندقيته القناص ووجهها الى الساحه المقابله للمكان وهو يسيطر على الاوضاع بصوره مباشره ‘ اما صاحبه فقد وجهها الى الشارع ‘ثم بعد ذلك نصبا الكاميرا وبدءا ينتضران خروج الناس لكي يتسلا بالقتل ورؤية الدماء التي تنهمر كالميزاب .
خرجت أمرأه تسحب بيدها طفلا صغيرا يبلغ من العمر ثلاث او اربع سنوات وقد دخلت الى الساحه قال لصاحبه أأقتل الطفل ام المرأه ؟ قال له صاحبه ‘ اضرب الطفل برأسه لكي تتطاير الدماء على وجه المرأه ويكون منظره اجمل ‘أعجبته الفكره وقام بتصويب البندقيه الى رأس الطفل ورماه فأرداه قتيلا وتطاير الدم ‘فجن جنون المرأه وقلبته فأذا هو ميت فانهارت وغابت عن الوعي ‘وهو يضحك مع صاحبه ويصور الاحداث أول بأول ‘ بعد ذلك نضر صاحبه يمنة وشاهد احد الشباب لابسا دشداشته البيضاء والجميله وهو يحمل كيسا ويمشي قرب الشارع ‘صوب قناصه اليه ورماه فسقط ميتا وقد علت الضحكات منهما وبدءا يهنيان بعضهما البعض على نعمة النصر .
أحس الناس بالخطر فما بين اللحظة والاخرى يسقط شاب او أمرأه اوطفل ‘فأرادوا الخروج والهرب من هذا الكابوس الذي يخيم عليهم وهم يريدون السلامه لأنفسهم فالنفس اثمن وأهم من المال والبيوت ‘ والحياة مهما كانت بحلوها ومرها ‘سهلة كانت اوصعبه فهي جميله بل حلوه وتجعل الكل يعشقها ويريدها بل يقاوم من اجل ان يعيشها بما يريد وكما يراها هو.
خرج الجميع من المدينة هاربين راكضين لكي يحصلوا على الملاذ الأمن وهما يضحكان عليهم بصوت مرتفع عال وينضران الواحد الى الاخر ‘ألا أنهما شاهدا أمرأة تحمل طفلها الرضيع على صدرها وهي تركض وهو يرضع من ثديها لكي يرتوي من حليبها وهي تحن عليه حنانا كبيرا‘فوجها قناصيهما معا الى الرضيع وأطلقا النار سوية فوقعتا في فمه الجميل وضهره الرقيق وسقط من يد أمه وهو مازال يرضع ‘فلم تعرف ماذا تفعل وتزاحمت الافكار في رأسها ‘ابني ولدي طفلي حبيبي وظلت تنضر اليه بين متعجبة ومتحيره ‘ثم صرخت صرخة قويه ونزعت (شيلتها)ربطة رأسها وانحنت على ابنها لتشد جروحه وتضمدها الا انها وجدته ميتا قد فارق الحياة فضاعت أمالها التي كانت تبنيها عندما يصبح شابا وتصبح هي عجوزا ليأتي اليها ويقبل يدها ويرعاها كما ترعاه هي اليوم فلم تحتمل ماجرى ونادت ياالله بكل صوتها وماتت عليه
حرب جاءوا بها الينا فهم يلبسون اقمصة الموت ‘ والدماء التي تسيل لاتكذب بل تشير الى انهم هم من فعلوها ‘ أما دموعهم وهي تشبه الدموع فهي تخفي انياب الغدر والحقد وهاهي دماء الحقيقة تفضحهم وصوت صلاتهم مترنح لايشبه الصلاة ‘ ودينهم لادين له مسلم كان ام مسيحي ام يهودي فكل لايقبل ولن يقبل
احمد عيسى نور



#احمد_عيسى_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتسولة الشامخة
- المقابر الجماعية / الجزء الثاني
- المقابر الجماعية / الجزء الاول
- الحي الميت
- أنتِ الحبيبة
- لا تنازُل
- التعاون قصة للاطفال والكبار
- ياليتنا مثل النمل
- العيد
- الشيطان قصة واقعية
- الخائن
- لماذا يا حبيبي


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - حقيقة ام خيال