أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - ياليتنا مثل النمل














المزيد.....

ياليتنا مثل النمل


احمد عيسى نور

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 01:30
المحور: الادب والفن
    


يا ليتنا مثل النمل

كان أحمد جالساً في فضاء إحدى البيوت القديمة يتذكر ما فعله في أيامه التي مضت، فقد كان غنياً يملك الكثير من المال و وجيهاً يحترمه ويجله كبار الشيوخ من قومه ,إلا انه كان فيه خصلة واحدة سيئة ألا وهي التبذير ,لقد قام احمد بصرف أمواله بدون تحسب للزمن وتراجعت هيبته لأنه أصبح مشهوراً بين الناس بأنه احمد المبذر ,بل حتى زوجته تركته وذهبت الى بيت أهلها وأخبرته انها لن ترجع إلا عندما يكون مقتصداً ولا يرمي أمواله هنا وهناك.
نضر أحمد إلى الأرض وإذا بنملتان تتعاونان على حمل حبات من القمح لتأخذاها وتذهبان بها الى بيتهما ....تعجب احمد من ذلك الفعل !!!وأخذ بالتفكير والتساؤل ماذا تفعل هذه النملتان ؟ قال في نفسه انه لأمر عجيب حقا!!ً
نهض أحمد وركض مسرعاً وجلب صندوقاً ليس فيه إلا فتحة واحدة وقام بإمساك النملتان ووضعهما في الصندوق
قال أحمد للنملتان...
كم حبة قمح تأكلان في اليوم؟
قالتا كل واحدة تأكل اثنتان.
جلب أحمد بعض الماء وحبتي قمح لكل واحده منهما ووضعها قرب النملتان في الصندوق وقال لهما
سوف أعطيكما في كل يوم حبتان وهذا الماء لتعيشا في هذا الصندوق
نضرت النملتان الى بعضهما وشعرتا بالحزن الشديد ولكنهما لم يستطيعا ان يفعلا شيئاً.
في اليوم الثاني جاء احمد الى النملتان فوجدهما لم تأكلا إلا حبةً واحده وشربتا قليل من الماء ,فتعجب احمد وقال في نفسه قد تكون إحداهما مريضةً فحزنت عليها صاحبتها او إنها حزينة أصلا لسببٍ ما وربما تريدان إنقاص وزنهما فرمى لهما حبتان أخرى وأعطاهما الماء وذهب..
نهض أحمد مبكراً في صباح اليوم التالي وذهب مسرعاً ليرى ماذا فعلت النملتان وهل أكلتا القمح كله؟؟؟؟؟ إلا إن دهشته كانت كبيرة عندما رأى ان النملتان لم تأكلا إلا حبةً واحدة وتركتا الباقي!!
فكر أحمد كثيراً وقال يجب ان أسأل النملتان لماذا لم تأكلا حبات القمح كلها ؟
قال أحمد انا سوف أطلق سراحكما أيتها النملتان ولكنني أريد أن أسألكما سؤال ؟
قالت النملتان تفضل
قال لهما لماذا لم تأكلا حبات القمح جميعها وتركتما بعضها؟
أجابته إحداهما أنك أخذتنا وحبستنا بدون ان تذكر لنا الأسباب ونحن نعرف ان عندكم يا بني البشر لا يجوز حبس أي شيْء سواء إنسان أو حيوان ألا بعد ان تكون هناك أسباب لذلك ، وهذا العمل الذي قمت به نوع من الدكتاتورية وسلب للحرية ، وأضافت الأخرى أن كل أكل أو شرب يأتي بدون عمل ليس فيه لذة ولا تشعر بطعمه عندما تأكله او تشربه ، كما إننا عندما كنا أحراراً نتعاون على جلب قوتنا اليومي ونساند بعضنا البعض
وقالت الأخرى لقد خفنا ان تطول مدة حبسنا لذلك وفرنا حبات القمح الباقية وبعض الماء ،قد يأتي يوم وتنسانا ولا تجلب لنا القمح والماء أو إن القمح والماء لا يتوفر لديك في أحد ألأيام فنقوم بأكل القمح الذي وفرناه ونشرب الماء الباقي رويداً رويداً ، وأود ان أقول لكَ
إننا مادمنا نأخذ كفايتنا من القمح فلماذا نأكل الباقي
فتح أحمد الصندوق وأطلق سراح النملتان فذهبتا الى بيتهما ولكنهما قبل ان تصلا بادرهما بسؤال أخر
لماذا كنتما تجمعان القمح وتذهبان به الى بيتكما قبل ان أضعكما في الصندوق؟
ألتفتت اليه أحداهما وقالت أنه التوفير يا عزيزي ، وذهبتا .
صار أحمد يوفر بعضاً من نقوده ولا يصرفها إلا فيما يحتاجه وعندما يسأله أهله وأصدقاءه عن السبب يقول
النمل علمني التوفير..... النمل علمني التوفير
بسم الله الرحمن الرحيم (أن المبذرين كانوا أخوان الشياطين)صدق الله العلي العظيم

انتهى
اخوكم
أحمد عيسى نور


ملاحظة: لاتحاولوا اصطياد النملة لأنها قد تموت فالنملة لا يمكن اصطيادها وحبسها الا في القصص



#احمد_عيسى_نور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد
- الشيطان قصة واقعية
- الخائن
- لماذا يا حبيبي


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - ياليتنا مثل النمل