أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الشيطان قصة واقعية















المزيد.....

الشيطان قصة واقعية


احمد عيسى نور

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


الشيطان قصة واقعية
استيقظ السيد محمد فجراً فتوضأ وصلى صلاة الصبح وبعد أن انهى الصلاة والدعاء أيقظ زوجته سعاد فنهضت مسرعة خوفاً ان تفوتها الصلاة وتوضأت وصلت
بعدما انهت سعاد صلاتها طلب منها ان تجهز له الفطور وقد كان الفطور متواضعاً فذهبت وجلبت له بعض ألجبنه وقدح من الشاي والخبز العراقي ،والمعروف ان العراقيين يحبون الخبز وخاصة أذا كان بتنور الطين
قال محمد اعملي بهدوء يا سعاد حتى لايستيقظ الأطفال وكان لديه فاطمة الكبيرة وخالد جاء بعدها بسنتين ,وعندما اكمل فطوره وشرب الشاي قام فلبس اليشماغ والعقال والعبايه وهمَ بالخروج، إلا إن زوجته أخبرته أن حالتهم المادية لا تسمح لهم حتى بالعيش البسيط ،فأجابها الله المدبر ،فعادت وكررت عليه مرة اخرى وهل لديك حلول
نضر في عينيها نضرة طويلة احس من خلالها بالمعاناة التي تعانيها جراء العوز المادي
قال :أن لدينا قطعة أرض كنت ادخرتها لأولادي سوف أعرضها عند الدلال. الرجل الوسيط في قطع الأراضي والبيوت بين المشتري والبائع مقابل عمولة يحصل عليها من الطرفين
ادار وجهه واتجه الى المقهى الذي كان يذهب اليه كل يوم من الصباح الى الظهر ليتبادل اطراف الحديث مع أصدقاءه ،فهو اصلاً ليس لديه عمل ولايستطيع ان يعمل لكبر سنه
في الطريق وجد جاره عباس جالساً
قال له : السلام عليكم
رد عليه عباس :وعليكم السلام
وطلب منه ان يرافقه الى المقهى فوافق لأنه ليس لديه عمل هو الاخر
عند وصولهم الى المقهى سلموا على الناس الجالسين وشاهدوا سامي صديقهم جالس على احد الكراسي فتحركا وسلما عليه وجلسا بقربه
كان الرجل مغموما الى درجة انه نسي ان يشرب الشاي فهو في حيرة من امره هل يبيع الارض ام يبقيها واذا ابقاها كيف سيعيش وهو يقول في نفسه
ذبلت وردتي و أضحى...
لونها حزينا
تناثرت أوراقها و لعب بها الريح
شمالا و يمينا
نهض محمد وذهب الى الدلال مع سامي وعباس ،واخبروه ان لدى محمد قطعة ارض يريد بيعها
قال الدلال:هل عندك اثبات ان الارض ملكك
قال:نعم
فأخرج محمد السند من جيبه وناوله الى الدلال فنضر الدلال اليه
وقال : سوف اعرضها للبيع
أترك السند ورقم الهاتف لكي اكلمك اذا جاء المشتري فأعطاه رقم الهاتف وبعد ذلك نهض الجميع وسلموا على الدلال وخرجوا
ذهب الجميع إلى بيوتهم وعندما جاء وقت العصر رن الهاتف على محمد
قال:ألو
الو يا محمد أنا الدلال وقد جاء رجل يريد ان يشتري الأرض
نهض محمد مسرعاً ولبس اليشماغ والعقال إلا انه نسي أن يأخذ عبايته معه هذه المرة وتوجه إلى الدلال وعند وصوله سلم على الاثنين وجلس
قال الدلال : يا محمد إن هذا الرجل يريد أن يشتري الأرض التي تملكها ولكنه يريد أن يراها أولاً
قال محمد : نعم انا موافق فمن حقه ان يراها
نهض الرجل المشتري ومحمد وذهبا ليريه الأرض وبعد ساعة من الزمن رجعا وجلسا عند الدلال ليتفقا على السعر
وبعد اخذ ورد اتفق الطرفان على سعر الشراء
وافق محمد بسرعة لأنه بحاجه إلى النقود وبعد تفكير قليل وافق الرجل
لقد غمرت محمد الفرحة وكانه يملك الدنيا وما فيها، فرجع إلى بيته فرحاً وأخبر زوجته بذلك ففرحت هي الاخرى وأنتهي ذلك اليوم كأنهم اليوم ولدوا من كثرة الفرح الذي عاشوه
في صباح اليوم التالي جلس محمد كعادته فجراً وصلى وتناول الفطور ثم توجه الى المقهى فوجد سامي وعباس جالسين في مكانهم المعهود ،سلم عليهما وجلس.
لاحظ الاثنان عليه علامات الفرح فبالأمس كان حزيناً حتى انه لايستطيع الكلام واليوم هو في حال أخر من الفرح والسرور ، سألوه عن السبب واخبرهم انه قام ببيع الارض
راود عباس الشيطان لسرقة جاره محمد
قال : ائذنوا لي بالذهاب
وصل عباس إلى بيته وهو يفكر كيف يحصل على النقود
دخل البيت ولبس قناعاً على وجهه كي لايعرفه أحد وتوجه متخفياً الى بيت محمد ، فقام بطرق الباب
أجابته سعاد : من الطارق
أنا محمد
قالت وهي تتحرك لفتح الباب:اليوم بسرعة وحتى صوتك تغير هل عندك زكام
فأجابها:نعم
فتحت سعاد الباب فهجم عليها وضربها على رأسها بخشبه كان يحملها ،خرت إلى الأرض مغشياً عليها فأغلق الباب ودخل ثم كمم فمها وذهب للبحث عن النقود
وعندما رأت فاطمة ألحاله
صرخت به وهي تبكي:يا عم من انت
فصرخ بها:أسكتي
لكنها صرخت وهي تركض إلى الباب:حرامي حرامي
قام بإمساكها فتعالى صراخها وخاف أن يشعر به الجيران
فقال:أسكتي أسكتي
وعندما لم تسكت سحبها إلى المطبخ وحمل السكين وبقرها في بطنها فسقطت تنضر إليه وكأنها تعاتبه وتقول وما ذنبي لكي تقتلني
عندما رأى خالد حالة أخته والدم بتدفق منها هجم على عباس وهو يصرخ لماذا لماذا وبدء يضرب به بيديه لأنه طفل صغير ولا يعرف ماذا يفعل فامسكه عباس وطرحه أرضاً ووضع رجله على رأسه وذبحه من الوريد إلى الوريد
رجع عباس للتفتيش عن النقود وفتح خزانة الملابس فوجد النقود وأخذها وركض مسرعاً إلى الباب وفي هذه الأثناء بدء يرجع إلى سعاد وعيها فأزالت الكمامات من فمها ومر عباس بقربها فأمسكته من رجليه ،أراد التخلص منها ودفعها بعيداً إلا إنها استجمعت قوتها ونهضت وأمسكت به من الخلف ،ألتفت إليها وبدء بضربها ووصلت يدها إلى القناع فسحبته وأزالته وعندما رأت وجهه
قالت متعجبة:عباس!!!
أصابه الذعر ،أخرج السكين وطعنها إلا إنها لم تسقط فطعنها ثانية وثالثه وتطايرت النقود وسقطت سعاد ولم يملك عباس إلا الفرار
رجع محمد إلى البيت وفتح الباب وعندما شاهد المنظر وكأن صاعقة ضربته الا انه بعد قليل تمالك نفسه وركض إلى زوجته
وسألها:من فعل بكم هذا
أجابته بصوت خافت:عباس صديقك
طلب لها سيارة إسعاف إلا أنها فارقت الحياة قبل وصول السيارة
ذهب محمد إلى مركز ألشرطه وتم تسجيل شكوى ضد عباس وتم إلقاء القبض عليه وأنكر الأمر في البداية إلا انه اعترف بعد ذلك
ظل محمد حزيناً لعدة أيام ولا يكلم أحداً من هول ألحادثه وقد هجر المقهى فهو يخرج صباحاً ليجلس على حافة الطريق يتأمل الأولاد والبنات ويتذكر عائلته ويرجع ظهراً إلى بيته ويبدأ بالبكاء وهو يردد أتعلمين ..اني رحلت الى الابد..
لا تسألي ..انتِ السبب.
اتذكرين . ماقلتُ في وقت الانين
بأن اصعب ماتحس ..هم الآخرين
ياليته موت بحق
أعيش احساساً لعين وانا السبب..
من قال: بعثر ماتعش .من قال ((فضفض)) ماتحس
ياليتني كنتِ الرحيل.... اني اموت بلا......... أنين
ومرةً اخرى احس اني سأشقي العالمين..!
ياآآآه
ثم ينام ويكرر المشهد كل يوم
في يوم من الأيام لم يخرج محمد من بيته فأحس جيرانه بالقلق عليه وذهبوا الى بيته فوجدوه قد فارق الحياة مبتسماً والدموع في عينيه ولم يعرف أحد السبب الى ألأن.
رحمهم ورحمنا الله جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أحمد عيسى نور



#احمد_عيسى_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخائن
- لماذا يا حبيبي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عيسى نور - الشيطان قصة واقعية